معتقلي الرأي

سجون نظام آل سعود تحولت لمقابر لمعتقلي الرأي

حول نظام آل سعود سجونه إلى مقابر لمعتقلي الرأي فمن لم يقتله التعذيب مات بالإهمال الطبي ضمن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والحق في الحياة المكفول دوليا.

آخر حادثة اغتيال على يد نظام آل سعود كانت من نصيب الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في إسطنبول التركية في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، حيث تم تقطيع جثته بالمنشار ثم التخلص منها بعد ذلك بشكل لم تفصح عنه سلطات آل سعود حتى الآن.

أما آخر واقعة قتل بطيء وممنهج عبر الإهمال الطبي في سجون المملكة فكانت من نصيب الدكتور عبدالله الحامد الناشط والأكاديمي السعودي، سبقه في ذلك الدكتور صالح الضميري والدكتور أحمد العماري، مرورا بالشيوخ تركي الجاسر، سليمان الدويش وفهد القاضي.

كان آخر ضحايا تلك السياسة الممنهجة، الأكاديمي السعودي الدكتور عبدالله الحامد الذي توفي مطلع شهر رمضان الموافق 24 أبريل/نيسان 2020، في معتقله نتيجة تدهور حالته الصحية وإصابته بجلطة، ثم تركه لأكثر من 4 ساعات في غيبوبة قبل نقله للمشفى، الأمر الذي أدى إلى وفاته.

حساب “معتقلي الرأي” الحقوقي على تويتر كتب معلنا أن الحامد توفي نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، الذي تسبب له بجلطة دماغية أودت بحياته، بعد تركه في غيبوبة لعدة ساعات قبل نقله للمستشفى.

وأضاف: أن “الحامد كان محتاجا منذ عدة شهور لإجراء قسطرة قلبية، غير أن السلطات ماطلت في ذلك حتى أصيب بجلطة دماغية، ثم أهملت إسعافه لساعات في السجن، حتى توفي”.

وأكدت منظمة القسط الحقوقية أن “الحامد أحد أبرز المعتقلين السياسيين في السعودية يعاني من وضع صحي متدهور، منذ أكثر من 3 أشهر، ولم تقبل السلطات الإفراج عنه رغم سنه الذي شارف على الـ70 عاما”

ورحلة الحامد مع السجون بدأت عام 1993، اعتقل 6 مرات، أولها في يونيو/حزيران 1993، وآخرها في 9 مارس/آذار 2013.

سبق ذلك وفاة الداعية المعروف الشيخ فهد القاضي، داخل سجون آل سعود في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، نتيجة الإهمال الطبي بحسب اتهامات عائلة القاضي.

وفاته داخل السجن أثارت غضبا شعبيا كبيرا ظهر على شكل حملات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وشاركت حشود كبيرة في تشييعه والصلاة على جنازته بمسجد الراجحي في الرياض.

من جهته الشيخ الدكتور أحمد العماري عميد كلية القرآن في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، هو الآخر كان أحد ضحايا نظام آل سعود لكن بالتعذيب والإهمال الطبي معا.

فمع أن الدكتور العماري توفي بسبب جلطة دماغية، بعد إهمال حالته الصحية وعدم القيام بإجراء تدخل طبي بشكل عاجل، إلا أن الناشط الحقوقي السعودي ورئيس منظمة “قسط” يحيى العسيري أفاد بأن الشيخ العماري تعرض للضرب والتعذيب والتعليق من القدمين، في سجن ذهبان، بالقرب من مدينة جدة، الأمر الذي أسهم بتدهور حالته النفسية والجسدية.

وكان الشيخ العماري قد اعتقل في يناير/كانون الثاني 2019 ، قبل 5 أشهر من تصفيته داخل السجون، على خلفية انتقاداته للعائلة الحاكمة وهيئة كبار العلماء.

وعلى إثر دخول العماري في غيبوبة، اتصلت سلطات آل سعود بأسرته وأخبرتهم بأنها أسقطت جميع التهم الموجهة له، وحررت أمرا بالإفراج عنه، غير أن العماري كان حينها في حالة موت دماغي، بعد إصابته بالجلطة ونقله في وقت متأخر إلى إحدى مستشفيات المملكة.

ولا يشترط أن تكون معارضا أو منتقدا للنظام حتى تدخل قائمة المستحقين للموت، فيكفي أن تؤيد معتقلي الرأي، كما هو الحال مع الشيخ صالح الضميري، الذي اعتقلته الرياض عقب تصريحاته المناصرة لمعتقلي الرأي.

دفع الضميري حياته ثمنا لمواقفه، وتوفي بسبب إهمال طبي مع مرضه بالقلب، في سجن الطرفية بمنطقة القصيم (وسطا) في أغسطس/آب 2019.

شملت القائمة أيضا الصحفي السعودي تركي الجاسر، الذي كشفت صحيفة “مترو” البريطانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أنه قتل تحت التعذيب في المعتقلات السعودية، بعد قيام مكتب تويتر في دبي، بكشف هويته الحقيقية للسلطات السعودية.

وقالت الصحيفة: “الصحفي تركي الجاسر اعتقل في مارس/آذار 2018 باعتباره صاحب حساب (كشكول)، والذي كان متخصصا في نشر معلومات عن انتهاكات حقوق الإنسان من قبل أفراد العائلة المالكة ومسؤولين في السعودية، ثم توفي أثناء تعرضه للتعذيب في المعتقل”.

وأشارت الصحيفة إلى أن هوية الجاسر الحقيقية سربت من قبل موظفين بمكتب “تويتر” في دبي، الذي تورط في التجسس على حسابات منشقين سعوديين، بحسب الصحفية.

كذلك الشيخ سليمان الدويش ممن دفع حياته ثمنا لآرائه، حيث كتب سلسلة تغريدات على تويتر حذر خلالها الملك سلمان، بشكل غير مباشر، من منح الثقة لابنه ولي العهد محمد بن سلمان، الذي وصفه بـ”المراهق والمدلل”.

بعد أقل من يوم نشره التغريدات، في أبريل/نيسان 2016، اعترضت الأجهزة الاستخباراتية طريقه خلال زيارته إلى مكة المكرمة، وقامت بإخفائه قسريا لأكثر من 15 شهرا، قبل أن تتلقى العائلة اتصالا وحيدا من الشيخ الدويش.

وفي أغسطس/آب 2018، أعلن حساب “معتقلي الرأي” وفاة الدويش في السجون السعودية جراء التعذيب. وأضاف الحساب: “تأكد لنا خبر وفاة المعتقل الشيخ سليمان الدويش تحت التعذيب في السجن، ويتحفّظ حساب معتقلي الرأي عن ذكر تفاصيل التعذيب الذي تسبب بوفاة الدويش تقديرا لشخصه”.

وحسب ما ذكر تقرير للمنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، في يناير/كانون الثاني 2018، مازالت سجون آل سعود تمتلئ بمعتقلي الرأي، وينتظر البعض مصيرا مماثلا، في ظل تواتر أنباء عن اعتزام السلطات السعودية إصدار حكم الإعدام بحق عدد من الدعاة، بينهم الشيوخ سلمان العودة، وعوض القرني، وعلي العمري، حيث تطالب النيابة العامة بقتل الأول تعزيرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى