فضائح السعودية

بن سلمان يستهدف إنجلترا لدعم تبييض صورته بالرياضة

تتوالى التقارير في وسائل الإعلام الإنجليزية عن سعي ولي العهد محمد بن سلمان إلى دعم تبييض صورته بالرياضة عبر الاستثمار في أحد الأندية المنافسة في الدوري الممتاز لكرة القدم في البلاد.

وكان بن سلمان حاول العام الماضي شراء مانشستر يونايتد، وقدم عرضا وصل إلى نحو أربعة مليارات يورو، لكن العرض لم يقنع عائلة غليزرز الأميركية مالكة النادي.

وعقب ذلك دخل صندوق الاستثمارات في المملكة في مفاوضات لشراء فريق نيوكاسل يونايتد مقابل 403 ملايين يورو، بحسب ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال عن “أشخاص مقربين” من المفاوضات.

ويعد الصندوق مفتاح بن سلمان للدخول في عالم الاستثمارات الرياضية وغيرها.

ويدخل هذا الصندوق في المفاوضات مع مجموعة من المستثمرين، من بينهم المستثمرة البريطانية سيدة الأعمال آماندا ستافلي التي تقود المفاوضات التي قد تصل “لخواتيم سعيدة” خلال أيام أو أسابيع، بحسب الصحيفة التي لم تستبعد في الوقت نفسه “انهيارها”.

وحاولت ستافلي في 2017 شراء “الماكبايز” من مالكه رجل الأعمال البريطاني مايك آشلي، قبل أن تنسحب من المفاوضات في اللحظات الأخيرة.

ولم تكن ستافلي الوحيدة التي حاولت شراء نيوكاسل، إذ دخلت شركة يملكها الإماراتي خالد بن زايد آل نهيان على خط شراء الفريق العام الماضي، ولكن الصفقة لم تتم في الأمتار الأخيرة، وكذا فعلت مجموعة رياضية مكسيكية تملك أكثر من فريق في بلادها، لكن المفاوضات انتهت بالفشل.

ونقل عن المجموعة المكسيكية أنها توقفت عن متابعة الصفقة لأن مالك نيوكاسل كان “فظا”.

يذكر أن آشلي -الذي تذكر تقارير إعلامية بريطانية أنه يريد بيع النادي ولكن بالسعر الذي يراه مناسبا- اشترى النادي عام 2007 مقابل 156 مليون يورو، ومن وقتها وعلاقته مع الجماهير سيئة، لأنه -برأيها- لا يستثمر كما يجب ولا يتعاقد مع نجوم كبار ليعيدوا أمجاد الفريق العريق.

ويستهدف بن سلمان تحسين سمعته دوليا من خلال التبييض الرياضي بإنفاق أموالا طائلة على تنظيم المسابقات والبطولات الرياضية.

وتعرضت صورة المملكة لهزة قوية عقب القتل الوحشي للصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2أكتوبر/تشرين الأول 2018 بقنصلية بلاده في إسطنبول.

واتجهت سلطات النظام لاستضافة المسابقات والبطولات الرياضية ذائعة الصيت عالمياً، بغية تحسين علاقاتها مع الدول الغربية ومواراة جريمة قتل خاشقجي.

فضلًا عن الظهور بصورة جيدة أمام منظمات حقوق الإنسان وتحسين وضعها المتأزم للغاية على الساحة الدولية.

ومن بعض الأمثلة على تلك المسابقات كأس ملك إسبانيا وسباق رالي داكار والمصارعة الأمريكية الحرة للنساء ومبارايات الملاكمة وبطولات التنس.

إلى جانب الدعوات الموجهة لأشهر المدربين الفنيين على مستوى العالم.

وتهدف سلطات آل سعود في الأساس، وفق مراقبين، عبر أنفاق الأموال الطائلة على تلك البطولات التي يتابعها الملايين، إلى محو الصورة السيئة التي ترسخت عنها في الأذهان.

وتعمل على محو الإنطباع الذهنى السلبي الذي يتكون لدى الرأي العام عند ذكر “المملكة العربية السعودية”.

وبالطبع فإن سلطات آل سعود لم تكن لتجد فرصة أفضل لتحسين صورتها من خلال استغلال الرياضة.

ومن ثم فقد فتحت الرياض خزانتها المالية للحصول على تنظيم مباريات كأس السوبر الإسباني، التي تحتل مكانة هامة بين أكثر المباريات المُشاهدة عالمياً.

وإلى جانب رياضة كرة القدم، تستغل السعودية السباقات الرياضية العالمية كذلك لتحقيق الهدف نفسه، ومن أهم الأمثلة على ذلك سباق “رالي داكار” الذي يُعرف بأنه أصعب سباق رياضي عالميًا.

واستضافت قارة إفريقيا هذا السباق في الفترة من عام 1979 وحتى عام 2007، كما استضافته قارة أمريكا الجنوبية على مدى الأحد عشر سنة الأخيرة.

والآن تحتضن قارة أسيا تنظيم هذا السباق، حيث سيتم تنظيم السباق، الذي يعد من بين الأكثر مُشاهدة حول العالم، في المملكة اعتباراً من العام القادم 2020.

وبحسب وسائل إعلام غربية فإن المملكة قامت بدفع 15 مليون يورو للفوز بتنظيم سباق رالي.

واختيرت مدينة الدرعية السعودية إقامة مباراة ملاكمة على لقب بطولة العالم بين البريطاني “أنطوني جوشوا” والأمريكي من أصول مكسيكية “أندي رويز”.

وبالطبع لم يكن السبب في اختيار هذه المدينة هو ملائمة حلبة المصارعة، وكافة الظروف الموجودة بها لإقامة تلك المباراة.

بل إن الأحداث المتتابعة، التي ألقت بظلالها السلبية على شرعية الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، هى التي ساقته لمحاولة إظهار مدى نجاحه في الإصلاحات التي يقوم بها في المملكة وهي التي دفعت به في النهاية إلى شراء تنظيم مباراة الملاكمة.

وذكرت صحف إنجليزية أن حكومة آل سعود قامت بسداد 100 مليون دولار لتنظيم مباراة تحديد بطل العالم للملاكمة على أراضيها.

واستضافت المملكة للمرة الأولى في تاريخها مسابقة للمصارعة الأمريكية الحرة للنساء التي تنظمها مؤسسة المصارعة العالمية الترفيهية (دبليو دبليو إي).

وقد لاقى تنظيم هذه المسابقة في دولة تأتي على رأس الدول التي تفرض قيوداً عديدة على حقوق المرأة ردود فعلٍ واسعة.
وطبقاً لما نشرته صحف أمريكية فإن الرياض قامت بدفع 80 مليون دولار لتنظيم فاعليات هذه المسابقة على أراضيها.

واستضافت مدينة الدرعية بطولة لمحترفي التنس بمشاركة أهم لاعبي التنس على مستوى العالم وبينهم دانييل ميدفيديف، ستان فافرينكا، وديفيد جوفين.

ولا شك في أن الجانب الملفت للنظر في تلك البطولة، التي لا تحتل مكان في قائمة بطولات رابطة محترفي التنس، هو الجائزة المالية المقدمة فيها.

وحصل الفائز بالمركز الأول في البطولة، التي لا تضيف للاعبين المشاركيين فيها أية نقاط تؤثر على الترتيب العالمي، على جائزة مالية قدرها مليون دولار.

وبالطبع فإن القيمة المادية العالية للجائزة كانت العامل الأكبر الذي ساق لاعبي التنس المشهورين إلى المملكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى