فضائح السعودية

الظهور الأول منذ 6 شهور .. بن سلمان يلتقى كوشنير لبحث التطبيع

التقى ولى العهد محمد بن سلمان، جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العاصمة الرياض لبحث التطبيع السعودي – الإسرائيلي.

وهذا هو الظهور الأول لولى العهد الذى اختفى عن الأنظار منذ تفشى فيروس كورونا داخل المملكة في مارس/ آذار 2020.

وقالت الوكالة السعودية “واس” إنهما بحثا “آفاق عملية السلام في المنطقة، وضرورة استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتحقيق السلام العادل والدائم”.

وبدأ كوشنر زيارة للمنطقة الاثنين، شملت دولا خليجية عدة لبحث التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل عقب خطوة دولة الإمارات الأخيرة بتطبيع العلاقات.

وأنهى وفد إسرائيلي الذي كان من ضمنه كوشنر، الثلاثاء، زيارته إلى الإمارات لبحث التطبيع وتكريسه تضمنت إبرام العديد من التفاهمات الثنائية بين الجانبين.

وقال أوفير جندلمان، المتحدث بلسان بنيامين نتنياهو، في تغريدة على حسابه في تويتر: “نختتم زيارتنا التاريخية الأولى من نوعها إلى أبو ظبي؛ من أجل تدشين التعاون، وإطلاق العلاقات بين البلدين”.

وأضاف: “لقد وضعنا إطار العمل للمضي قدما في العلاقات، وتم التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال المصارف والأموال، والآن نتطلع للتوقيع على المزيد من المذكرات في مجالات السياحة والتجارة والطيران”.

وأعلنت أبوظبي وتل أبيب، بمباركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس 13 آب/ أغسطس 2020، في بيان رسمي، عن التوصل إلى “اتفاق السلام الإسرائيلي-الإماراتي”، وذلك تتويجا لعلاقات سرية وثيقة، امتدت على مدى الأعوام السابقة.

وتسبب الإعلان عن الاتفاق بين أبوظبي وتل أبيب في حالة غضب شعبي ورسمي وفصائلي فلسطيني، كما أدانت ورفضت القوى والفصائل والسلطة هذه الخطوة، وقامت الأخيرة بسحب السفير عصام مصالحة من الإمارات، واعتبرت القيادة الفلسطينية اتفاق الإمارات والاحتلال خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية.

ومضت حتى الآن أكثر من 6 شهور على اختفاء محمد بن سلمان ولي العهد عن الديوان الملكي في العاصمة الرياض، وتحديدا منذ بدء تفشي فيروس كورونا داخل المملكة مطلع مارس/ آذار الماضي.

ولم يظهر بن سلمان الملقب بـ”MPS” سوى مرة واحدة عبر تقنية الاتصال المرئي أثناء تهنئة القوات المسلحة بعيد الفطر السعيد.

وأدخل الفيروس التاجي المملكة بانهيار اقتصادي واجتماعي غير مسبوق، ولأول مرة في تاريخها، وسط اختفاء لدور آل سعود بإدارة أزمة بلادهم.

وسبق أن كشفت تقارير أمريكية عن إصابة عشرات الأمراء بفيروس كورونا، في وقت تتصاعد فيه انعدام الشفافية في المملكة بشأن حدة تطور تفشي الفيروس وما يشكله من مخاطر.

والمملكة التي نالت الجائحة العالمية منها نصيبا وافرا، وأعلنت السلطات حالة الطوارئ والإغلاق في المرافق الحكومية والدينية والعامة والمحافظات، وألحقت أضرار وخسائر مادية غير مسبوقة، دفعت الحاكم الفعلي في المملكة للاختفاء عن الأنظار.

وهروبا من الفيروس، وجحيم الكارثة الاقتصادية، توارى “MPS”، عن الأنظار ووسائل الإعلام، ولم يظهر للعلن ولم يتحدث بكلمة عن أزمات المملكة وإجراءاتها المؤلمة.

وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية النقاب عن عزل “بن سلمان” نفسه منذ شهرين في إحدى القصور المطلة على البحر الأحمر خشية الإصابة بفيروس كورونا.

وتشهد المملكة فراغا قياديا غير مسبوقا، في ظل أسوأ أزمة اقتصادية تواجهها منذ عقود، فيما تسود حالة من الاستياء الشعبي إزاء مضاعفة الضرائب الحكومية ورفع العلاوات المالية.

وقالت صحيفة “ناشيونال بوست” الكندية: إن إخفاقات بن سلمان المتكررة جعلته أسوأ زعيم في العالم.

ورأت أن الأزمات التي يمر بها العالم اليوم، هي أحسن طريقة لتقييم القيادة، ففيها يبرز البعض ويختفي آخرون، فيما يظهر بعضهم كارثة كاملة.

وقالت إنه يجب منح محمد بن سلمان نظرة جدية. فمنذ خمسة أعوام وعندما بدأ والده سلمان بمنحه المنصب بعد الآخر، راكم الأمير سجلا من الفشل والجرائم الصريحة، وكان توقيته لكل واحدة منها سيئا مثل حكمه عليها.

وتولى الابن في 18 مايو/ أيار 2017م، ولاية العهد، والآن أتم ثلاثة أعوام في ولاية العهد.

وخلصت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إلى أن أحلام المملكة الكبيرة وعيشها الرغيد، يصطدم بجدار وباء الفيروس التاجي وتراجع أسعار النفط ما سحب السجادة من تحت خطط التطوير التي وضعها ولي العهد محمد بن سلمان وكبح جماح الحكومة.

ويتوقع مراقبون أن يؤدي ارتفاع تكاليف المعيشة وانخفاض مستوى الدخل أن يهدد العقد الاجتماعي بين السلطة والشعب، ويعرقل مسيرة التطوير التي يتبناها ولي العهد ويضع المملكة في مفترق طرق صعب بعد ثلاثية أولى من السنة وصل فيها عجز الميزانية إلى تسعة مليارات دولار.

لكن منذ صعوده كوزيرا للدفاع، وانتهاء بتركيز المناصب الكبرى في المملكة تحت سلطته وإعلانه وليا للعهد بدأ الحاكم الجديد باعتقال الأمراء ورجال الأعمال بمن فيهم أقاربه واحتجزهم في فندق “ريتز كارلتون” بالرياض، 2017م، تحت ذريعة مكافحة الفساد.

وأعلن “بن سلمان” لاحقا رؤيته للملكة (2030)، والتي تواجه صعوبات وتحديات جسيمة، فمدينة “نيوم” وحدها تحتاج 500 مليار دولار، ومن المقرّر أن تقام في شمال غرب البلاد لتطلّ على البحر الأحمر، وستضم سيارات تاكسي طائرة ورجالاً آليين، بحسب السلطات السعودية.

كما احتجت قبيلة الحويطات السعودية على مشروع مدينة “نيوم” الضخم الذي سيقام على أراضيهم، وأعلنوا رفضهم للعروض المالية التي تقدمها السلطات إليهم، مؤكدين تمسكهم بأرض أجدادهم.

ويتوقع خبراء ألمانيون، انهيار، “رؤية 2030″، ومن هذه الأسباب: فيروس “كورونا” والانهيار التاريخي لأسعار النفط والحرب في اليمن والاحتقان داخل الأسرة الحاكمة، والصراع مع إيران، وقالوا إنها “تهدد بتبخر هذه الأحلام في سراب الصحراء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى