فضائح السعودية

محمد بن سلمان وعلاقة تبعية لترامب

منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة وهو يعمل على سحب مئات مليارات الدولارات من خزينة المملكة مستغلا تبعية نظام آل سعود خاصة محمد بن سلمان له.
إذ محمد بن سلمان لم يتردد في كشف كل أوراقه دفعة واحدة أمام فريق الرئيس الأمريكي المنتخب، ولم يبخل عليه بالوعود الاستثمارية والهبات المالية والبشرية. وحوّل مملكته إلى أداة تنفّذ المصالح والمطامع الأميركية في المنطقة.
وتعرض وثائق سرية سعودية تعود إلى العام 2016، يومَ شاحت أنظار الدول والشعوب نحو ذاك الرجل “المتعجرف” الذي سيحكم الولايات المتحدة.
وهناك دول تسعى لفهم ما تريد أميركا في إطار مخاصمتها وأخرى لمجاراتها، أمّا ابن سلمان في حِراكه السياسي والاقتصادي، ومن خلال الوثائق التي تنشرها المصادر الاعلامية بالتزامن والتعاون مع صحيفة
“نيويورك تايمز” الأميركية، فيظهر كالجاري نحو استعبادِه.
في زمن تخلّصت فيه البشرية، أو تكاد، من الرِق، يهرول رجل قابض على ثروات مهولة يحرم منها شعبَه و”إخوانه العرب والمسلمين”، نحو “سيّد أبيض” ليقول له هذا مالي وشعبي وديني، خذه إنه مُلكك، واعطني كرسياً إلى جوارك.
وكانت زيارة ترامب التاريخية إلى المملكة، مخططاً لها مسبقاً، وهذا يشي بـ “تلاعبٍ” من قبل حكومة أجنبيّة برئيس أميركي.
القانون الأميركي لا يسمح بمناقشة حكومة أجنبيّة في السياسة الخارجيّة من دون تكليف رسمي من قبل السلطة التنفيذيّة.
لكن ولي العهد مستعجل ولا يرى سوى رئيس جديد ليسرع نحو ملاقاته في أول الطريق.
وسعت الرياض مبكراً لفهم ترامب وفريقه, وجنّدت مقابل المال عدداً من النافذين بمن فيهم كينيث دوبرستين (كبير موظفي البيت الأبيض في عهد ريغان).
وتوصّلت مبكراً إلى أهميّة جاريد كوشنر, “صهر الرئيس الامريكي”، في الأشهر الأخيرة، من يتخطى الأعراف الديبلوماسية ليرسم سياسات في المنطقة عبر الرسائل القصيرة مع صديقه وشريكه في رحلات الصيد (ولي العهد).
وفي تشرين الثاني من العام 2016، قدّم فريق ابن سلمان لترامب عرضاً شاملاً، سياسياً وعسكرياً وأمنياً وثقافياً.
وعرض لا يحتمل التفكير فيه مرّتين. ماذا ينقصنا لنكون حليفاً لكم كإسرائيل.
وحتى “الإصلاحات” التي ظهرت في الوثائق كانت موجهة للرأي العام الأميركي (من قيادة المرأة للسيارة إلى “محاربة التطرف” والانفتاح الإعلامي والثقافي) لا للمواطنين السعوديين.
وكثيراً ما أحرج الرئيس ترامب النظام السعودي بتصريحاته ومطالبة المملكة علانية بدفع المال مقابل الحماية.
ففي الرابع من مايو الماضي قال ترامب خلال تجمع لأنصاره: “دولة مثل السعودية غنية جداً وليس لديها سوى المال.. صحيح.. فأعتقد أن بإمكانهم دفع النقود مقابل الدفاع عنهم صحيح”، مضيفاً: “سيقومون بالدفع.. فهم يشترون الكثير منا.. يشترون كمية كبيرة من المعدات مقابل 450 مليار دولار”.
وتابع “بصراحة عندما أطلب منهم ينظرون إليّ قائلين: لا أحد طلب منا ذلك.. لا يقولون ذلك بالمعنى الحرفي لأنهم أذكياء ولكن يمكنك أن تشعر بذلك”.
وفي 28 أبريل الماضي، كشف ترامب تفاصيل عما دار بينه وبين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بشأن دفع الرياض ثمناً للحماية العسكرية التي توفرها لها واشنطن.
وقال ترامب – في كلمة ألقاها أمام تجمع لمؤيديه في ولاية ويسكنسن الأمريكية – “اتصلت بالملك (سلمان بن عبد العزيز), وقلت: أيها الملك، نحن نخسر كثيراً في الدفاع عنكم، أيها الملك لديكم أموالا كثيرة.”
وأضاف ترامب قلت للملك: “أيها الملك، لقد أنفقنا الكثير ونحن ندافع عنك، وأنت تملك الكثير من المال”، حينها قال الملك سلمان “لكن لماذا تتصل بي؟ لا أحد أجرى معي اتصالاً كهذا في السابق”، فقال ترامب “هذا لأنهم كانوا أغبياء”.
وأضاف ترامب مخاطباً الحشود: “يشترون (نظام آل سعود) الكثير من واشنطن، اشتروا بقيمة 450 مليار دولار.. لدينا أشخاص يريدون مقاطعة نظام آل سعود! هم اشتروا منا بقيمة 450 مليار دولار، وأنا لا أريد خسارة أموالهم.. وعسكرياً نحن ندعم استقرارهم”.
في 30 سبتمبر تطرق ترامب خلال تجمع انتخابي في ولاية فرجينيا للمرة الأولى إلى المكالمة الهاتفية بينه وبين الملك سلمان وأنه قال له إنه لن يكون قادراً على الاحتفاظ بطائراته دون حماية الولايات المتحدة.
وتساءل الرئيس الأمريكي: لماذا تدعم واشنطن جيوش دول غنية مثل السعودية، مشدداً على أن هذه الدول ستدفع مقابل ذلك مستقبلاً، وأن ذلك حق لم تطالب به أمريكا من قبل.
وقال ترامب: “تحدثت مع الملك سلمان هذا الصباح حديث مطول وقلت له أيها الملك لديك تريليونات الدولارات ومن دوننا الله وحده يعلم ماذا كان سيحدث، ربما لن تكون قادراً على الاحتفاظ بطائراتك لأن المملكة ستتعرض للهجوم لكن معنا هي في أمان تام، لكننا لا نحصل في المقابل على ما يجب أن نحصل عليه، نحن ندعم جيشكم”.
وفي 5 أكتوبر الماضي وخلال تجمع انتخابي لأنصاره في مينيسوتا: قال ترامب أيضاً: “نحن ندافع عن دول غنية جداً ولا يدفعون مقابلاً لذلك أو يدفعون لنا نسبة ضئيلة.. أعني انظروا نحن نتفاهم بصورة جيدة مع هذه الدول، ولكن خذوا السعودية كمثال، هل تعتقدون أن لديهم بعض المال؟.. نحن ندافع عنهم وهم يدفعون نسبة ضئيلة في المقابل”
وقال خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز: “لا أفضّل فكرة وقف الاستثمار السعودي في أمريكا، وهناك طرق أخرى للتعامل معها”، مضيفاً: السعودية ثرية جداً، وما كان لها أن تكون موجودة لولا حماية الولايات المتحدة لها.
وكشف أنه قال للملك سلمان: “اعذرني هل تمانع الدفع مقابل الجيش.. هل تمانع؟.. يدفعون 30%، فقلت هل تمانع الدفع؟ قال لا أحد طلب مني ذلك.. قلت له أنا أطلب منك أيها الملك، فقال هل أنت جاد؟ فقلت له أنا جاد للغاية.. ثق في ذلك”، مؤكداً لأنصاره: “سيقومون بالدفع”، موضحاً: “بالمناسبة نحن نتحدث عن مليارات عدة من الدولارات”
خلال تجمع انتخابي في ساوثافن في مسيسبي، قال ترامب: “نحن نحمي السعودية. ستقولون إنهم أغنياء. وأنا أحب الملك،. لكني قلت ’أيها الملك- نحن نحميك- ربما لا تتمكن من البقاء لأسبوعين بدوننا- عليك أن تدفع لجيشك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى