فضائح السعودية

إدانة عربية لدور بن سلمان في دعم صفقة القرن الأمريكية

تكرس ارتباط اسم ولي العهد محمد بن سلمان في الوعي العربي عند إدانة صفقة القرن الأمريكية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية والتنازل عن القدس المحتلة.

وظهر ذلك جليا في تظاهرة شارك فيها شارك آلاف المغاربة في العاصمة الرباط، للاحتجاج ضد صفقة القرن وسط تأكيدات أن التصدي لها وإسقاطها “واجبا وطنيا وقوميا ودينيا وإنسانيا”.

وتخلل التظاهرة الحاشدة جرى محاكاة ثلاث شخصيات هم بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كتعبير شديد عن إدانة دعمهم للصفقة الأمريكية.

وعرفت التظاهرة التي انطلقت بحرق العلم الإسرائيلي، مشاركة حاشدة لهيئات سياسية ونقابية وحقوقية وشبابية ومدنية جاءت من مختلف المدن المغربية، فيما تقدمت قيادات سياسية من مختلف الأطياف الصفوف الأولى للمسيرة.

ورفع المشاركون في المسيرة، التي نظمت تحت يافطة “مسيرة الشعب المغربي.. جميعا من أجل تحرير فلسطين”، شعارات قوية ترفض تصفية القضية الفلسطينية، و”خيانة فلسطين”، من قبيل “الشعب يريد تحرير فلسطين”، و”إدانة شعبية للصفقة الرجعية”، و”المغرب وفلسطين شعب واحد مش شعبين”، و”ترامب يا ملعون فلسطين في العيون”.

وعبرت الهيئات المنظمة والمشاركة في التظاهرةفي بيان تلي قبل انطلاقها، عن إدانتها الشديدة واستهجانها إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، “صفقة القرن”، معتبرين “الإعلان المشؤوم عدواناً جديداً على فلسطين بل وعلى الأمة العربية والإسلامية، والتصدي له وإسقاطه واجبا وطنيا وقوميا ودينيا وإنسانيا”.

يأتي ذلك فيما عمد الذباب الالكتروني التابع لنظام آل سعود إلى شن حملة تحريض مستهجنة بحق رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم بعد أن رمى وثائق الخطة الأميركية للسلام في سلة المهملات.

وتفاعل كثير من المغردين العرب مع فعل الغانم خلال اجتماع للبرلمانات العربية بالأردن، وأبدى كثير منهم إعجابه وتأييده له، وأشار بعضهم إلى أن ذلك هو المكان الطبيعي لتلك الوثائق، بيد أن مغردين سعوديين بارزين أثارت الخطوة غضبهم فانتقدوا الغانم، ودافعوا بقوة عن “قدسية” وثائق الخطة الأميركية.

وتفاوتت تغريدات الذباب الالكتروني لنظام آل سعود المناهضة لخطوة الغانم بين السخرية والتهديد الضمني والتذكير بمصائر بعض السياسيين الذين عرفوا بإبداء تعبيرات رمزية مماثلة.

ومن بين المغردين الذين سخروا من الخطوة مطر الأحمدي الذي اعتبر أن ترامب محتار في الرد على الغانم -الذي مزق خطته للسلام- أو نانسي بيلوسي -التي مزقت خطابه بالكونغرس- وذلك في سعي منه للتقليل من رمزية خطوة الغانم التي حركت شعورا عربيا عارما بالإعجاب، وفق ما يقول كثيرون.

بيد أن أشد انتقادات الكتاب والمغردين السعوديين جاءت من الصحفي والمغرد السعودي عثمان العمير الذي وصف خطوة الغانم بـ”تصرف ممجوج لا يليق بشخص عادي فكيف ببرلماني. سحقا للشعبوية والديماغوجية إذ تبرزان همجية وسوء سلوك حضاري”.

ثم سلك العمير باب المواعظ والتذكير في تغريدة أخرى أن “حرق الأعلام والدوس عليها وحرق الأوراق وتمزيقها ورميها، أدلة على جهل مطبق وعقلية متخلفة.. وقد عاقب التاريخ من فعلوا ذلك”.

ثم عاد للتذكير بمصير الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف، حيث تمت “تصفيته سياسيا.. من قبل رفاقه ومات ذليلا وحيدا، في قريته، وكان أفضل حظا من القذافي الذي قلده في الأمم المتحدة”.

https://twitter.com/allahim/status/1226185153736847362?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1226185153736847362%7Ctwgr%5E&ref_url=https%3A%2F%2Falkhaleejonline.net%2FD8B3D98AD8A7D8B3D8A9%2FD8ADD985D984D8A9-D8A5D8B9D984D8A7D985D98AD8A9-D985D8B3D8B9D988D8B1D8A9-D985D8A7-D8B3D8B1-D8A7D984D987D8ACD988D985-D8A7D984D8B3D8B9D988D8AFD98A-D8B9D984D989-D985D8B1D8B2D988D982-D8A7D984D8BAD8A7D986D985D89F

وتكشف حقائق وتقارير متطابقة عن دور خفي مشين لبن سلمان في تمرير صفقة القرن الأمريكية والضغط على الفلسطينيين للقبول بها.

وظهر الموقف المشبوه الذي تبناه نظام آل سعود بشأن صفقة القرن تفضيله العلاقات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حساب بيع القضية الفلسطينية والسماح بتصفيتها.

وبدا رد فعل نظام آل سعود فور إعلان صفقة القرن أنه يعطي أولوية للعلاقات الوثيقة مع ترامب لخدمة مؤامراته وحشده الدعم ضد أعدائه على حساب الدعم التقليدي الثابت للفلسطينيين.

وقالت وكالة رويترز العالمية للأنباء إن رد فعل آل سعود ضرب مثالا للتوازن‭‭‭ ‬‬‬الدقيق المطلوب من دول عربية خليجية ومصر والأردن التي تعتمد على الجيش الأمريكي أو على الدعم المالي للولايات المتحدة وتجد نفسها متعاونة مع واشنطن وإسرائيل في مواجهة إيران.

وسبق أن قال الملك سلمان قال في السابق للعرب إنه لن يوافق على أي خطة لا تعالج وضع مدينة القدس المتنازع عليها أو حق العودة للاجئين الفلسطينيين وسط تصورات بتغير موقف الرياض تحت قيادة بن سلمان الذي على علاقة وثيقة بجاريد كوشنر مستشار ترامب وصهره والمهندس الرئيسي لخطة السلام.

ويقول المسؤولون الفلسطينيون إن بن سلمان الحاكم الفعلي للمملكة ضغط على الرئيس الفلسطيني في السابق لدعم خطة ترامب رغم المخاوف الخطيرة.

وتحدث الإعلام الإسرائيلي مرارا عن دعم خفي من بن سلمان لصفقة القرن واستعداده لتقديم الدعم المالي اللازم لتطبيقها من أجل تعزيز تحالفه المشين مع ترامب على حساب الفلسطينيين.

وبهذا الصدد كشف المراسل الدبلوماسي للقناة العاشرة الإسرائيلية باراك رافيد، أن بن سلمان وجه نقدا لاذعا إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائه رؤساء المنظمات اليهودية في نيويورك في 27 آذار/ مارس الماضي.

وأكد رافيد أن هذه المعلومات أفادت بها برقية لوزارة الخارجية الإسرائيلية، بعث بها إليها دبلوماسي في القنصلية الإسرائيلية في نيويورك، مشددا على أن “المعلومات تأكدت من ثلاثة مصادر إسرائيلية وأمريكية أخرى تلقت تقارير عن الاجتماع”.

وأوضح رافيد أن خلاصة النقد الذي وجهه بن سلمان يتمثل في “مطالبة القيادة الفلسطينية بالقبول بالمقترحات التي تأتيها من الولايات المتحدة أو التوقف عن الشكوى”.

وأضاف المراسل الإسرائيلي أنه “بحسب مصادري، خاطب بن سلمان الزعماء اليهود قائلا: في العقود الأخيرة، فقدت القيادة الفلسطينية الفرصة تلو الأخرى ورفضت مقترحات السلام التي قدمت لها، وقد حان الوقت لأن يأخذ الفلسطينيون هذه المقترحات ويوافقوا على المجيء إلى طاولة المفاوضات، أو عليهم أن يخرسوا ويتوقفوا عن الشكوى”.

وبحسب رافيد، فإن محمد بن سلمان أثار خلال الاجتماع نقطتين أخريين تتعلقان بالفلسطينيين، الأولى أن القضية الفلسطينية ليست على رأس قائمة أولويات نظام آل سعود أو الرأي العام السعودي، قائلا: “إن الرياض لديها قضايا أكثر إلحاحا وأهمية تتطلب التعامل معها، مثل مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة”.

وتابع: “أما القضية الثانية تتعلق بأنه بغض النظر عن كل الانتقادات تجاه القيادة الفلسطينية، لكن السعودية ودول الخليج لن يتمكنوا من تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل تحقيق تقدم كبير في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية”.

وذكر رافيد أن “الحضور ذهلوا حينما سمعوا كلام ولي العهد السعودي عن القضية الفلسطينية”، مضيفا أن “الناس كادوا بالفعل أن يقعون عن كراسيهم”.

وأشار إلى أنه “خلال العام الماضي، تمكن كبير مستشاري ترامب وزوج ابنته جاريد كوشنر من ضم محمد بن سلمان إليه في السعي للدفع بعملية السلام قدما وحمل العالم العربي على حث الفلسطينيين على الدخول في محادثات سلام مع إسرائيل على أساس خطة السلام الجديدة التي تقترحها الولايات المتحدة”.

وكانت وزارة الخارجية في نظام آل سعود أصدرت بيانا مشبوه يحمل دعما غير مباشرا لصفقة القرن فور إعلان ترامب عنها.

وقالت وزارة الخارجية إنها تقدر الجهود التي تقوم بها إدارة الرئيس الأمريكي ل”تطوير خطة شاملة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتشجع البدء في مفاوضات مباشرة للسلام تحت رعاية أمريكية”.

وأضافت أنها اطلعت على إعلان الإدارة الأمريكية عن خطتها للسلام بعنوان “رؤية السلام والازدهار ومستقبل أكثر إشراقا”، وإنها في ضوء ما تم الإعلان عنه فإن المملكة تجدد التأكيد على دعمها لكافة الجهود الرامية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

وأشار البيان إلى أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي يمكنهما معالجة أي خلافات حول أي من جوانب الخطة من خلال المفاوضات.
وجاء هذا الموقف المشين من خارجية آل سعود على الرغم من الرفض الفلسطيني والعربي الصريح لصفقة القرن لما تتضمنه من استهداف للحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها التنازل عن القدس المحتلة لإسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى