فضائح السعودية

فقر وضرائب وبطالة وتهجير واعتقالات .. أزمات السعوديين في عهد بن سلمان

تثقل أزمات عدة كاهل المواطنين السعوديين الذين عاشوا لعقود طويلة حياة ترف ورخاء في مملكتهم النفطية إبان عهد ملوك آل سعود السابقين.

لكن منذ قدوم الملك سلمان بن عبد العزيز وولى عهده محمد (2015-2020) تغيرت أحوال السعوديين الذين عاشوا لعقود طويلة على خيرات بلادهم حتى وصل بهم الحال إلى درجة الفقر والتسول وغيرهما.

وأضحى السعوديون خلال السنوات الماضية منشغلون بأزمات عدة كحال أي دولة فقيرة، فالفقر وغلاء الأسعار والضرائب الحكومية وارتفاع نسبة البطالة بين الخريجين، وتهجير المواطنين من منازلهم وهدمها لصالح المشاريع الحكومية، وملاحقة المواطنين واعتقالهم، سمت حكم بن سلمان وابنه “الداشر”.

واللافت في الأمر أن هذه الأزمات الظاهرة للعيان رغم صمت سعودي مطبق على البيانات الرسمية، وحملات القمع والتهجير داخل المملكة.
الفقر
وينتشر الفقر بين مختلف الشرائح السعودية وتحديدا داخل الأسر التي تفقد معليها الذى أقعده المرض، وبيوت الأرامل والمطلقات وهنَّ دون عمل، بسبب القيود الصارمة لحقهنَّ بالعمل، وكذلك نظرا إلى قلة الوظائف المتاحة للنساء.

ويعتبر “حساب المواطن” أكبر دليل رسمي على واقع الفقر الذي تفشي السنوات الماضية.

ووفقا لـ”حساب المواطن” فإن عدد المستفيدين منه بلغ 12.5 مليون شخص في يونيو عام 2019، وهي أرقام مخيفة إذا ما علمنا أن تعداد شعب المملكة لا يتجاوز في أعلى التقديرات 30 مليون نسمة.

يذكر أن هذا الحساب لا يشمل الأسر الفقيرة من غير السعوديين عديمي الجنسية، ولا يشمل العاملين الأجانب في المملكة.

وانتشرت خلال السنوات الماضية، ظاهرة التسول في شوارع المملكة والتسول إلكترونيا، كما تعمد البلديات السعوديات على ملاحقة مشاريع الفقراء والخريجين العاطلين عن العمل.

وتعمل حكومة نظام آل سعود على تخفيض نفقاتها على برنامج حساب المواطن ما يهدد بتقويض الدعم الشعبي اللازم لتمرير الإصلاحات الاقتصادية المزعومة والتغطية على فشل سياسات ولي العهد محمد بن سلمان.

وأظهرت البيانات أن المملكة قلصت نحو مليوني شخص من “حساب المواطن”، منذ أبريل/نيسان 2020. وحدث أكبر انخفاض بين يونيو/حزيران ويوليو/تموز.

وانخفضت المدفوعات للحساب بمقدار مليار ريال (حوالي 267 مليون دولار) بحلول يوليو، انخفاضا من 2.7 مليار ريال في مارس/آذار.

البطالة
وأما أزمة البطالة التي تزايدت السنوات الماضية، وطفت على السطح بعد ارتفاع أعداد الخريجين الذين يشكلون النسبة الأكبر من المجتمع السعودي.

وأفادت إحصائيات منظمة العمل الدولية، بأن البطالة في فئة الشباب 15-24 سنة، لاسيَّما الإناث، بلغت 25% في عام 2017، أما الأرقام الرسمية السعودية فتشير إلى أن نسبة البطالة بلغت فقط 12.3% في الربع الثاني من عام 2016 للرجال و32.8% للنساء.

لكن تقديرات الخبراء تشير إلى أن معدلات البطالة أعلى بكثير. وفقًا لبعض التقديرات، فإن معدل البطالة يتراوح بين 29% و33% في صفوف الذكور الذين يتراوح سنهم بين 20 و24 عاما، و38% في الفئة التي يتراوح عمرها بين 24 و29 عاما، كما نشرتها مؤسسة الملك خالد الخيرية.

وعَمِدَ كثير من شباب المملكة إلى موقع التواصل الشهير “تويتر” لكي يبثوا فيه شكواهم من هذا الوضع المتردي، وصبوا جام غضبهم على سياسات آل سعود التي تمثل السبب الرئيس في الوضع البائس الذي وصله شعب المملكة.

ويتصدر وسم #تجمع_العاطلين_السعوديين هاشتاق السعودية، وانتقدوا توفير المملكة الوظائف للأجانب بينما يعاني شباب المملكة من البطالة. وأرجع شباب المملكة كل ذلك، إلى سوء تدبير موارد بلادهم، وضعف القيادة في الإمساك بزمام الأمور.

الغلاء والضرائب
وبينما يشكو المواطن الفقر وانعدام فرص العمل، عمد ولي العهد محمد بن سلمان على إغراق المملكة بسيل من القروض المالية، بعد أن بدد ثروات المملكة على خططه وسياساته الاقتصادية الفاشلة، وشنه للحرب في اليمن وتمويل الانقلابات المضادة في العديد من الدول.

وأقرت سلطات آل سعود منذ مايو/ أيار الماضي ضريبة القيمة المضافة بنسبة 15% على جميع السلع في المملكة، وأوقفت بدل غلاء المعيشة عن الموظفين الحكوميين.

وتسود حالة من الغضب والاحتقان بين المواطنين والتجار نظرا لارتفاع أسعار السلع بشكل هائل لصالح “جيب الحكومة”.

ولم تقتصر رفع الأسعار على السلع فقط، بل عمدت سلطات آل سعود رفع أسعار الكهرباء والوقود والمياه رغم أنها خدمات حكومية بحتة.

هدم وتهجير
وبينما يعاني المواطن السعودي من أزمة العقارات داخل المملكة وارتفاع أسعارها بشكل هائل، عمد بن سلمان على هدم منازل المواطنين بحجة المشاريع الحكومية.

فمنذ قدوم بن سلمان شن حملة واسعة لهدم وتهجير منازل المواطنين في قبيلة الحويطات لصالح بناء مدينته “نيوم” على البحر الأحمر.

كما يشرع بن سلمان حاليا بحملة هدم واسعة في قبائل جهينة ومناطق واسعة ومتفرقة في أنحاء المملكة.

وحذر المعارض السعودي د. سعد الفقيه من أن بن سلمان يعتزم هدم أكثر من 13 حي سكني خلال الأيام القادم.

وبين الصمت والدفاع عن الأرض والحقوق، يعتقل بن سلمان مئات المواطنين السعوديين الذين يدافعون عن حقوقهم وأملاكهم، كما يعتقل المئات من الدعاة والمفكرين والحقوقيين وأفراد من العائلة المالكة لرسم “صورة حاكم وحش وظالم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى