حراك قانوني في الأمم المتحدة لكشف مصير معتقل رأي في السعودية
كشفت مصادر سعودية النقاب عن حراك قانوني في أروقة الأمم المتحدة ضد سلطات آل سعود للكشف عن مصير الداعية الشيخ سليمان الدويش المختفي قسرا منذ 2016.
وكتب عضو حزب التجمع الوطني د. عبدالله العودة، في تغريدة عبر “تويتر”: الآن.. طلب تحرّك عاجل في الأمم المتحدة للكشف عن مصير سليمان الدويش
الذي أختطفته قوات التدخل السريع (فرقة النمر) -حسب التقارير- وكان أولى ضحاياها في إبريل ٢٠١٦م.
وأشار العودة إلى أن هذا الرجل وضعوه في قبو قصر الخزامى التابع لولي العهد، وتم تعذيب الدويش هناك من قبل ماهر مطرب ومنصور أباحسين وبعض أعضاء فرقة النمر الأخرى.
الآن.. طلب تحرّك عاجل في الأمم المتحدة للكشف عن مصير سليمان الدويش الذي أختطفته قوات التدخل السريع (فرقة النمر) -حسب التقارير- وكان أولى ضحاياها في إبريل ٢٠١٦م#اين_سليمان_الدويش https://t.co/KJV9fhvxBe
— د. عبدالله العودة (@aalodah) April 7, 2021
#اين_سليمان_الدويش ؟
حسب الطلب في الأمم المتحدة:
هذا الرجل وضعوه في قبو قصر الخزامى التابع لولي العهد، وتم تعذيب الدويش هناك من قبل ماهر مطرب ومنصور أباحسين وبعض أعضاء فرقة النمر الأخرى.— د. عبدالله العودة (@aalodah) April 7, 2021
وعبر وسم “#اين_سليمان_الدويش”، قال عبدالله العودة إن “هناك مفاجآت وتفاصيل عجيبة في قصة هذا الرجل.”
وكانت مؤسسة حقوقية كشفت في مارس الماضي، عن تعرض الداعية سليمان الدويش للتعذيب على يد أحد كبار المسؤولين السعوديين.
وذلك بعد اختفائه في 2016 في سجنٍ غير رسمي أقيم في قبو أحد القصور الملكية بالرياض ويديره أعضاء من الدائرة المقربة لولي العهد محمد بن سلمان.
إخفاء قسري وتعذيب
وبحسب مؤسسة “القسط” لحقوق الإنسان، فإنه لم ترد أي أخبار عن الداعية الدويش منذ يوليو 2018.
واعتقل سليمان الدويش في فندق بمكة صباح يوم الجمعة 22 أبريل 2016، بعد يوم من نشره تغريدات، يظن أنه ينتقد فيها.الملك سلمان ومحمد بن سلمان الذي كان نائبًا لولي العهد وقتها.
وقالت “القسط” إن معلومات فظيعة وردت لها حول ما حل به بعد ذلك.
ووفقاً للمؤسسة، فبعد أن اعتقلت الدويش مجموعة من الديوان الملكي اقتادته إلى منشأة تابعة لوزارة الدفاع في جدة. وقلّته طائرة إلى الرياض ليلتها.
وأخذ بعد ذلك إلى أحد القصور الملكية. حيث تطاول عليه أحد كبار المسؤولين بالضرب المبرح حتى غرق بالدماء وتدخل بعض الحضور للحوول دون قتله، ولم تكن تلك آخر مرة يعذب فيها أثناء احتجازه.
وأما بالنسبة للموقع الذي احتجز فيه الدويش، فهو يقع في قبو أحد القصور الملكية، حيث أقيمت زنازين خشبية وأدوات للتعذيب.
ومن المعتقد أن القبو مخصص للمنافسين من العائلة المالكة وكبار المسؤولين. ولربما يحتوي قرابة 150 سجينًا.
وورد للقسط أن مسؤولين يديرانه شخصيًا هما: سعود القحطاني، وهو المستشار المقرب من محمد بن سلمان، وماهر المطرب عضو الحرس الملكي وأحد أعضاء فريق الاغتيال الذي أرسل لإسطنبول لقتل جمال خاشقجي.
وورد أيضاً أن كليهما شاركا في تعذيب الدويش. والمطرب أحد 11 فردًا حكمت عليهم المحكمة الجزائية على خلفية جريمة قتل جمال خاشقجي في محاكمة افتقرت لأدنى معايير الشفافية.
أما القحطاني فلم يحاكم رغم توجيه العديد من الجهات الدولية أصابع الاتهام له. ووضعه على قائمة العقوبات في عدد من الدول.
بعد قرابة الشهرين من الاحتجاز أدرج اسم الدويش لقاعدة بيانات المعتقلين التابعة لوزارة الداخلية.
ولكن حينما تواصلت أسرته مع أحد كبار المسؤولين للاستفسار عنه. أخبرهم أن ذلك كان بالخطأ وأن عليهم البحث عنه عوضًا عن ذلك في المستشفيات أو ثلاجات الموتى أو المصحّات العقلية.
وفي أوائل 2018 تلقت عائلته مكالمة من رقم أمريكي. وادعى المتصل و صوته يشبه صوت الدويش أنه في تركيا وفي طريقه للقتال في سوريا.
وعندما تواصلت عائلته مع السلطات مرة أخرى وشككت في هذه الرواية قدم المسؤولون لهم معلومات متضاربة.
فتارةً قال لهم موظف في وزارة الداخلية أن الدويش أدين بدعاوى منها “تأليب الرأي العام”. وتارةً أخرى أنكر أحد كبار المسؤولين ذلك.
ومن ثم تلقت عائلته مكالمة أخرى من رقم أمريكي في سبتمبر 2018 بصوتٍ يدعي القصة نفسها عن القتال بسوريا.
ولكن الدويش شوهد آخر مرة في يوليو 2018 في أحد معتقلات القصور الملكية. ولم ترد أي أنباء عنه أو عن صحته أو مكان احتجازه منذئذ، وما يزال اليوم رهن الإخفاء القسري.
وتؤكد “القسط” أنه شاع احتجاز المعتقلين في مواقع غير رسمية التي يتفشى فيها التعذيب منذ تولى محمد بن سلمان ولاية العهد في 2017.
ودعت القسط السلطات السعودية للكشف عن مصير سليمان الدويش وغيره من المخفيين قسريًّا فورًا.
وأن تفرج عن كافة معتقلي الرأي فورًا ودون شروط، وتدعو للضغط على السلطات السعودية لإنهاء هذه الممارسات ولمحاسبة المسؤولين عنها.