فضائح السعودية

واشنطن تدير حربا بالوكالة انطلاقا من المملكة

تستغل الإدارة الأمريكية نظام آل سعود ليس من أجل الأموال فقط, بل إنها تدير حرباً بالوكالة من أراضي المملكة.
إذ أن نظام آل سعود حقق نبوءة دونالد ترامب بالمال مقابل الحماية, بأرسل البنتاغون الامريكي جنوده وعتاده إلى قاعدة الامير سلطان الجوية, تلبية لطلب مباشر ودعوة من الرياض.
يعيش نظام آل سعود حالة دائمة من التأهب سببها سياساته الخارجية وخصوصا حربه على اليمن, حيث تعرض بشكل مستمر المملكة إلى استهداف منشآتها الحيوية بصواريخ الحوثيين, ويقف سلاحها الجوي عاجزاً عن حماية سيادة النظام على الرغم من امتلاكه أنظمة باتريوت المتطورة.
وفي إهانة بالغة لنظام آل سعود, توعد ترامب في أكثر من مناسبة بأن نظام آل سعود يجب أن يدفع من أجل الحماية.
وقال ترامب أمام تجمُّع انتخابي في ساوثافن بمدينة مسيسبي، في أكتوبر الماضي: “نحن نحمي نظام آل سعود، ستقولون إنهم أغنياء، وأنا أحب الملك سلمان، لكني قلت: أيها الملك -نحن نحميك، وربما لن تتمكن من البقاء أسبوعين من دوننا- عليك أن تدفع لجيشك”.
ولم يجرؤ الملك سلمان على قول إن بلاده هي التي وجهت الدعوة إلى القوات الأمريكية بالعودة، واكتفى بيانه بأنه “تمت الموافقة على استقبال القوات الأمريكية، لرفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها، وضمان السِّلم فيها”، في حين كشف “البنتاغون” أنه تلقى دعوة من المملكة لإعادة نشر قواته على أراضيه، بعد 16 عاماً من مغادرتها.
ويعد البيان الأمريكي تكذيباً لتصريح الملك، حيث قالت القيادة المركزية في الجيش الأمريكي: “بالتنسيق مع وبدعوة من نظام آل سعود، أذن وزير الدفاع بنقل الأفراد والموارد الأمريكية، من أجل الانتشار في المملكة”.
وأكد البيان أن وجود القوات الأمريكية يوفر رادعاً إضافياً لها، ويضمن القدرة على الدفاع عن القوات الأمريكية، ومصالحها في المنطقة من التهديدات الناشئة والموثوقة.
وبسماح نظام آل سعود بإعادة نشر القوات الأمريكية على أراضيها تؤكد بذلك تصريح الرئيس دونالد ترامب، حين قلل من قدرة الرياض والملك سلمان على حماية المملكة دون دعم الولايات المتحدة لها ولجيشها، وأن ذلك مرهون بدفع الأموال لواشنطن مقابل الحماية.
وكان آخر وجود للقوات الأمريكية على الأراضي نظام آل سعود عام 2003، بعد انتهاء غزو العراق، حين سلموا قاعدة الأمير سلطان الجوية إلى القوات نظام آل سعود عقب إقامتهم فيها منذ حرب الخليج الثانية عام 1991، حيث استدعتهم المملكة حينها.
ولم تخض قوات نظام آل سعود أي مواجهة عسكرية قوية، تختبر فيها قدرتها على حماية حدود البلاد وأجوائها، ولكن مع دخول الحرب ضد اليمن، واشتداد هجمات الحوثيين، فشل سلاح الجو السعودي الذي يمتلك منظومات دفاعية جوية أمريكية متطورة، في حماية أجواء البلاد.
ويبدو أن الهدف غير المعلن من عودة القوات الأمريكية هو حماية أجواء نظام آل سعود، حيث بين أن الجيش الأمريكي نشر في قاعدة الأمير سلطان بنظام آل سعود بطاريات صواريخ “باتريوت” الدفاعية، ويعمل عليها 500 عسكري أمريكي.
وتشمل المعدات التي جلبها الجيش الأمريكي إلى قاعدة الأمير سلطان، طائرات حربية وأنظمة دفاع صاروخي بعيدة المدى، وفق شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية الإخبارية.
كذلك أكد مسؤولون أمريكيون أن النشر يركز على القدرات الدفاعية، مع بطاريات “باتريوت” للدفاع الصاروخي والطائرات المقاتلة التي تهدف إلى الدفاع عن القوات الأمريكية على الأرض، مع إقرار إمكانية استخدام الطائرات بشكل هجومي.
الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي وصف عودة القوات الأمريكية إلى نظام آل سعود بالاستدعاء من قِبل النظام لحمايته في ظل اشتداد الهجمات الحوثية على منشآت نظام آل سعود، وزيادة التوتر مع إيران.
ويؤكد الشرقاوي أن “نظام آل سعود منهك من حرب اليمن المستمرة منذ سنوات، فضلاً عن عدم احترافية قواته في التعامل مع أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية (باتريوت) في صد الهجمات المعادية، لذلك تم طلب الحماية”.
ويقول الشرقاوي: “رغم امتلاك نظام آل سعود أنظمة باتريوت متطورة، وشرائها للقبة الحديدية من دولة الاحتلال الإسرائيلي، فإنها فشلت في التعامل مع الأهداف القادمة من اليمن، وهنا استحضر الملك الخطر المتواصل على بلاده، فلجأ إلى الأمريكان”.
ويوضح أن إعادة انتشار القوات الأمريكية لحماية نظام آل سعود تعد حرباً بالوكالة تقوم بها الولايات المتحدة بتوجيه من المملكة، بفضل الأموال التي تدفعها لهم، وهو ما أكده ترامب.
ويردف الخبير العسكري بالقول: “كله بثمن، ترامب لم يرسل جنوده ومعدات عسكرية متطورة إلى نظام آل سعود بلا مقابل، بكل تأكيد حصل على مليارات الدولارات، وهذا حديث غير سري، فدائماً ما يحرج الرئيس الأمريكي الملك سلمان ويبتزه على الهواء مباشرة”.
ويعتمد نظام آل سعود على منظومتي صواريخ “هوك” و”باتريوت” الأمريكيتين لحماية أجواء المملكة ويعمل على تطويرهما باستمرار.
وكان مسؤول في نظام آل سعود كشف مؤخراً، أن الأحداث الأخيرة أظهرت أن البلاد مكشوفة من حيث نظام الدفاع الصاروخي.
وأكدت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير أعده غوردون لوبولد ونانسي يوسف، أن عودة الانتشار الأمريكي في المملكة بطلب نظام آل سعود بعد الانسحاب منها عقب غزو العراق، يأتي في ظل توتر الأوضاع بمياه الخليج.
ويقول الكاتبان: “تشهد منطقة الخليج وضعاً غير مسبوق، حيث أعلنت الولايات المتحدة مؤخراً إسقاط طائرة مسيَّرة تتبع للحرس الثوري، وكذلك تتهم واشنطن طهران باستهداف ناقلات النفط، وخطفها”.
ويوضح الكاتبان أنَّ تزايد سخونة الأحداث في الخليج وتطورها دفعا الولايات المتحدة إلى تعزيز وجودها العسكري، من خلال عودة قواتها لحماية نظام آل سعود، والتمركز في قاعدة الأمير سلطان الجوية.
ويفسر الكاتبان عودة القوات الأمريكية، بأنها ضمن حماية المملكة، في ظل التهديد الإيراني المتواصل.
ويبين التقرير أن قرار “البنتاغون” يأتي وسط المواجهة بين إدارة الرئيس ترامب والكونغرس بشأن بيع الأسلحة للسعودية، ودعم الولايات المتحدة للحملة العسكرية التي تقودها نظام آل سعود في اليمن، خاصة بعد اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى