أخبار

مسؤول يمني: التواجد السعودي في البلاد “احتلال” وذو أهداف خطيرة

وصف مسؤول يمني تواجد القوات السعودية في بلاده بـ”الاحتلال”؛ هدفه القضاء على الشرعية اليمنية وليس دعمها ومؤازرتها، محذرا في الوقت ذاته، من المخططات والأهداف الخطيرة للتواجد السعودي في اليمن.

وقال رئيس لجنة الاعتصام السلمي بمحافظة المهرة شرقي اليمن، عامر سعد كلشات، التواجد العسكري للسعودية في المهرة “احتلالا يقضي على ما تبقى من الشرعية اليمنية”.

وأضاف كلشات أن السعودية تقوم “باستخدام قضية التهريب والإرهاب لتبرير تواجدها العسكري في محافظة المهرة” ليس أكثر.

وأشار إلى أن ”الاحتلال السعودي سيرحل من المهرة مهما كان الثمن”، لافتا إلى أن قبائل المهرة تحاول الابتعاد عن الاحتكاك والتصادم حتى لا تصل الأمور إلى تمزيق النسيج الاجتماعي والاقتتال.

وأرجع سبب توقف الاحتجاجات التي تنظمها لجنة الاعتصام في الفترة الأخيرة، إلى أن الأوضاع باتت أكثر احتداما بين أبناء المحافظة بخصوص (من مع من ومن ضد من)، إضافة إلى تداعيات جائحة كورونا ومخاطر التجمعات البشرية.

وبيّن أن لجنة الاعتصام تدرس إعادة تخطيط العمل في الفترة القادمة وستقرر الخطوات المناسبة للتصعيد، مؤكدا أن “استمرار اللجنة في حراكها المناهض للتواجد السعودي أمر لا مفر منه”.

ولجنة اعتصام أبناء المهرة، هي حركة شعبية تنظم بين الحين والآخر مظاهرات ضد تواجد القوات السعودية بالمحافظة المحاذية لسلطنة عمان.

وتأسست اللجنة في مايو/ أيار 2018، أي بعد نحو 5 أشهر من دفع السعودية بقوات تابعة لها وآليات عسكرية وأمنية، إلى محافظة المهرة، نهاية 2017، وقال وقتها التحالف العربي بقيادة الرياض إن الغرض من ذلك هو “تعزيز الأمن ومكافحة عمليات التهريب”. ولم يتسن الحصول على تعليق رسمي سعودي على تصريحات كلشات.

وشدد على أنه لا يمكن السماح بإعطاء الانتقالي فرصة للسيطرة على محافظة المهرة على غرار سيطرته على عدن وسقطرى.

وأضاف كلشات: “الانتقالي عليه أن يحسن وضع المناطق التي يحتلها والتي حكمها، أما من أجل أن يبرر للاحتلال الإماراتي نحن ضده بالكم والكيف ولن نسمح له”.

وذكر أن الانتقالي حتى الآن لا يمتلك مشروعا ينقذ اليمن مما هو فيه.

وعن سبب رفضهم تنظيم المجلس الانتقالي الجنوبي فعالية بالمحافظة في يوليو/ تموز الماضي، أجاب بأن “الأوضاع الموجودة في عدن وسقطرى لا تبشر بالخير، والانتقالي يعتبر امتدادا للاحتلال الإماراتي، ونحن حاولنا قدر الإمكان أن نحافظ على وضع محافظة المهرة ويكفينا السعودية لماذا يريدون إضافة الإمارات هنا؟”.

ورأي كلشات أن السعودية تركت مهمتها الرئيسية واتجهت نحو الأهداف الميتة التي كانت في أحشائها، مؤكدا أن “وجود السلطة الشرعية اليمنية في قبضتها وتحت سيطرتها وفي فنادقها جعلها تتحكم في اليمن بطريقة مباشرة”.

ودعا التحالف العربي بقيادة السعودية للرقي إلى مستوى المسؤولية والأهداف التي أعلنها وألا تلعب به الأطماع والأهداف الأخرى.

وعن سبب اهتمام السعودية بالمهرة وتواجدها بها، قال كلشات: “محافظة المهرة منطقة استراتيجية مهمة تربط بين اليمن ودول الخليج ودول شرق آسيا وهي بوابة اليمن الشرقية، وكل الأنظار تتجه إليها والأطماع مركزة حولها”.

وأضاف أنه عندما شعرنا بهذه الأطماع “وسيطرة القوات السعودية على مطار الغيضة الدولي بالمهرة وبناء الثكنات العسكرية والتجنيد العشوائي للمليشيات والسيطرة على القبائل، حينها شعرنا بالخطورة وأسسنا لجنة الاعتصام في مايو 2018”.

وتابع: آنذاك، أعلنّا ستة أهداف تتمثل في المطالبة برحيل القوات السعودية من مطار الغيضة، عدم تشكيل مليشيات، عدم التدخل في شؤون السلطة المحلية، عدم تقويض مؤسسات الدولة، الحفاظ على المؤسسات الأمنية والعسكرية، وتأهيل تلك المؤسسات.

وأكمل: “السعودية يبدو أنها تريد مد أنبوب للنفط إلى البحر العربي يحررها من مخنقة مضيق هرمز ومخنقة باب المندب، ولم يستطيعوا لأننا وقفنا في وجوههم، لكن الهدف الباطن والخفي لا نعرفه لأنه يظهر شيئا فشيئا مع الأيام”.

وواصل حديثه قائلا: “نحن نعتبر التواجد العسكري السعودي في المهرة احتلالا، وليس كما يقولون نصرة للشرعية ولكن تواجدهم يقضي على ما تبقى من الشرعية اليمنية”.

وأشار إلى أن “السعودية لديها أيدٍ يمنية، تستخدم السلطة الشرعية والمجلس الانتقالي، سعيا للفتنة وخلق حرب أهلية بالمحافظة، لكن نحن والقبائل في المهرة نحاول نبتعد عن الاحتكاك والتصادم، لأن مهما يكون الاحتلال والتواجد السعودي في الأخير سيرحل، لا نريد أن نرث أشياء تهز مجتمعنا وتعمق الشرخ في المجتمع لا نريد أن نورث الاقتتال والحقد والفتنة من بعدهم”.

وتابع: “أنشأت السعودية في المهرة معسكرات وقتلت مواطنين معارضين لتواجدها في منطقة الأنفاق بالمهرة، وكل يوم توسع معسكراتها، مطار الغيضة بالمحافظة أصبح ثكنة عسكرية ويشنون هجوما أكثر من مرة على المنفذين الحدوديين مع سلطنة عمان “شحن” و”صرفيت” رغم أنه لا توجد أي خطورة تجاه سلطنة عمان”.

ووفق “كلشات”: هناك “تواجد سعودي في المنفذين محمي بمليشيات شكلتها الرياض لتمرير مخططاتها وبعض القوات اليمنية التي تم استغلال وضعها السيئ في ظل غياب الشرعية بهدف شرعنة تواجدها في المنافذ”.

وبخصوص ما يردده الإعلام السعودي عن تدشين المملكة مشروعات تنموية في المهرة، قال كلشات: “لم نر مشاريع للمملكة في المهرة، هل المشاريع هي معسكرات وهل نحن بحاجة إلى معسكرات؟ لا توجد طرق ولا حتى إعادة إعمار بعد الأعاصير التي ضربت المهرة والمبالغ المخصصة تم استنفاذها ولم يحصل شيء، والمشاهد يرى الشوارع مدمرة”.

وفي معرض رده على سؤال حول التواجد الإماراتي في المحافظة، أجاب “كلشات”، بأنها كانت تتواجد بها منذ عام 2015 وحتى وصول القوات السعودية نهاية 2017.

وأوضح: “دخلت أبوظبي تحت مسمى الهلال الأحمر الإماراتي وتوزيع بعض المساعدات الغذائية، لكن الأهداف المبطنة كانت عسكرية، فلم نر من قبل منظمة إغاثية يوجد معها طائرة مقاتلة ودبابة وصاروخ لكن هذا هو الشكل الجديد للاستعمار المفضوح الذي اتخذته الإمارات”.

وأضاف: “شكلت الإمارات مليشيات خلال تواجدها بالمهرة لكنها لم تلبث طويلا وذهبت إلى حضرموت وركزت عليها فيما يبدو كتبادل أدوار لأن السعودية أنشأت مليشيات في المهرة، والإمارات ذهبت وعززت تواجدها في ساحل حضرموت وشبوة وعدن وسقطرى”.

ومنذ 6 أعوام، يشهد اليمن حربا عنيفة بين القوات الحكومية والحوثيين، أدت إلى مقتل 112 ألفا، بينهم 12 ألف مدني، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

ويزيد من تعقيدات النزاع أن له امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/ آذار 2015، ينفذ تحالف عربي بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى