فضائح السعودية

مقررة أممية تربط بين قرصنة هانف بيزوس وقتل خاشقجي

صرحت مقررة الأمم المتحدة لحالات القتل خارج نطاق القانون أنييس كالامار إن الظروفَ المحيطة بعملية قرصنة هاتف مالك واشنطن بوست وشركة أمازون جيف بيزوس تدخل في صميم تحقيقات مقتل جمال خاشقجي.

وأضافت كالامار أن القرصنة تمت في وقت كان خاشقجي يكتب فيه مقالاتٍ تنتقد السلطات السعودية، واعتبرت أن التجسس على بيزوس ومعارضين سعوديين يتنافى مع القانون الدولي.

وأشارت إلى أن “الظروف المحيطة بقرصنة هاتف بيزوس هي في صميم التحقيقات بمقتل خاشقجي، وقرصنة هاتف بيزوس ربما تكون من أجل وقف تقارير واشنطن بوست ضد السعودية”.

في الأثناء كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية يوم الخميس عن معرفة مسؤولين مقربين من ولي العهد محمد بن سلمان بخطط اختراق هاتف الرئيس التنفيذي لشركة أمازون ومالك صحيفة واشنطن بوست جيف بيزوس، مؤكدة أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (أف بي آي) يحقق في الحادث.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين -لم تسمهم- أن هؤلاء المقربين من محمد بن سلمان كانوا على علم بوجود خطة لاختراق هاتف بيزوس فقط، دون معرفة أي محاولات لاستخدام هذه المعلومات (الناتجة عن الاختراق) من أجل الابتزاز.

وأشارت إلى أن من بين المسؤولين الذين كانوا يعلمون بهذه الخطة، مستشار ولي العهد السعودي آنذاك سعود القحطاني، الذي قالت إنه كان أيضا متورطا في عملية الاختراق.

ولفتت إلى أن الاختراق كان جزءا من حملة تهديد وتخويف على خلفية عمل الصحفي جمال خاشقجي -الذي تعرض للقتل وتقطيع جثته داخل القنصلية السعودية في إسطنبول العام الماضي- مع صحيفة واشنطن بوست.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن مكتب “أف بي آي” يحقق في اختراق هاتف بيزوس.

وعمل خاشقجي مع الصحيفة قبل قتله في السفارة السعودية بإسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

واعتبرت وسائل إعلام عالمية أن عمل خاشقجي مع واشنطن بوست كان بداية الصراع بين السعودية وبيزوس.

وحسب صحيفة غارديان -التي كشفت عن تفاصيل الواقعة- فإن الاختراق حدث قبل خمسة أشهر من جريمة قتل خاشقجي.

كما لفتت إلى أن هناك علاقة وثيقة بين المدير التنفيذي لشركة “أميركا ميديا إنك” -الناشرة لصحيفة ناشيونال إنكوايرر- ديفد بيكر وولي العهد السعودي.

وبدأ الأمر في أبريل/نيسان 2018 عندما حضر بيزوس حفل عشاء مع ولي العهد وتبادلا الأرقام، بعدها -وتحديدا في مايو/أيار من العام ذاته- تلقى بيزوس ملف فيديو مشفرا أُرسل من حساب الواتساب الشخصي لولي العهد السعودي، تبعها بدء تسرب كميات هائلة من البيانات من هاتف بيزوس.

ثم قال بيزوس إنه تلقى رسائل واتساب من محمد بن سلمان تحتوي معلومات خاصة وسرية عن حياته الشخصية، حسب ما نقلته وسائل إعلام في الفترة بين نوفمبر/تشرين الثاني 2018 وفبراير/شباط 2019، وهي الفترة التي تلت مقتل خاشقجي.

وفي يناير/كانون الثاني 2019، بدأت صحيفة ناشونال إنكوايرر نشر محادثات خاصة لبيزوس سربت من هاتفه، وجمعته بصديقته المذيعة السابقة لدى شبكة تلفزيون “فوكس” لورين سانشيز.

وقبل شهر واحد من تسريب الرسائل الخاصة، أعلنت ماكنزي بيزوس زوجة جيف أنها تخطط للطلاق، مؤكدة أنهما كانا منفصلين منذ وقت طويل.

وأثار تقرير الشركة الأمنية “أف تي آي” حول اختراق هاتف بيزوس، وما تضمنه من اتهام لمحمد بن سلمان، الكثير من الجدل في الصحافة العالمية.

ومع أن التقرير ذكر بشكل واضح أنه توصل إلى أن الأداة المستخدمة في الاختراق وهي برنامج واتساب المثبت على هاتف بيزوس من نوع آيفون أكس، وأن الشبهات التي قدرت الشركة احتمالها بالمتوسطة إلى العالية، تدور حول ملف فيديو أرسل من حساب واتساب تابع لمحمد بن سلمان، إلا أن الشركة لم تجزم بشكل قاطع بأن هذا الاختراق تم عبر هذا الفيديو المرسل من حساب بن سلمان.

واستند التقرير في تحليله إلى ملاحظات ونتائج اختبارات تظهر أن هناك تسريبا لكمٍ هائل من المعلومات من هاتف بيزوس بعد تلقيه ملف فيديو من ولي العهد السعودي على حسابه في واتساب.

وتعتبر شركة “أف تي آي” للاستشارات الأمنية من أبرز الشركات في مجال التحقيقات السيبرانية وتمتلك معامل خاصة لهذا الغرض، ولهذا طلب أغنى رجل في العالم منها القيام بالتحقيقات، ورفض تسليم هاتفه مباشرة لمكتب التحقيقات الفدرالي “أف بي آي”، وأسند المهمة لهذه الشركة التي نشرت تقريرها.

ولم يتهم التقرير بن سلمان بشكل مباشر بمحاولة الاختراق، إلا أنه أوضح أنه لا يزال هناك اختباران سوف يجريان لاحقا لتحديد هل كان ملف الفيديو المرسل هو السبب في الاختراق؟

وقال التقرير في الصفحة 16 إن شركة أف تي آي “تتبع العديد من طرق التحقيق الإضافية لمزيد من التحليل والتحقق من صحة الخروج المشبوه للبيانات، ولتأكيد النشاط الضار المرتبط بفيديو واتساب وعناصر أخرى، وللتحقق من وجود برامج ضارة سابقة أو حالية”.

ويضيف التقرير أن الاختبارين اللذين يتم العمل عليهما في الوقت الحالي هما:

1. اعتراض وتحليل البيانات الخلوية الحية من هاتف بيزوس
يقول التقرير إن “أف تي آي” ستقوم بتهيئة بيئة اختبار جديدة لالتقاط وتحليل البيانات الخلوية الحية من هاتف آيفون أكس الخاص ببزوس.

كما ذكر التقرير أن جميع البيانات حُللت حتى الآن عبر شبكة واي فاي خاصة من دون اتصال إنترنت نشط.

ويتابع أن البرمجيات الخبيثة معقدة في كثير من الأحيان ولديها أساليب لتجنب الاكتشاف والتحايل على تقنيات التحليل المعملية.

ويهدف اعتراض البيانات الخلوية الحية إلى تحديد جهة اتصال البرامج الضارة من هذا النوع، ومسار خروج البيانات الخلوية الخاصة من هاتف بيزوس بحسب الجدول الزمني الموجود على الهاتف.

2. جيلبريك (Jailbreaking) آيفون بيزوس وإجراء فحص للملف الأصلي المعروف بجذر الملفات.
يهدف هذا الاختبار، بحسب التقرير، إلى الوصول إلى نظام ملفات الجذر لهاتف آيفون وإجراء فحص له.

وتقوم البرمجيات الخبيثة المتقدمة عادة بتثبيت نفسها على نظام الملف الأصلي للجهاز -المعروف بجذر الملفات- حتى لا تتم إزالتها وتجنب كشف أنظمة الأمان، ويمكن على أثر هذه الأدلة تحديد القطع البرمجية الضارة على هذا الجزء من الجهاز، مما يتيح التحقق في حالة وجود إصابة من ملف الفيديو المذكور وتأكيد الأدلة المقدمة في هذا التقرير.

وستعمل الشركة الاستشارية بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفدرالي على هذين الاختبارين لتأكيد ما توصل له التقرير من اتهامات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى