فضائح السعودية

كشف تفاصيل مخزية لتعاون أمني سري بين آل سعود وإسرائيل

كشفت دراسة إسرائيلية تفاصيل مخزية لتعاون أمني سري بين نظام آل سعود وإسرائيل بما يؤكد مجددا على حدة التطبيع الحاصل بين الجانبين على حساب تصفية القضية الفلسطينية وثوابت المواقف العربية المعلنة.
وقالت دراسة أعدها “المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية” (ميتفيم)، إن إسرائيل ترتبط بمستويات تعاون أمني واستخباري وسياسي مباشر مع نظام آل سعود في مواجهة الاتفاق النووي الإيراني.
وأشارت الدراسة التي نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية، إلى أن المملكة وإسرائيل “ترتبطان بتعاون أمني سري هدفه مواجهة البرنامج النووي الإيراني وتدخلات طهران في المنطقة”.
ونوهت الدراسة إلى التقارير التي أشارت في السابق إلى موافقة نظام آل سعود على أن يستخدم سلاح الجو الإسرائيلي غلافها الجوي لضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وأوضحت الدراسة أن القضية الفلسطينية “لم تعد عائقا يحول دون تطور التعاون الأمني بين الرياض وتل أبيب”، مشيرة إلى أن هناك “مصلحة مشتركة لدى الطرفين في استقرار الأنظمة القائمة إلى جانب مواجهة تعاظم قوة إيران”.
ولفتت إلى أن المملكة “لا تملك روافع ضغط يمكن أن تسهم في دفع تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قدماً، باستثناء إمكانية إقدامها على تقديم مشاريع تسوية، على غرار المبادرة العربية”.
وحسب الدراسة، فإنه على الصعيد الاقتصادي “هناك تعاون محدود بين الجانبين يتم عبر أطراف ثالثة”، مستدركة أن هناك طاقة كامنة كبيرة في مثل هذا التعاون، منوهة إلى أن القضية الفلسطينية تلعب دورا في “إعاقة فرص تعزيز التعاون الاقتصادي”.
وبما يعكس المعارضة الشعبية في المملكة لتطبيع آل سعود مع إسرائيل، أكدت الدراسة أن هناك مستوى محدود جدا من العلاقات بين “المواطنين” في المملكة وإسرائيل لا سيما من خلال المشاركة في المنتديات الدولية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ومؤخرا نشرت مجلة تايمز أوف الإسرائيلية عن طبيعة العلاقات بين إسرائيل والرياض, ووصفتها بأن لها عمق استراتيجي وعمق أكبر بكثير من عالم التدوين بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان.
وتطرقت المجلة في تقريراً موسعاً, إلى تطبيع المدونين والصحفيين السعوديين مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وذكر الموقع الإسرائيلي أن طالب سعودي قام بنشر مقطع فيديو خاص به على صفحته الشخصية عبر تويتر في 29 مايو من الشهر الماضي، قائلاً: “مرحباً بالجميع، اسمي محمد سعود، أنا من المملكة العربية السعودية وأحب إسرائيل، وأتمنى أن تكون هناك علاقة دبلوماسية بين بلدنا وإسرائيل”.
وتطرق الموقع الإسرائيلي إلى مدون سعودي أخر حيث قام بتكريس حسابه بالكامل تقريبًا للعلاقات مع إسرائيل واليهود والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فعندما أرسل حساب جريدة “The Times of Israel” رسالة له عبر تويتر، وافق سلطان الكدون السعودي البالغ من العمر (37 عامًا) فوراً على الإجابة على الأسئلة التي طرحتها عليه الجريدة الصهيونية.
ونقلت المجلة تغريدة سلطان كاتباً عبر تويتر: ” لا توجد لدي مشكلة مع إسرائيل، وإن القدس مدينة مقدسة ومهمة للمسيحين واليهود فقط، في حين أن الأماكن المقدسة في الإسلام هي مكة والمدينة “، مضيفاً: “نحن، جيل الشباب، نطمح إلى إقامة علاقات طبيعية مع جميع الدول، ونعلم أيضًا أنه قبل 70 عامًا لم تكن هناك دولة فلسطينية، بينما اليهود كانوا موجودين منذ 3000 عام، بالنسبة لنا، ليس للقدس أي أهمية، فالأماكن المقدسة للإسلام هي مكة والمدينة، فنحن نريد السلام والتعايش”.
ولفتت المجلة إلى أنه في الوقت الحالي، لا يوجد دليل يدعم أي اتصال حكومي رسمي مع المدونين، ومع ذلك، فإن انتشار المدونين أمر مهم، حيث يعتقد خبير أمني صهيوني يتعامل مع المملكة ودول خليجية أخرى أن المدونين قد يكونون وسيلة لسلطات آل سعود لقياس الرأي العام وجس نبض الشارع والشعب.
وبدوره، قال المسؤول السابق في أحد فروع الأمن القومي في دولة الاحتلال الإسرائيلي في تصريح صحفي لصحيفة التايمز أوف إسرائيل، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه: “هناك تغيير يحدث، إنه تغيير جذري وحقيقي، ففي هذه الأيام، عندما يحاول ولي العهد محمد بن سلمان تغيير صورة بلده، فإن إحدى الطرق لتحقيق ذلك هي التقارب مع إسرائيل واليهود”.
وأكدت المجلة أن العلاقات بين إسرائيل والمملكة لها عمق استراتيجي وعمق أكبر بكثير من عالم التدوين، ولكن هذه الظاهرة غير العادية ربما تكون أحدث علامة على حدوث تغيير في الموقف تجاه الدولة اليهودية داخل المملكة العربية السعودية بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان.
وأوضحت المجلة الإسرائيلية أنه يميل بعض المحللين إلى تسمية ولي العهد، محمد بن سلمان بأحرف اسمه الأولى “MBS” والذي يمثل رمزاً ومحفزاً للتغيير ازلي ظهر حديثاً في المملكة ، فقد أقام بن سلمان علاقات وثيقة مع جاريد كوشنر صهر ترامب وكبير مستشاريه، وكذلك مهندس خطة السلام في الشرق الأوسط، حيث أظهر موقفًا إيجابيًا تجاه إسرائيل في العديد من المناسبات الرسمية.
ونوهت المجلة إلى أن الوضع الاقليمي في العلاقات بدأ يتحول منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، وكان مرتبطًا بخطة السلام السعودية التي ستعتمدها قريبًا جامعة الدول العربية لحل القضية الفلسطينية ولإرساء السلام في الشرق الأوسط، والتي أطلق عليها اسم مبادرة السلام العربية.
واكدت المجلة أن مسؤولو الاستخبارات والسياسيين في إسرائيل والمملكة تعاونوا بشغف وبشكل مكثف، وكثيراً ما التقوا في أماكن سرية بعيداً عن أعين الإعلام، بالإضافة لتحسن العلاقات مع دول الخليج الأخرى، بما في ذلك الزيارة الرسمية النادرة التي قام بها نتنياهو إلى عمان العام الماضي، حيث كان ثاني رئيس للوزراء في دولة الاحتلال والوحيد الذي زار البلاد بعد اسحاق رابين الذي سبقه في ذلك، كذلك زادت البيانات المؤيدة لزيادة العلاقات بين قادة سلطنة عمان والبحرين والإمارات العربية المتحدة ودولة الاحتلال الاسرائيلي.
وتحدثت المجلة أن في المملكة، يواصل آل سعود في الوقت الحالي إقناع الشعب السعودي بشكل متواصل بأهمية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بينما على الجهة الأخرى، فإن العديد من الأصوات في العالم العربي والإسلامي ستكون سعيدة باستغلال هذه الفرصة لمهاجمة السعوديين بسبب موقفهم الجديد تجاه الدولة الصهيونية .
وبحسب المجلة، أنه في مارس 2018م، أخبر بن سلمان رؤساء الجماعات اليهودية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها أن القيادة الفلسطينية يجب أن تقبل مقترح السلام الذي وضعته إدارة ترامب ، و التي لا تذكر بوضوح حل الدولتين .
وقال ولي العهد محمد بن سلمان حينها: “على مدار الأربعين عامًا الماضية، أضاعت القيادة الفلسطينية الفرص مراراً وتكراراً، ورفضت جميع العروض التي قُدمت لها، لقد حان الوقت لأن يقبل الفلسطينيون العروض التي تُقدم لهم، ويوافقون على الحضور إلى طاولة المفاوضات، أو ينبغي عليهم أن يصمتوا ويتوقفوا عن الشكوى”.
وبعد ذلك بوقت قصير، وذُكر أن، الملك سلمان، قرر استعادة السيطرة على السياسة العامة للبلاد فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لأن الرياض ورام الله كانتا تنجرفان عن بعضهما البعض بسرعة كبيرة ومقلقة، فمن المحتمل أن الملك شعر أن ابنه الشاب ووريثه كان يبدي تحولاً متطرفاً للغاية، حيث اختار الملك العودة إلى السياسة التقليدية المتمثلة في دعم دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
و مع ذلك ، فإن العديد من السعوديين يشهدون أن التغيير في الموقف تجاه دولة الاحتلال حقيقي و لا يمكن إنكاره . حيث يعتقد البعض أيضاً أن إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين بات قاب قوسين أو أدنى .
وتطرقت الصحيفة إلى التقارب بين السعودية ودولة الإحتلال الإسرائيلي، قائلاً: إن التحريض والكراهية انخفضتا ضد الاحتلال الإسرائيلي واليهود بشكل كبير على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية، ويدل على اندثار الفكر المعادي لدولة الاحتلال لدى الجيل الشاب في المملكة العربية السعودية .
وأشارت المجلة إلى أن الحكومة الصهيونية تدرك بوضوح أن طريق التطبيع الكامل بين الاحتلال والرياض ما زال مسدوداً بسبب وجود السلطة الفلسطينية في رام الله كعاصمة إدارية مؤقتة لفلسطين المحتلة في الوقت الراهن، ولتحقيق هذه الغاية، هم على استعداد لتمويل الفلسطينيين والضغط عليهم من أجل التوصل إلى حل مقبول للطرفين، مما سيسهل أيضاً الوصول إلى تحالف إسرائيلي سعودي أمريكي ضد إيران في المنطقة .
ولفتت المجلة إلى أنه قبل 52 عامًا في الخرطوم، بعد وقت قصير من انتهاء حرب الأيام الستة عام 1967م، رفع قادة الدول العربية شعار: “لا للاعتراف بإسرائيل، لا للمفاوضات مع إسرائيل، لا للسلام مع إسرائيل”، مشيرةً إلى أن اليوم، بدأ أحفاد بعض هؤلاء القادة في إعلان الموافقة على كل ما قد رفضه أجدادهم، لكنهم لا يزالون مرتبطين بالواقع الخطير للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وختم الموقع متسائلاً: “السؤال المهم الآن، هو ليس كيف ستتطور العلاقات الثنائية بين الاحتلال والرياض بقيادة محمد بن سلمان ، ولكن ما إذا كانت حكومة صهيونية مستقبلية ستستخدم هذا المناخ السياسي والتطبيع الإيجابي في العالم العربي من أجل التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، وفي نهاية المطاف الحصول على كل شيء؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى