فضائح السعودية

صحيفة فرنسية: قرارات بن سلمان تقود المملكة للكارثة

قالت صحيفة ” لوفيغارو” الفرنسية، إن تحالف آل سعود العسكري في اليمن ضد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران “تحول إلى فشل ذريع للمملكة في كل المستويات”.
وأشار محرر الشؤون الدولية بالصحيفة رينو جيرار، إلى أن الشعب اليمني عانى بالفعل من “عاصفة (الحزم)” شعواء، إذ شرّد منه ثلاثة ملايين عن بيوتهم وأصبح 11 مليون يمني يتضورون جوعاً ولا يجدون ما يسد رمقهم”.
وأوضح أنه من الناحية العسكرية لا يزال الحوثيون يسيطرون على العاصمة صنعاء، “ولم يلن هؤلاء المقاتلون رغم بساطة إمكانياتهم العسكرية ولا ضعفوا رغم تعرضهم لضربات قاذفات القنابل المدمرة من السعودية والإمارات”.
أما إنسانياً، فقال إن سكان اليمن عانوا بشدة من مختلف أشكال الحظر التي فرضها التحالف العربي، ومن تعطل قنوات التوزيع المعتادة، ومن القصف بالطائرات الذي يوصف بأنه الأقل دقة في التاريخ العسكري المعاصر.
ويضيف “لكن الأدهى والأمر هو الفشل السياسي، إذ إنه مدوٍ وشامل، ولا أدل على ذلك من الفوضى التي عمت عاصمة الجنوب اليمني عدن بعد أن استولت قوات الحزام الأمني المدعومة إماراتياً على معسكرات ومقرات الحكومة الشرعية”.
ولفت جيرار إلى أن محمد بن سلمان في قراراته الكارثية التي اتخذها ضد اليمن أولاً، وبعد ذلك في قراره محاصرة دولة قطر، إنما كان يستجيب لتعليمات عرابه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
والواقع أن المملكة عانت ثلاثة إخفاقات مدوية في سياستها الخارجية خلال العقد الأخير، بدءاً بفشلها في سوريا التي أمدت فيها ما بين عامي 2012 و2016 الثوار السنة بالمال والعتاد، ومروراً بشنها الحرب على اليمن منذ عام 2015، وانتهاء بمحاصرتها دولة قطر.
لكن فشل حرب اليمن يظل الأسوأ على الإطلاق بالنسبة للسعوديين، “إذ فضح وهن جيشهم وهشاشته الاستراتيجية الصارخة”، وفق الصحيفة.
ومنذ مارس 2015 يقود نظام آل سعود تحالفاً عسكرياً في اليمن ضد مليشيا الحوثي المتهمة بتلقي دعم من إيران، في أسوأ حرب تشهدها المنطقة منذ عقود.
ومؤخرا شهدت خريطة السيطرة والنفوذ في اليمن تحولاً نوعياً خلال الأيام الماضية، ما تسبب في خلط الأوراق العسكرية بشكل كبير في اليمن عموماً وفي المحافظات الجنوبية تحديداً.
ورغم أن السيطرة والنفوذ كانت تنقسم بين طرفي النزاع، الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً من جهة، والحوثيين الانقلابين من جهة أخرى، لكن سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات على عدن وإسقاط الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً طرح المزيد من الأسئلة عن خريطة السيطرة على كامل التراب اليمني.
وفيما يلي تفاصيل مناطق سيطرة مختلف القوى والفصائل العسكرية في اليمن، بما فيها الحكومة الشرعية والانقلابين شمالاً وجنوباً.
مأرب: تسيطر الحكومة الشرعية سيطرة كاملة على محافظة مأرب، سوى أجزاء من مديريتي “صَرْواح” و”حريب القراميش” غرب المحافظة، التي لا تزال تحت سيطرة الحوثيين.
شبوة والجوف والبيضاء: تتقاسم الحكومة الشرعية مع ما تسمى بقوات النخبة الشبوانية الموالية للإمارات النفوذ في محافظة شبوة، كما تسيطر الحكومة على عدد كبير من المديريات شرق ووسط وجنوب محافظة الجوف، وأيضاً مديريات من محافظة البيضاء المحاذية لمأرب.
أبين: محافظة أبين التي توجد فيها قوات من الحزام الأمني المدعوم إماراتياً، هي الأخرى تحت سيطرة الحكومة الشرعية.
لحج: تتقاسم الحكومة الشرعية السيطرة على محافظة لحج مع قوات الحزام الأمني، لكن الأوضاع تتجه بشكل كبير لسيطرة الأخيرة عليها.
المهرة: وتسيطر الحكومة الشرعية بالكامل على محافظة المَهرة التي تشهد وجوداً متزايداً للقوات السعودية وسط رفض الأهالي.
الضالع: تسيطر قوات الحكومة الشرعية على معظم محافظة الضالع مع وجود كبير أيضاً لقوات الحزام الأمني الموالي للإمارات، كما تعد مسقط رأس رئيس ما يسمى بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” عيدروس الزبيدي، في حين لا تزال مديرية دمت وأجزاء في مديريات قعطبة وجُبَن والحشا، تحت سيطرة جماعة الحوثي.
حضرموت: تعد حضرموت من المحافظات التي توجد فيها قوات موالية للإمارات عبر ما يسمى بـ”قوات النخبة الحضرمية”، لكن القوات الموالية للرئيس اليمني توجد بكثرة فيها، خصوصاً في مناطق وادي وصحراء حضرموت عبر قوات المنطقة العسكرية الأولى.
تعز: تقع معظم مناطق محافظة تعز تحت سيطرة الحكومة الشرعية وقواتها، باستثناء بعض المناطق مثل مديرية الحوبان، والمديريات المجاورة لها والتي تسيطر عليها جماعة الحوثيين.
أرخبيل سقطرى: محافظة أرخبيل سقطرى أيضاً تحت سيطرة الحكومة الشرعية التي احتجت لدى مجلس الأمن الدولي على انتهاك الإمارات للسيادة اليمنية ونشر قواتها في الأرخبيل على نحو غير مبرر.
الحديدة: معظم مديريات محافظة الحديدة غرب اليمن، تقع تحت سيطرة الحوثيين، باستثناء بعض المديريات جنوب المدينة تسيطر عليها قوات “العمالقة” وهي قوات جنوبية موالية للرئيس اليمني، وقوات “طارق نجل الرئيس اليمني السابق”، وهي لا تعترف بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لكنها موالية للإمارات.
مناطق سيطرة الحوثيين: أما باقي مناطق اليمن فهي تحت سيطرة مليشيا الحوثي، أبرزها العاصمة صنعاء (أمانة العاصمة)، وصعدة التي توصف بأنها معقل الحوثيين، وإب، وعمران وذمار وريمة والحديدة والمحويت وحَجَّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى