فضائح السعودية

جرائم آل سعود تهدد الداعية سلمان العودة بالإعدام

يستغيث نشطاء حقوق إنسان ومغردون منذ أسابيع بضرورة إنقاذ الداعية الإسلامي الشهير سلمان العودة المهدد بالإعدام ظلما بعد أشهر طويلة من الاعتقال التعسفي غير القانوني.
يغرد هؤلاء تحت وسم: #سننقذ سلمان العودة للمطالبة بالإفراج عنه والحث على التدخل إنقاذ حياته.
وشهدت الحملة انتشاراً واسعا بين النشطاء وعلى مواقع التواصل الاجتماعي كحال مرة تضج وسائل الإعلام والتغريدات بالتنديد بجرائم آل سعود وانتهاكاتهم.
وكشف حساب معتقلي الرأي عن معلومات جديدة تتعلق بظروف اعتقال الشيخ سلمان العودة, وعن معلومات تفيد باتجاه السلطات السعودية لإعدامه بعد انقضاء شهر رمضان المبارك.
وقال الحساب المهتم بمعتقلي الرأي في السعودية ان لديه معلومات تفيد بأن الشيخ سلمان العودة لا يزال في العزل الانفرادي, وان الشيخ يعيش ظروف احتجاز سيئة.
وكانت السلطات السعودية قد اعتقلت الشيخ سلمان العودة ضمن حملة على العلماء والدعاة وقادة الرأي في سبتمبر/أيلول 2017 وشرعت بمحاكمته في جلسات سرية, حيث طالبت النيابة العامة بقتل الشيخ تعزيزا على تهم تتعلق بالإرهاب.
وأوقف العودة بعدما نشر تغريدة رحب فيها بطريقة غير مباشرة بإمكانية التوصل الى حل للازمة مع قطر. والعلاقات بين السعودية والامارة الصغيرة مقطوعة منذ الخامس من حزيران/يونيو 2017 على خلفية اتهام الرياض للدوحة بدعم تنظيمات متشددة في المنطقة.
وفي كانون الثاني/يناير الماضي نُقل العودة الى مستشفى في جدة بعدما أمضى أكثر من أربعة أشهر في السجن الانفرادي، بحسب ما أعلنت منظمة العفو الدولية نقلا عن أفراد في أسرته.
ويقود ولي العهد الامير محمد بن سلمان حملة تغييرات اجتماعية في المملكة منذ أشهر، يقول ان هدفها اعادة السعودية الى كنف “الاسلام المعتدل” بعد عقود من التشدد.
لكن الحملة التي شهدت السماح للمرأة بقيادة السيارة واعادة فتح دور السينما وغيرها من التغييرات الاجتماعية تتزامن مع اعتقالات تطاول ناشطين وناشطات في مجال حقوق الانسان ورجال دين وكتّاب.
وكان الموعد المقرر لأحدث جلسات محاكمتهم أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض هو الأول من مايو/أيار الجاري, لكن الجلسة أرجئت دون تحديد موعد أخر.
وفي وقت سابق قال عبد الله العودة, نجل الداعية السعودي سلمان العودة في تغريدة على تويتر, إن أخبارا وتسريبات مفزعة تصل إلى أسرة العودة بشأن نية السلطات السعودية إعدام دعاة, وعلى رأسهم والده سلمان العودة.
وأضاف أن أسرة العودة تؤكد أنه ليس لديها أي علم بهذا الشأن مطلقا, كما تؤكد أن النيابة العامة لا تزال تطالب بالقتل تعزيزا لوالده ولعوض القرني ولعلي العمري.
وتابع العودة الابن في سلسلة تغريدات بحسابه على “تويتر”: “منذ أخذوه من ذهبان، كان مقيّد اليدين والرجلين، مغطّى العينين، ثم وضعوه بسيارة مظلمة كأنها القبر تسرع فيه فيضرب السقف ثم يسقط على الأرض في الطريق مراراً، ثم نقلوه بعدها بطائرة وهو على وضعه المقيّد والمغطّى بالكامل”.
وقال العودة الابن إن ثمة ملفا صادما ومعلومات مخيفة عن ظروف اعتقال الوالد وظروف سجنه والأشهر الأولى والتي أدّت لتدهور حالته الصحيّة حينها، مشيرا الى أنه سيتحدث عنه في الوقت المناسب بإذن الله تعالى.
وفي وقت سابق فقد قال موقع “ميدل ايست آي” البريطاني في تقرير خاص إن السعودية تتجه إلى إصدار حكم بالإعدام على هؤلاء الدعاة الثلاثة وهم (الشيخ سلمان العودة, والشيخ عوض القرني, والشيخ علي العمري) وتنفيذ الحكم عليهم بعد انقضاء شهر رمضان .
ونقل الموقع هذه المعلومات عن مصدرين حكوميين وواحد من أقارب هؤلاء الدعاة, وقال احد المصدرين الحكوميين للموقع “لن يتريثوا في إعدام هؤلاء الرجال فور إقرار حكم الإعدام”.
ويذكر ان السلطات السعودية قد قامت بتنفيذ حكم الاعدام على 37 سعودياً اغلبهم من الناشطين في ابريل الماضي على خلفية تهم تتعلق بالإرهاب, كان بمثابة بالون اختبار حتى تقيس السلطات شدة الإدانة الدولية.
وحين وجدوا أن رد الفعل الدولي لا يذكر, خاصة على مستوى الحكومات وقادة الدول, قرروا المضي في خطتهم لإعدام الشخصيات البارزة.
يشار إلى أن منظمات حقوقية دولية ومشرعين أمريكيين أعربوا عن قلقهم وحذروا الرياض من مغبة الإقدام على تلك الخطوة, كما دعت حركة التوحيد والإصلاح الدعوية المغربية في بيان, السلطات السعودية إلى إخلاء سبيل جميع العلماء والدعاة والمفكرين المعتقلين, وكذلك دعاة الإصلاح السلميين المعتقلين بسبب الرأي وإسداء النصح.
وترافقت التقارير عن توقعات بتنفيذ أحكام إعدام في السعودية بحق الدعاة سلمان العودة والقرني والعمري, مع شهادات عن تعرضهم للتعذيب ولمعاملات وصفت بالمهينة في سجونهم, وترسم هذه الشهادات صورة صارمة عن واقع السجون السعودية.
ومن جهتها تتصاعد وتيرة التحذيرات الحقوقية للسلطات السعودية من مغبة الإقدام على إعدام بعض المشايخ المعتقلين, في حين كشف نائب ديمقراطي أن أعضاء في الكونغرس يسعون لإرسال رسالة واضحة لولي العهد السعودي بشأن سياسات بلاده في المجال الحقوقي.
وقالت مديرة قسم الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في منظمة “هيومن رايتس ووتش” سارة ليا ويتسون, إنها قلقة جدا مما أوردته المعلومات عن اعتزام السعودية إعدام ثلاثة دعاة معتدلين بعد شهر رمضان, وقالت إن منظمتها قلقة جدا من جراء التقارير التي تحدثت عن إعدام وشيك للدعاة الثلاثة الذين منحوا صوتهم لصالح الاعتدال رغم ترويج السعودية وسعيها لإظهارهم كمتطرفين.
ولا تعترف السعودية بعديد المواثيق الدولية الرئيسية، منها العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما لم تصادق المملكة على الاتفاقية الدولية المتعلقة بحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري, والتعذيب, والاعتقال التعسفي.
وتكشف السعودية بانتهاكاتها الممنهجة لحقوق الإنسان عن الوجه الحقيقي لها كمملكة رعب تلاحق من يعبرون عن آرائهم ومواقفهم المخالفة لها, بل حتى الصامتين.
وسبق أعربت المنظمات الدولية والحقوقية مرارا عن إدانتها لانتهاكات حقوق الإنسان في السعودية وطالبت بالإفراج الفوري عن معتقلي الرأي في المملكة وتحسين ظروف اعتقالهم وفق المعايير والقوانين والمعاهدات الدولية والكشف عن أماكن اعتقال الاشخاص الذين أخفتهم السلطات السعودية.
وتملك السعودية سجلا حقوقيا أسود فيما يتعلق بممارسة الإخفاء القسري والاعتقال التعسفي والتعذيب، وتعد قضية الداعية سلمان العودة واحدة من أحدث الأمثلة على ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى