فضائح السعودية

منظمة دولية: موقف آل سعود من دعم تعذيب مسلمي الصين “معيب”

وصفت منظمة حقوقية دولية موقف آل سعود من تعذيب مسلمي الصين بأنه “معيب”، وذلك بعد أن وقعوا رسالة للأمم المتحدة تدعم سياسات بكين في القمع للأويغور في شينجيانغ والاعتقال التعسفي، بدعمها الإجراءات الصينية لـ”إبادة شعب الأويغور المسلم”،
وقالت “هيومن رايتس ووتش” إن أكثر من 12 دولة عضوا في “منظمة التعاون الإسلامي” وقعت بيانا يدعم سياسات الصين في شينجيانغ ويتجاهل القمع الواسع ضد مسلمي الإقليم على رأسهم نظام آل سعود.
أتت الرسالة التي روّجت لها الحكومة الصينية ردّا على بيان مشترك صادر عن 22 دولة في “مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة” الأسبوع الماضي، أعربت فيه الدول عن قلقها إزاء الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في شينجيانغ، وحثّت على السماح بدخول مراقبين دوليين دون قيود.
أخضعت الحكومة الصينية 13 مليون فرد من قومية الأويغور وغيرهم من المسلمين الترك في شينجيانغ للاعتقال التعسفي الجماعي، والتلقين السياسي القسري، والقيود على الحركة، والاضطهاد الديني.
تشير التقديرات الموثوقة إلى احتجاز أكثر من مليون شخص في معسكرات “التثقيف السياسي”. كما وضعت السلطات الصينية مسلمي شينجيانغ تحت المراقبة المتزايدة، وحشدت أكثر من مليون مسؤول لمراقبة المسلمين، بما فيه من خلال برامج مختلفة تخرق الخصوصية.
قالت صوفي ريتشاردسون، مديرة قسم الصين في هيومن رايتس ووتش: “حصلت الحكومة الصينية على دعم عشرات الدول ذات الأغلبية المسلمة للمساعدة في تلميع سجلها الحقوقي المسيء في شينجيانغ. بدلا من الانضمام إلى عديد من الحكومات التي تدين الانتهاكات ضد مسلمي الإقليم، ساندت هذه الدول الرواية البغيضة التي تروّج لها بكين”.
رغم الانتهاكات المنهجية ضد المسلمين في شينجيانغ، أشادت الدول التي انضمت إلى بيان الصين عن “إجراءات مكافحة الإرهاب والتطرف في شينجيانغ” والتي أدت إلى “شعور أقوى بالسعادة والوفاء والأمن”.
كانت حملة القمع التي قامت بها الصين في شينجيانغ اختبارا رئيسيا لما إذا كان أعضاء منظمة التعاون الإسلامي سيضغطون على الصين، التي تزداد قوة، لإنهاء انتهاكاتها المنهجية ضد المسلمين. ظلت المنظمة التي تضم 57 دولة صامتة إلى حد كبير وأشادت في بعض الأحيان بجهود الصين في الأشهر الأخيرة.
عندما اجتمع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في أبو ظبي في مارس/آذار، تجاهلوا محنة مسلمي شينجيانغ، وأشادوا بدل ذلك بجهود الصين “في توفير الرعاية لمواطنيها المسلمين” وتطلعوا إلى “مزيد من التعاون” مع الصين.
كما شارك مندوبو منظمة التعاون الإسلامي في إحدى الزيارات الدبلوماسية التي تحكمت بها الحكومة الصينية إلى شينجيانغ دون أي انتقاد للانتهاكات الرسمية للحقوق.
على النقيض من ذلك، ووفقا لتفويضها المتمثل في “حماية الحقوق والكرامة والهوية الدينية والثقافية” للأقليات المسلمة، كان صوت منظمة صريحا في إدانة الانتهاكات ضد مسلمي الروهينغا في ميانمار والمطالبة بالمساءلة لأجلهم.
عديد من الدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي، بما فيها أفغانستان، وألبانيا، وإندونيسيا، وبنغلاديش، وتركيا، وتونس، وماليزيا، والمغرب، لم توقع على الرسالة التي تدعمها الصين.
مع ذلك، لم تنضم أي دولة ذات أغلبية مسلمة إلى الدعوة العالمية غير المسبوقة في مجلس حقوق الإنسان الأممي للتحقيق في الانتهاكات.
على دول منظمة التعاون الإسلامي التوقيع بشكل عاجل على هذا البيان المشترك قبل 26 يوليو/تموز.
قالت ريتشاردسون: “وضعت حملة الصين القمعية في شينجيانغ مصداقية منظمة التعاون الإسلامي على المحك.
إذا أرادت المنظمة أن تكون الصوت العالمي لحقوق المسلمين المضطهدين في كل مكان، فعلى أعضائها أن يتوقفوا عن الإشاحة بنظرهم عن الانتهاكات، ويشجبوا سياسات الصين التعسفية في شينجيانغ”.
ولم يترك محمد بن سلمان موقفا مشينا وإلا أقدم عليه حتى وصل به الحد إلى دعم تعذيب المسلمين في الصين في أكبر إهانة للمملكة بلد الحرمين ومكة المكرمة والمدينة ورائدة العالم الإسلامي المفترضة.
قبل أشهر شكلت زيارة بن سلمان إلى بكين نقطة تحول لافت عن الدور التقليدي الذي يدعيه نظام آل سعود بالدفاع عن الإسلام والمسلمين، بدعمه الإجراءات الصينية لـ”إبادة شعب الأويغور المسلم”، ممَّا أثار موجة كبيرة من الانتقادات والغضب.
وفي حينه أطلق ناشطون عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” وسم “#مبس_يدعم_إباده_الأيغور”، الرافض لموقف بن سلمان من إبادة مسلمي الأويغور في الصين.
وقال الناشط السعودي تركي الشلهوب على تويتر “بعد إعلان محمد بن سلمان دعمه الصريح للإبادة التي يتعرّض لها إخواننا المسلمين في الصين على يد الحكومة الشيوعية المجرمة، ندعوا جميع الأحرار للتغريد في وسم #مبس_يدعم_إباده_الأيغور ادعموا إخواننا في الصين ولو بتغريدة واحدة. وافضحوا القاتل بن سلمان. أنشروا التغريدة على أوسع نطاق”.
ودافع بن سلمان، خلال زيارته الصين، عن الإجراءات القمعية التي تتخذها السلطات الصينية ضد مسلمي الأويغور، وقال: إن “الصين لها الحق في تنفيذ أعمال مكافحة الإرهاب والتطهير من أجل أمنها القومي”.
وأشاد لن سبمان في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي باستخدام الصين لخطوات “إعادة التثقيف للسكان المسلمين” في البلاد من خلال معسكرات “مكافحة الإرهاب”، وهو ما يعني موافقة المملكة كبرى الدول الإسلامية، على الاضطهاد الممارس ضد مسلمي الأويغور.
ودعت مجموعات من الأويغور بن سلمان خلال زيارته للضغط على الصين بشأن قضية معسكرات الاعتقال، ولكن لم يستجب لهم، ودافع عن خطوات السلطات ضدهم.
وأشعلت تصريحات بن سلمان الغضب في نفوس السعوديين والعرب والغربيين أيضاً، إذ إن ما ترتكبه السلطات الصينية بحق الأقلية المسلمة يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان.
وغرد العديد من الناشطين بذكر انتهاكات بن سلمان التي تعددت ما بين قمع وقتل واعتقال، وأضيف إليها تأييد قمع واضطهاد الأويغور.
وجاءت تصريحات بين سلمان على الرغم من إعراب الأمم المتحدة أكثر من مرة عن قلقها بعد ورود تقارير عن اعتقالات جماعية للأويغور، داعية لإطلاق سراح أولئك المحتجزين في معسكرات “مكافحة الإرهاب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى