فضائح السعودية

بلقاء ثنائي مع نتنياهو.. بن سلمان يمهد للتطبيع العلني مع إسرائيل

اتخذ ولي العهد محمد بن سلمان الخطوة الأكبر في سياق التطبيع العلني مع إسرائيل عبر لقاء ثنائي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحضور وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.

ويفتح اللقاء غير المسبوق بين نتنياهو وبن سلمان، والذي أعلنت عنه وسائل إعلام إسرائيلية، الباب واسعا أمام تقارب علني بين نظام آل سعود وإسرائيل.

واللقاء الذي انعقد في منطقة نيوم في شمال غرب المملكة، يعد أول اجتماع علني بين مسؤول سعودي من العائلة الحاكمة وآخر إسرائيلي، وكذلك أول زيارة علنية لمسؤول إسرائيلي إلى المملكة.

ويقيم نظام آل سعود وحلفائه منذ سنوات علاقات سرية مع إسرائيل، وذلك على أساس المخاوف المشتركة تجاه إيران بشكل خاص، بينما تشجّع الولايات المتحدة الجانبين على تطبيع العلاقات.

وخرجت هذه الدبلوماسية السرية إلى العلن في آب/أغسطس الماضي عندما أعلنت الإمارات، حليف آل سعود عن تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية.

لكن إقامة علاقات مع السعودية ستكون حتما بمثابة أحد اهم الأحداث الدبلوماسية في تاريخ إسرائيل منذ قيامها قبل 72 عاما.

وقالت الرياض إنها لن تحذو حذو الإمارات، لكنّ مملكة البحرين سرعان ما وقذعت على اتفاق للتطبيع في خطوة قال مراقبون انها لم تكن لتتحقق من دون ضوء أخضر من الجارة الكبرى السعودية.

وسمحت المملكة للرحلات الجوية مباشرة بين الإمارات والبحرين وإسرائيل بعبور أجوائها.

وتقول المملكة إنّ تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني شرط مسبق لتطبيع العلاقات، وهو موقف يحظى بأهمية كبيرة اقليميا ودوليا على اعتبار أن المملكة تقدّم على نفسها على انها قائدة العالم الاسلامي.

ولطالما كانت المملكة شديد الحساسية حيال إي إعلان عن تقارب مع إسرائيل خشية حدوث ردود فعل وانتقادات بما في ذلك في الداخل السعودي، في صفوف العائلة الحاكمة وبين أفراد مجتمعها المحافظ.

ومع ذلك، فقد تحسنّت العلاقات ضمن نهج سياسي استحدثه بن سلمان الذي يُنظر إليه على أنه الحكام الفعلي إنما من خلف الستار.

وسعى نظام آل سعود في السنوات الماضية إلى التواصل الجريء مع شخصيات يهودية، وجرى تناول العلاقات مع إسرائيل وتاريخ الديانة اليهودية في وسائل الإعلام الحكومية والمدعومة من السلطات.

وقال مسؤولون في نظام آل سعود إن الكتب المدرسية التي كانت تنعت أتباع الديانات الأخرى بأوصاف مثيرة للجدل، تخضع للمراجعة كجزء من حملة لولي العهد لمكافحة “التطرف” في التعليم.

وفي شباط/فبراير، استضاف الملك سلمان بن عبد العزيز الحاخام المقيم في القدس ديفيد روزين، لأول مرة في التاريخ الحديث.

ويروج بن سلمان للتطبيع مع إسرائيل بدعوى مواجهة النفوذ الإيراني والاستفادة من الفوائد المالية ومن بينها دعم خطط التنوع لوقف الارتهان للخام وخصوصا في السعودية من خلال “رؤية 2030”.

ونيوم، حيث قالت وسائل الاعلام الاسرائيلية إن اللقاء بين بن سلمان ونتانياهو حدث، تشكّل أحد الركائز الأساسية في هذه الرؤية، وهي مدينة متطورة ضخمة تسعى المملكة لجذب 500 مليار دولار على شكل استثمارات لبنائها.

ويروج بن سلمان من الاستفادة من الخبرة الإسرائيلية في المشروع، في مجالات تشمل التصنيع والتكنولوجيا الحيوية والأمن السيبراني.

في المقابل تهدّد عملية التطبيع مبادرة السلام العربية التي رعتها السعودية في العام 2002 والتي تدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967 مقابل السلام وتطبيع العلاقات مع الدول العربية.

ومن المرجح أن تنتقد دول عربية أي عمليات تطبيع على غرار الاتفاق الإماراتي الاسرائيلي الذي وصفه القادة الفلسطينيون بأنه “طعنة في الظهر”.

وقد تثير الخطوة انتقادات من جديد في الشارع العربي بأن القوى الإقليمية تتخلى عن الشعب الفلسطيني وقضيته في قيام دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى