فضائح السعودية

الوجود العسكري الأمريكي في المملكة يصل إلى 3 آلاف جندي

أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الكونغرس بأنه أصدر أوامر بنشر قوات إضافية في المملكة ليصل العدد الإجمالي إلى 3 آلاف جندي، وذلك بطلب من نظام آل سعود.
وارتفع إجمالي عدد جنود الولايات المتحدة في المملكة منذ الهجمات التي تعرضت لها شركة “أرامكو” في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وقال ترامب في رسالة إلى الكونغرس، نشرها البيت الأبيض “لقد صدرت أوامر بنشر قوات إضافية ومعدات بينها أنظمة رادار وصواريخ بالسعودية، لتعزيز دفاعاتها ضد التهديدات الجوية والصاروخية في المنطقة”.
وأضاف: “لقد وصلت أول دفعة من تلك القوات الإضافية إلى السعودية وسيصل الباقي خلال الأسابيع المقبلة”.
وتابع الرئيس الأميركي قائلاً “بهذه القوات الإضافية سيصل إجمالي أفراد القوات المسلحة الأميركية في المملكة إلى نحو 3 آلاف”، موضحاً أنه “سيتم الإبقاء على نشر تلك القوات طالما ظل وجودها مطلوباً للوفاء بالمهام المشار إليها أعلاه”.
وفسر ترامب هذا القرار بأنه “لحماية مصالح الولايات المتحدة وتعزيز حماية القوات في المنطقة ضد الأعمال العدائية التي تقوم بها إيران والقوات التابعة لها”.
وأشار ترامب إلى أن “إيران استمرت في تهديد أمن المنطقة، بما في ذلك مهاجمة منشآت النفط والغاز الطبيعي في المملكة العربية السعودية في 14 سبتمبر/ أيلول 2019″، مستطرداً بأنه “لطمأنة شركائنا وردع المزيد من السلوك الاستفزازي الإيراني، وتعزيز القدرات الدفاعية الإقليمية، فقد صدرت أوامر بنشر قوات إضافية”.
وقال: “كما تم نشر أنظمة رادار وصواريخ للمساعدة في مواجهة تهديد الهجمات الإيرانية على المصالح النفطية”.
والشهر الماضي، قال ترامب عقب إعلان وزارة الدفاع “البنتاغون” عن إرسال قوات ومعدات دفاعية إلى السعودية، إن الرياض “وافقت على الدفع مقابل أي شيء تقوم به الولايات المتحدة”.
وأضاف: “سنرسل قوات وتعزيزات إلى الشرق الأوسط لمساعدة السعودية، فهي (الرياض) وافقت على أن تدفع لنا مقابل أي شيء نفعله”.
منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة وهو يعمل على سحب مئات مليارات الدولارات من خزينة المملكة مستغلا تبعية نظام آل سعود خاصة محمد بن سلمان له.
إذ محمد بن سلمان لم يتردد في كشف كل أوراقه دفعة واحدة أمام فريق الرئيس الأمريكي المنتخب، ولم يبخل عليه بالوعود الاستثمارية والهبات المالية والبشرية. وحوّل مملكته إلى أداة تنفّذ المصالح والمطامع الأميركية في المنطقة.
وتعرض وثائق سرية سعودية تعود إلى العام 2016، يومَ شاحت أنظار الدول والشعوب نحو ذاك الرجل “المتعجرف” الذي سيحكم الولايات المتحدة.
وهناك دول تسعى لفهم ما تريد أميركا في إطار مخاصمتها وأخرى لمجاراتها، أمّا ابن سلمان في حِراكه السياسي والاقتصادي، ومن خلال الوثائق التي تنشرها المصادر الاعلامية بالتزامن والتعاون مع صحيفة
“نيويورك تايمز” الأميركية، فيظهر كالجاري نحو استعبادِه.
في زمن تخلّصت فيه البشرية، أو تكاد، من الرِق، يهرول رجل قابض على ثروات مهولة يحرم منها شعبَه و”إخوانه العرب والمسلمين”، نحو “سيّد أبيض” ليقول له هذا مالي وشعبي وديني، خذه إنه مُلكك، واعطني كرسياً إلى جوارك.
وكانت زيارة ترامب التاريخية إلى المملكة، مخططاً لها مسبقاً، وهذا يشي بـ “تلاعبٍ” من قبل حكومة أجنبيّة برئيس أميركي.
القانون الأميركي لا يسمح بمناقشة حكومة أجنبيّة في السياسة الخارجيّة من دون تكليف رسمي من قبل السلطة التنفيذيّة.
لكن ولي العهد مستعجل ولا يرى سوى رئيس جديد ليسرع نحو ملاقاته في أول الطريق.
وسعت الرياض مبكراً لفهم ترامب وفريقه, وجنّدت مقابل المال عدداً من النافذين بمن فيهم كينيث دوبرستين (كبير موظفي البيت الأبيض في عهد ريغان).
وتوصّلت مبكراً إلى أهميّة جاريد كوشنر, “صهر الرئيس الامريكي”، في الأشهر الأخيرة، من يتخطى الأعراف الديبلوماسية ليرسم سياسات في المنطقة عبر الرسائل القصيرة مع صديقه وشريكه في رحلات الصيد (ولي العهد).
وفي تشرين الثاني من العام 2016، قدّم فريق ابن سلمان لترامب عرضاً شاملاً، سياسياً وعسكرياً وأمنياً وثقافياً.
وعرض لا يحتمل التفكير فيه مرّتين. ماذا ينقصنا لنكون حليفاً لكم كإسرائيل.
وحتى “الإصلاحات” التي ظهرت في الوثائق كانت موجهة للرأي العام الأميركي (من قيادة المرأة للسيارة إلى “محاربة التطرف” والانفتاح الإعلامي والثقافي) لا للمواطنين السعوديين.
وكثيراً ما أحرج الرئيس ترامب النظام السعودي بتصريحاته ومطالبة المملكة علانية بدفع المال مقابل الحماية.
ففي الرابع من مايو الماضي قال ترامب خلال تجمع لأنصاره: “دولة مثل السعودية غنية جداً وليس لديها سوى المال.. صحيح.. فأعتقد أن بإمكانهم دفع النقود مقابل الدفاع عنهم صحيح”، مضيفاً: “سيقومون بالدفع.. فهم يشترون الكثير منا.. يشترون كمية كبيرة من المعدات مقابل 450 مليار دولار”.
وتابع “بصراحة عندما أطلب منهم ينظرون إليّ قائلين: لا أحد طلب منا ذلك.. لا يقولون ذلك بالمعنى الحرفي لأنهم أذكياء ولكن يمكنك أن تشعر بذلك”.
وفي 28 أبريل الماضي، كشف ترامب تفاصيل عما دار بينه وبين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بشأن دفع الرياض ثمناً للحماية العسكرية التي توفرها لها واشنطن.
وقال ترامب – في كلمة ألقاها أمام تجمع لمؤيديه في ولاية ويسكنسن الأمريكية – “اتصلت بالملك (سلمان بن عبد العزيز), وقلت: أيها الملك، نحن نخسر كثيراً في الدفاع عنكم، أيها الملك لديكم أموالا كثيرة.”
وأضاف ترامب قلت للملك: “أيها الملك، لقد أنفقنا الكثير ونحن ندافع عنك، وأنت تملك الكثير من المال”، حينها قال الملك سلمان “لكن لماذا تتصل بي؟ لا أحد أجرى معي اتصالاً كهذا في السابق”، فقال ترامب “هذا لأنهم كانوا أغبياء”.
وأضاف ترامب مخاطباً الحشود: “يشترون (نظام آل سعود) الكثير من واشنطن، اشتروا بقيمة 450 مليار دولار.. لدينا أشخاص يريدون مقاطعة نظام آل سعود! هم اشتروا منا بقيمة 450 مليار دولار، وأنا لا أريد خسارة أموالهم.. وعسكرياً نحن ندعم استقرارهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى