فضائح السعودية

ماذا أهدى بن سلمان ملك إسبانيا وأميرتيه؟

كشفت صحيفة إسبانية النقاب عن هدايا ومجوهرات ثمينة قدمها ولى العهد محمد بن سلمان إلى ملك البلاد فيليبي السادس أثناء زيارته للأخير عام 2015م.

وفاجأت صحيفة “Vanitatis Elconfidential” الإسبانية، بقيمة الهدايا التي قدمها بن سلمان للملك وابنتيه طوال السنوات الماضية، أبرزها هدايا زيارة العاصمة مدريد عام 2015م.

وذكرت صحيفة “Vanitatis Elconfidential” أن بن سلمان قدم سلسلة هدايا تمثلت بأكثر من 20 قطعة من المجوهرات الفارهة، حصلت الأميرتين ليونور وإنفانتا صوفيا على معظمها في تلك الزيارة عام 2015م.

وسبق أن وضع الملك فيليبي سياسة جديدة عام 2014 للهدايا التي تلقاه العائلة، في محاولة لتغيير وفرض الشفافية كمعيار أساسي للمؤسسة، وتنص تلك القاعدة: على عدم قبول الهدايا التي تتجاوز “الاستخدامات العرفية أو الاجتماعية أو المجاملة” مع الأخذ في الاعتبار أنه في العديد من الثقافات، فإن عدم قبول الهدية يعد إهانة للشخص الذي يقدمها.

وقال فيليب إنه إذا تم تجاوز هذه الاستخدامات، سيتم تحويل الهدايا إما إلى كيانات غير ربحية، أو دمجها في التراث الوطني نفس وجهة الهدايا المؤسسية سواء استوفت الشروط المنصوص عليها أم لا.

وعدت الصحيفة الإسبانية هدايا بن سلمان لملك البلاد انتهاك للقوانين السابقة.

وكان التعتيم على الهدايا هو المعيار حتى عام 2014، مهما كانت القيمة. وفي ما يقرب من أربعة عقود من حكمه حصل فيليب على عدد لا يحصى من لحم الخنزير الأيبيرية وكميات هائلة من المأكولات البحرية أو السيجار أو أقلام نافورة ، وهو شيء يجمعه الملك الفخري. ونعم ، من بين هذه الهدايا أيضًا مبلغ 100 مليون يورو الذي تحقق فيه المحكمة العليا الآن كهيئة محتملة تم استلامها لبناء AVE في مكة. وفقا للصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن ملك إسبانيا سبق وأن حصل على سفينة فخرية من الملك فهد بن عبد العزير أثناء زيارته لإسبانيا عام 1979 ، والتي تم وضعها بعد ذلك بعامين في أيدي التراث الوطني.

وقالت إن سبب هذه الهبة السخية السعودية غير معروف ، ولكن كان طولها لا يقل عن 29 مترًا والعديد من الكبائن، والتي تم توسيعها أيضًا في عام 1980. وقد زارها شخصيات مثل بيل كلينتون، يبحرون كضيوف من الملوك الفخورين في مايوركا، خوسيه ماريا أزنار أو الأمير كارلوس وديانا من ويلز.

وبحسب الصحيفة وقع بن سلمان خلال زيارته آنذاك على 6 اتفاقيات ومذكرات وبرامج ثنائية في المجال الدفاعي والنقل الجوي والجانب التعليمي والثقافي والتقني والتنموي؛ بهدف دعم الاقتصادي في البلاد.

ويجمع ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس وأمراء آل سعود علاقات وطيدة عبر عقود من الزمن.
وفي مارس/ آذار 2020 أعلن القصر الملكي الإسباني تخلي الملك فيلبي السادس عن ميراث أبيه الملك الأب خوان كارلوس وحرمانه من الراتب الشهري، بسبب فضيحة تورط الملك الأب في رشاوي وعمولات مصدرها نظام آل سعود.

وأكد البيان الملكي أن فيلبي السادس يتنازل عن حقه في أي ميراث من والده الملك الأب خوان كارلوس لا يتوافق والقانون. وفي فقرة أخرى يؤكد قرار الملك سحب الراتب الذي سيتوصل به الملك الأب من ميزانية القصر وقدره قرابة 200 ألف يورو سنويا.

وأبرز البيان أن اتخاذ هذه القرارات يأتي في أعقاب ظهور معلومات تفيد بأن الملك فيلبي السادس مستفيد من مؤسسات مسجلة في الخارج باسم أبيه خوان كارلوس.

ويصر البيان الملكي على أن فيلبي السادس لم يكن يعلم أنه جرى تعيينه كمستفيد في مؤسسة زاغاتا ومؤسسة لوكوم في حال وفاة والده خوان كارلوس وأنه توصل من قسم دولي للمحاماة بهذا الخبر السنة الماضية، ومباشرة قام بتحرير إشهاد أمام موثق يشهد فيه بعدم صلته بالمؤسستين وأبلغ السلطات بذلك.

وشدد البيان على اتخاذ هذا القرار حتى يكون الملك فيلبي السادس في مستوى التعهدات التي قطعها على نفسه خلال خطاب توليه العرش في يونيو 2014، حيث التزم بالشفافية أمام المواطنين.

وكانت جريدة ذي تلغراف البريطانية قد نشرت خبرا حول استفادة الملك فيلبي السادس من أموال مؤسستين تابعتين لوالده وتدير 65 مليون دولار مصدرها عمولات ورشاوى من نظام آل سعود، ويجري بشأنها القضاء السويسري والإسباني تحقيقات قضائية.

واعتبرت الصحف الكبرى مثل الموندو في تعليقاتها أن فيلبي السادس مجبر عل اتخاذ القرار بسبب الرشاوى التي قدمها نظام آل سعود لخوان كارلوس نتيجة وساطته في صفقة القطارات الإسبانية السريعة للمملكة.

ويرى بعض المعلقين أن بيان القصر الذي يتبرأ من خوان كارلوس ويؤكد عدم قيامه بأي نشاط مؤسساتي منذ 2014، تاريخ تنازله عن العرش هو بمثابة طرد مقنع للملك الأب من المؤسسة الملكية.

ومنذ ظهور تقارير حول توفر الملك الأب على أموال في حسابات في سويسرا وقيام القضاء بالتحقيق بشأنها، تطالب أحزاب مثل بوديموس المشارك في الائتلاف الحكومي بتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق.

وفي أيلول/سبتمبر الماضي استجوب مدعون إسبان في لندن عشيقة ألمانية سابقة للملك السابق خوان كارلوس بعدما افادت أن الأخير تلقى عمولة على عقد في المملكة حسب ما أفادت مصادر قضائية.

ونشرت وسيلتا إعلام إسبانيتان في تموز/يوليو 2018 تسجيلات تؤكد فيها كورينا زو ساين-ويتغنشتاين أن خوان كارلوس تلقى عمولة أثناء منح عام 2011 شركات إسبانية عقداً لإنشاء قطار فائق السرعة بين مكة والمدينة المنوّرة.

وقام بهذه التسجيلات النقيب في الشرطة فيلاريخو المسجون حالياً والذي كان سجّل عدداً من المحادثات مع سياسيين أو مقاولين إسبان من دون علمهم.

واستجوب مدعون من نيابة مدريد لمكافحة الفساد الخميس سيدة الأعمال الألمانية في العاصمة البريطانية، حيث تقيم حالياً، كشاهدة حسب ما أفادت مصادر قضائية.

وقررت النيابة في نهاية العام الماضي التحقيق بغية تحديد إذا ما كانت هناك عناصر كافية لتقديم شكوى بتهمة الفساد في إطار معاملات تجارية دولية.

ووفق المصادر القضائية، يهتمّ التحقيق بالمستثمرين الذين قد يكونوا دفعوا عمولات للملك السابق نفسه بينما كان على رأس الدولة وبالتالي يتمتع بحصانة. وتنازل الملك عن العرش عام 2014 لصالح ابنه الملك فيليبي السادس.

وقال وكيل الدفاع عن السيدة الألمانية روبن راثميل “موكلتنا كانت سعيدة للإدلاء بشهادتها طوعاً في لندن لنقل بدقة إلى السلطات ما قال لها آخرون عن اتفاق” القطار فائق السرعة مشيراً إلى أن ليس لديها علم إلا بـ”وقائع محدودة”.

وأضاف “الاتهامات الجديّة في وسائل الإعلام بشأن القضايا المالية المتعلقة بالملك الفخري موجودة منذ عقود. إذا كانت هناك النية الحقيقية للتحقيق بشكل مناسب بشأن اتفاق (القطار فائق السرعة) واتهامات أخرى، فهذا يعود إلى النظام القضائي الإسباني وإلى إسبانيا”.

وتعرض خوان كارلوس تعرض لانتقادات لاذعة بعد تداول صورة له في أبو ظبي مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المسؤول عن قتل الصحفي جمال خاشقجي.

ونشرت الصورة، التي وضعت أولا على حساب وزارة الخارجية السعودية على تويتر، في عدة صحف إسبانية. ونشرتها صحيفة “إلموندو” اليومية المحافظة تحت عنوان “صورة العار”.

وقالت الصحيفة في مقال نشر على موقعها الإلكتروني إن الملك السابق “ملتزم بأن يتبنى رؤية الدولة.. والآن من غير المناسب أن يظهر في صور مع ولي العهد السعودي”.

وانتقد الحزبان اليساريان المتشددان “بوديموس” و”أزكيردا أونيدا” المعارضان للملكية في إسبانيا اللقاء غير المتوقع بين الملك وولي العهد السعودي الأحد الماضي في أبو ظبي.

وندد زعيم حزب “أزكيردا أونيدا” ألبرتو غارزون بصداقات العائلة المالكة الإسبانية قائلا على تويتر إنها “انعكاس لعصر يجب أن ينتهي”.

وأضاف أن “الملكية الإسبانية تعد مشكلة ليس فقط للشعب الإسباني كما تظهر هذه الصورة.. إنها ليست صورة عادية، إنها رمز”.

يشار إلى أن ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس -البالغ من العمر 80 عاما- احتفظ بعلاقات وثيقة مع العائلة المالكة السعودية التي ساعدت إسبانيا على الفوز بعقود مربحة في المملكة. وبعد سلسلة فضائح تنازل عن العرش في العام 2014 لابنه فيليبي السادس الذي حاول استعادة سمعة النظام الملكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى