تفاصيل وساطات: بن سلمان يساوم الجبري لمنعه من كشف فضائحه
كشف مصدر سعودي رفيع المستوى النقاب عن إرسال ولى العهد محمد بن سلمان، وسطاء دوليين، لرجل الاستخبارات السعودي السابق سعد الجبري في سبيل التوصل لصفقة تبادل.
وأفاد المصدر المقرب من العائلة المالكة – وفضل عدم الكشف عن هويته – بأن بن سلمان عرض عبر الوسطاء للجبري الهارب من المملكة والمقيم في كندا حاليا، ضمانات بالإفراج عن أبنائه وشقيقه المعتقلين في سجون سرية داخل المملكة مقابل عدم كشفه أسرار آل سعود.
وقال المصدر لموقع “ويكيليكس السعودية”: إن البحث جاري حاليا عن آليات الضمانات لعدم كشف مسؤول الاستخبارات السعودية السابق، أسرار نظام آل سعود مقابل الافراج عن أبنائه وشقيقه.
وقبل أيام، كشف مغرد سعودي شهير، تفاصيل جديدة عن ملاحقة ولي العهد السعودي، للمسؤول الاستخباراتي السابق، مستشار ولي العهد المعتقل محمد بن نايف.
وقال حساب “العهد الجديد” والمعروف بكشفه لخبايا وتفاصيل الحكم في المملكة: إن خشية بن سلمان من بقاء سعد الجبري في المهجر يأتي بسبب علاقته الوثيقة مع الدولة العميقة الأمريكية التي قد تعود للتعامل مع الأمير محمد بن نايف في حال سقوط ترامب.
وأوضح “العهد الجديد” أن بن سلمان يخشى أن يتم التنسيق في ذلك من خلال الجبري، متابعا: “لذلك يضغط بن سلمان عليه ليعيده إلى البلد من خلال عائلته، وهناك مصادر تتحدث عن إيقاف أحد إخوانه كذلك”.
خشية ابن سلمان من بقاء سعد الجبري في المهجر بسبب علاقته الوثيقة مع الدولة العميقة الأمريكية، (التي قد تعود للتعامل مع ابن نايف في حال سقوط ترامب وأن يكون التنسيق من خلال الجبري)، لذلك يضغط ابن سلمان عليه ليعيده إلى البلد من خلال عائلته، (هناك مصادر تتحدث عن إيقاف أحد إخوانه كذلك)
— العهد الجديد (@Ahdjadid) May 25, 2020
وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية النقاب عن اعتقال آل سعود لـ سارة وعمر ابني سعد الجبري، بالإضافة لاعتقال شقيقه المسن.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن خالد الجبري نجل المستشار السابق، أن سلطات آل سعود تضغط على الأب للعودة من كندا التي فرّ إليها.
وقالت الصحيفة إن أربعة عقود من عمل الجبري في الداخلية السعودية “جعلته منغمسا في العديد من القضايا الحساسة داخليا وخارجيا، ويعرف مكان دفن الأسرار في المملكة”.
كما نقلت عن ضابط سابق في الاستخبارات الأميركية، قائلا “إن جهاز المراقبة الواسع بوزارة الداخلية ربما أعطى الجبري كنزا من أسرار المملكة، بما في ذلك أنشطة أفراد العائلة المالكة، ومخططات الفساد والجريمة”.
وأضاف الضابط الأميركي: “كما جعله مطلعا على معلومات ربما تكون غير جيدة عن الأمير محمد بن سلمان نفسه”.
ورغم أن الجبري لم يكن منتقدا علنيا لولى العهد محمد بن سلمان، لكن مشكلته “أنه كان حليفا قويا لمنافسه الأكبر الأمير محمد بن نايف”.
وشغل سعد الجبري منصب وزير دولة، وكان أحد كبار الضباط في الداخلية السعودية، وهو خبير في الذكاء الاصطناعي ولاعب أدوار رئيسة في معركة المملكة ضد تنظيم القاعدة وتنسيقها الأمني مع الولايات المتحدة.
لكن مهمته في الداخلية انتهت كضحية للصراع بين أميرين قويين حول من سيحكم المملكة، فقد فوجئ أواخر عام 2015 بإعلان التلفزيون السعودي خبر إقالته من وظيفته.
وبحسب “واشنطن بوست”، جاء طرده بعد لقائه مدير المخابرات الأميركية السابق جون برينان في سبتمبر/أيلول 2015 في واشنطن، من دون معرفة محمد بن سلمان.
لذا وبعد عودته صدر مرسوم ملكي بعزله، وقد استطاع بعد ذلك بطريقة ما السفر إلى الولايات المتحدة، وكان فيها عندما أعلنت إقالة محمد بن نايف من ولاية العهد.
إلا أنه لم يشعر بالأمان في أميركا تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، خوفا من تسليمه إلى محمد بن سلمان، لذا ترك الولايات المتحدة عام 2017 إلى كندا، وهذا ما جعل بعضا من الخبراء يشيرون إلى أن “شبح الجبري” ربما كان في خلفية الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين السعودية وكندا في أغسطس/آب 2018.
وتسود حالة من القلق أوساط مسؤولي مخابرات بريطانيين وأميركيين، من حملة الاستهداف التي تقوم بها سلطات آل سعود ضد الجبري.
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية – التي نقلت عن المسؤولين- إن هذا القلق والاستغراب يعود لسجل رجل المخابرات الجبري ودوره المحوري في إنشاء برنامج مكافحة الإرهاب في المملكة.
وذكر مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بالوكالة سابقا مايكل موريل، أن الجبري أنقذ خلال عمله حياة العديد من السعوديين والأميركيين. وهو الموقف نفسه الذي أكده أيضا مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية السابق جورج تينيت.
ووصف موريل استهداف سلطات آل سعود للجبري واعتقالها ابنه وابنته في المملكة بغير المقبول.
وفي أوائل آذار/مارس 2020، اعتقلت سلطات آل سعود ثلاثة أمراء كبار منهم الأمير أحمد بن عبد العزيز، شقيق الملك سلمان، إلى جانب ولي العهد السابق ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وبعد ذلك وُضِع تحت الإقامة الجبرية الطويلة.
وإلى جانب هؤلاء، تعتقل السلطات الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود، نجل الملك الراحل عبد الله، والرئيس السابق لـ “هيئة الهلال الأحمر” السعودي، إضافة إلى الأميرة بسمة بنت سعود آل سعود المعتقلة في سجن (الحائر).
وتسود حالة من الغموض مصير ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، داخل معتقله السرى في المملكة، عقب أنباء عن إصابته بنوبة قلبية نقل على إثرها إلى وحدة العناية المركزة.
وأثارت المديرية العامة للسجون في المملكة التساؤلات والشكوك حول مغزى تغريدة نشرتها عبر صفحتها في “تويتر”، مؤخرا، عن صحة الأمير، قبل أن تحذف التغريدة زاعمة أنها اختراق لحسابها.
ونفت المديرية العام، وفاة الأمير، وقالت: إن كادرا طبيا متخصصا يشرف على الحالة الصحية للأمير بن نايف على مدار الساعة.
ومحمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، شغل منصب وليُّ العهد السابق، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بالمملكة إلى أن أعفي فيما سمي “انقلابا أبيض” عليه من ولي العهد الحالي محمد بن سلمان عام 2017.
والمعتقل البالغ من العمر 60 عاما، أول حفيد للملك عبد العزيز يصبح ولياْ للعهد.
ووصفته شبكة (MSNBC) الأمريكية بجنرال الحرب على الإرهاب.