فضائح السعودية

حاخام يهودي يعزز أسس التطبيع بين آل سعود وإسرائيل

أجرى حاخام يهودي حاصل على الجنسية الأمريكية منذ أيام زيارة مثيرة للجدل إلى المملكة عمل خلالها على تعزيز أسس التطبيع بين نظام آل سعود وإسرائيل.

وغرد الحاخام “مارك شناير” بصورة له من الرياض وكتب في حسابه على تويتر: (قضيت عطلة يوم سبت رائعة ومميزة في السعودية).

وانتقد مغردون زيارة الحاخام اليهودي وخطورة جعل ولي العهد محمد بن سلمان بلاد الحرمين مرتعاً للإسرائيليين والتمهيد بشكل خفي لتعزيز علاقات التطبيع مع إسرائيل.

وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية في نظام آل سعود عادل الجبير اجتمع يوم الأربعاء الماضي بالحاخام اليهودي مارك شناير الذي يقدم نفسه على أنه رئيس مؤسسة “التفاهم العرقي”.

وبحسب وكالة الأنباء الرسمية “واس” وجرى خلال اللقاء “استعراض جهود تحقيق التعايش بين أصحاب الديانات والثقافات المتعددة”.
وأكد الجبير، “دعم المملكة لكافة الجهود المبذولة لتحقيق مقاصد الأمن والسلم والتعايش المشترك”، بحسب الوكالة الرسمية.

ومؤسسة “التفاهم العرقي” (FFEU)، تأسست عام 1989 ومقرها نيويورك، وتركز على تحسين العلاقات بين المسلمين واليهود.

وبحسب موقع “تايمز أوف إسرائيل”، يرتبط “شناير”، المتزوج من إسرائيلية منذ سنوات عديدة، بعلاقات واسعة مع نظام آل سعود وحلفائه في الإمارات والبحرين.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2018، تم تعيين الحاخام “شناير”، مستشارا خاصا لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وجرى تكليفه وقتها بمساعدة مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي في المنامة، والمساعدة في الحفاظ على الجالية اليهودية في البلاد وتنميتها، وفق المصدر ذاته.

وسبق أنه صرح شناير أنه وطد علاقاته مع المملكة والإمارات والبحرين منذ 12 عاماً.

وأضاف في تصريحات لبرنامج “اتصل بالعالم” الذي يذاع على شبكة “سي إن إن” الأمريكية أن الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز قدمه إلى ملك البحرين وإلى الإمارات.

وزعم أن تغييراً شاملاً يحدث في منطقة الخليج فيما يتعلق بعلاقاتهم بإسرائيل، وخاصة السعودية والبحرين والإمارات، مشيراً إلى أن تلك الدول تتنافس من أجل التطبيع مع إسرائيل، وأن العملية قد بدأت مع تلك الدول من اجل الوصول لتعاون مشترك وهو ما يحدث الآن بالفعل. وشدد على أن العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية أصبحت دافئة الآن ولا شك في ذلك.

وقال إن هناك العديد من الأسباب وراء هذا التقارب منها ما يتعلق بالأهداف المشتركة، وثانيا التعاون الاقتصادي والتحولات الجارية الآن في الخليج، ولذلك فقادة تلك الدول (السعودية والإمارات والبحرين) ترى بأن إسرائيل شريك اقتصادي مهم. وثالثا فإن بعض قادة دول الخليج يريدون تقوية علاقاتهم مع الولايات المتحدة الامريكية وخاصة مع إدارة ترامب، ولذلك فهم يرون بأن اسرائيل هي البوابة لحدوث ذلك التقارب، ليس فقط للإدارة الامريكية، ولكن ايضا لكل المؤسسات الامريكية.

وأوضح أن دور بعض دول الخليج مهم في القضية الفلسطينية وعملية السلام، وخاصة من الجانب الاقتصادي والتمويلي، وخلق حالة من الرخاء للفلسطينيين، ونعني بذلك تحديدا الإمارات، وكذلك السعودية التي طرحت مبادرة السلام عام 2002. ولذلك هناك قناعة من قادة تلك الدول أنهم بحاجة لأن يكونوا قريبين من عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ونبّه الحاخام شناير إلى أن البحرين هي المحطة الأولى التي يمكن إعلان العلاقات مع اسرائيل بشكل علني، مشيراً إلى أنه عندما قابل ملك البحرين أكد له في عام 2016 أن المنامة تريد إقامة علاقات دبلوماسية علنية مع اسرائيل. كما قال الملك إنه يريد اسرائيل قوية. وألمح إلى أن العملية قد بدأت بالفعل ينقصها فقط الإعلان الرسمي عنها.

ويعمد نظام آل سعود عبر مرتزقة له إلى فرض تدريجي للتطبيع مع إسرائيل من خلال تبادل زيارات مثيرة للجدل يهدف من ورائها التمهيد لإخراج علاقات التطبيع السرية منذ عقود إلى العلن.

وقبل أيام احتفى حساب “إسرائيل بالعربية” التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية بمواطن سعودي ثاني هو عبد الرزاق القوسي زار إسرائيل علانية بتعليمات غير معلنة من آل سعود.

وصرح القوسي في مقابلة من الرياض مع مراسل قناة كان الإسرائيلية روعي كايس: “في البداية كان لدي تخوف من زيارة إسرائيل وفكرت أن الشعب الإسرائيلي عسكري، لكن عندما وصلت إلى هناك أدركت أن هذا غير صحيح. هناك تغير في رؤية الكثير من الناس في الدول العربية. نريد السلام بين العرب واسرائيل. عملية التطبيع قد انطلقت بالفعل”.

ويلتزم نظام آل سعود الصمت المطبق على تصاعد مظاهر التطبيع مع إسرائيل من أذرع إعلامية تثير تكهنات أنه يتم الدفع بها عمدا للتمهيد لفرض التطبيع على المجتمع السعودي كأمر واقع.

ومؤخرا وصلت مظاهر التطبيع حد قول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لمدون مثير للجدل من المملكة بأنه يتمنى لو كان بإمكانه التصويت في الانتخابات على رئاسة حزب الليكود.

ومن داخل مقر حملته الانتخابية، خاطب نتنياهو، المدون محمد سعود، عبر محادثة فيديو مازحا، “خسارة أنه لا يمكنك التصويت”، وذلك بحسب قناة “كان” الإسرائيلية (رسمية).

وسبق أن أثار سعود أثار جدلاً واسعاً في يوليو/تموز الماضي، بعد زيارته لإسرائيل، ضمن وفد إعلامي من دول عربية، بعضها لا تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية.

وخلال تجوله في باحات المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة وقتها، تعرض سعود لوابل من الشتائم والبصق من قبل فتية فلسطينيين نعتوه بـ “الصهيوني”، فيما منعته مجموعة من المصلين من الدخول إلى المسجد.

وقال الضيوف لرئيس لجنة الشؤون الخارجية: “إن زيارة إسرائيل تشبه جولة في بلد الأحلام. نتمنى أن نتمكن من إحضار مئات الأشخاص من بلداننا إلى إسرائيل حتى يرون ما نراه ويشعرون بما نشعر به هنا”.

ووصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية اعتراض الفلسطينيين للمدون السعودي آنذاك بـ”التصرف الوحشي وغير الأخلاقي”.

وفي أكثر من مناسبة، أعرب سعود عن حبه لإسرائيل، وتأييده لنتنياهو. ولم تبد سلطات الرياض أي اعتراض على سلوكيات سعود.

وسبق أن نقل حساب “إسرائيل بالعربية”، التابع للخارجية الإسرائيلية عن المدون السعودي قوله لإذاعة الجيش الإسرائيلي “الشعب الإسرائيلي يشبهنا، وهم مثل عائلتي. أحب هذه الدولة، وكان حلمي دائما أن أزور القدس”.

ورسميا لا توجد علاقات دبلوماسية بين المملكة وإسرائيل، إلا أن السنوات الأخيرة الماضية شهدت تقاربا كبيرا بينهما بدفع من ولي العهد محمد بن سلمان.

ومطلع الشهر الجاري نشرت صفحة إسرائيل بالعربية التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، صورا تظهر زيارة يهودي إلى المملكة مؤكدة على أنه ذلك يأتي “نتيجة كسر حواجز الشك المبنية على مدى عقود”.

وتناقلت وسائل إعلام إسرائيلية من بينها هيئة الإذاعة الرسمية، مقاطع الفيديو لافتة إلى أن الزيارة قام بها يهوديان لم تسمهما، في حين تظهر الصور التي نشرتها إسرائيل بالعربية قيامهما بجولة التقط فيها صورة قرب برج المملكة أحد أهم معالم العاصمة السعودية، الرياض.

وقالت إسرائيل بالعربية في تعليق على الصور: ” بالصور.. قام سائح يهودي بزيارة الى المملكة العربية السعودية مؤخرا، واستقبل بترحيب حار من قبل السكان السعوديين”.

وفي تغريدة منفصلة وبتعليق على مقطع فيديو للزيارة، قالت إسرائيل بالعربية: “يسعدنا أن نرى مضافة السعودي @mohsaud08 الذي زارنا يحتفي بضيوفه من إسرائيل ولا شك أن هذا نتيجة كسر حواجز الشك التي تم بناءها على مدى عقود. يقال إن السعة في القلوب وان شاء الله المزيد من اللقاءات والتعارف ونرحب بالجميع في ديارنا. والله يديم الكرم”.

وفي موازاة السياسات العدوانية التي اعتمدتها دولة الاحتلال، فقد حرصت إسرائيل على إبراز آفاق تعاون محتملة مع دول عربية لا تملك علاقات دبلوماسية معها، من جهة، والكشف من جهة أخرى عن وجود تنسيق أمني عالي المستوى، وتعاون استخباراتي مع عدد من الدول العربية في الخليج.

وكان أبرزها ما كشف عنه من تعاون استخباراتي إسرائيلي مع السعودية والإمارات وسلطنة عمان والبحرين في الخليج، فضلاً عن بدء نسج علاقات دبلوماسية.

وبرز نشاط سعودي في المحافل الدولية بالتركيز على الخطر المشترك الذي تمثله إيران، فضلاً عن السكوت على زيارة وفود سعودية إلى إسرائيل، ولقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى