فضائح السعودية

صحة الملك سلمان ورحيل ترامب .. صراع بن سلمان مع كرسي الحكم

ثلاثة شهور متبقية على إجراء الانتخابات الأمريكية التي تشير استطلاعات الرأي إلى رحيل الرئيس دونالد ترامب عن البيت الأبيض، بينما يرقد الملك سلمان بن عبد العزيز على سرير المرض ما يبرز صراع ولي العهد محمد للوصول إلى كرسي العرش.

ولطالما دعم ترامب ولى العهد محمد بن سلمان، وصمت عن جرائمه في اليمن وقتله للصحفي جمال خاشقجي، ولا يوجد سواه ليدعم الأمير الطائش للاستحواذ على كرسي العرش وسط معارضة سعودية ودولية واسعة.

وتحت عنوان “بن سلمان يطلق رصاصة الرحمة على المعارضين” كتب إيغور سوبوتين، في صحيفة “نيزافيسمايا غازيتا” الروسية، حول أسباب الحملة ضد ولي العهد السابق محمد بن نايف ومساعده سعد الجبري، واستعجال محمد بن سلمان لنقل السلطة والجلول على كرسي العرش.

وجاء في المقال: بدأت، في “تويتر” السعودي، حملة واسعة النطاق لتشويه سمعة ولي العهد السابق محمد بن نايف ومساعده سعد الجبري الذي يعيش في الخارج.

وفي وقت سابق، أوضحت مصادر لـ “رويترز” أن ولي العهد يريد الحصول من بن نايف ومساعده السابق على بعض الوثائق السرية.

وفي رأي، سبق أن عبّر عنه العامل في معهد بروكنغز، بروس ريدل، لصحيفة نيويورك تايمز، فإن العمل في وزارة الداخلية منح بن نايف والجبري إمكانية الحصول على معلومات حول جميع مخططات الفساد التي أمكن أن يشارك فيها أفراد العائلة المالكة، وجميع تفاصيل حياتهم الشخصية.

وحقيقة أن المساعد السابق لوزير الداخلية السعودية يعيش طليقا في كندا، لا يمكن إلا أن تقلق ولي العهد. ولذلك، فضغط مؤسسات القوة مفهوم.

جدير بالذكر أن الحملة الإعلامية ضد بن نايف والجابري تجري في الوقت الذي يرقد فيه الملك السعودي في المستشفى ويستميت بن سلمان كي يره نفسه جالسا على كرسي العرش.

ويعيد الوضع نفسه إلى الأذهان، تقارير البوابة القطرية “عين الشرق الأوسط”، التي أفادت سابقا، نقلاً عن مصادرها، بأن ولي العهد يستعد لنقل السلطة هذا العام. فوفقا لهذه البيانات، من المفترض أن يتم النقل الطوعي للسلطة من العاهل المسن إلى ابنه هذا الخريف، قبل قمة مجموعة العشرين.

وعزت مصادر “عين الشرق الأوسط” هذا الاستعجال إلى تدهور صحة الملك واقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية. فالرياض، تخشى من أن يحل مكان دونالد ترامب، الميّال لولى العهد، سياسي آخر لا يميل إلى تقديم تنازلات لشركائه في الشرق الأوسط. وهذا يضيّق إلى حد كبير مساحة الملاحقات السياسية وعمليات التطهير داخل المملكة نفسها.

وفي السياق ذاته، قال موقع “آسيا تايمز”، إنه من المرجح أن يسيطر بن سلمان على المملكة قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر بعد دخول والده المريض الملك سلمان البالغ من العمر 84 عاماً إلى المستشفى الاثنين الماضي.

وقال نبيل نويرة، الباحث المستقل في الشؤون الخليجية، إنه من المتوقع أن يعتلي بن سلمان العرش بحلول نهاية العام، مؤكداً أن بعض المصادر تعتقد أن هذا التحول يمكن أن يحدث في غضون الشهر المقبل.

وحسب الموقع، فإنه لا يُعتقد أن الملك سلمان، الذي أعلن الديوان الملكي أنه أُدخل المستشفى بسبب التهاب المرارة، مضيفاً: “كان الملك سلمان على فراش الموت، ولكن وسط حالة من عدم اليقين بشأن صحته والانتخابات الأمريكية قد يتولى ولي العهد البالغ من العمر 34 عاماً مقاليد الأمور بشكل أكثر لضمان انتقال للسلطة”.

وأشار الباحث إلى أن بن سلمان قد تمكن من إبعاد أشد منافسيه، إلى درجة تجعل أي محاولة للوصول إلى العرش “مهمة انتحارية”.

وقد تم سجن الأمير أحمد بن عبد العزيز، الشقيق الأصغر للملك سلمان، الذي عاد من لندن في أكتوبر 2018، كما تم اعتقال الأمير محمد بن نايف، ولي العهد السابق، والمقرب منذ فترة طويلة من أجهزة الاستخبارات الأمريكية.

ولاحظ الموقع أن المملكة منذ وفاة مؤسسها، حُكمت بطريقة انتقال السلطة من أخ إلى أخ وختمها بإجماع عائلي، ولكن محمد بن سلمان هو أول ملك في تاريخ المملكة يفتقر إلى هذه الشرعية.

وأشار إلى أن بن سلمان معروف بجنون العظمة وأنه يدرك تماماً بأنه ليس من النسيج التقليدي للحكم.

ووصف الموقع بن سلمان بأنه رجل يشعر بالخوف بشأن المستقبل، ولكنه لا يتقدم في أي مجال إلا عندما يتعلق الأمر بالخلافة، مشيراً إلى أن بن سلمان يحاول ترسيخ سلطته خشية طرد دونالد ترامب من البيت الأبيض وصهره جاريد كوشنر بعد الانتخابات الرئاسية، حيث انتقد جو بايدن، المنافس الديمقراطي لترامب، السعودية مراراً وخاصة فيما يتعلق بسجلها في حقوق الإنسان وحرب اليمن وجريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي.

وقال باحث غربي يزور المملكة كثيراً إن بقاء الملك سلمان حتى يوم الانتخابات الأمريكية هو احتمال ضعيف للغاية، مشيراُ إلى أن مشاكله الصحية قد تتسارع.

والسؤال الحقيقي، كما يضيف الموقع، هو من سيكون ولي عهد محمد بن سلمان، ووفقا للباحث نويرة، فإنه من المعتقد أن يختار بن سلمان شقيقه، الأمير خالد، الذي شغل منصب السفير السعودي في واشنطن قبل أن يتم استدعاؤه وسط موجة الاحتجاج على مقتل الخاشقجي.

وكان الديوان الملكي السعودي، أعلن فجر الاثنين نقل الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض لإجراء بعض الفحوصات جراء وجود التهاب في المرارة.

وكان حساب “العهد الجديد” الشهير على تويتر، قد علق على خبر نقل الملك سلمان إلى المستشفى، مشيراً إلى أن عملية نقله تمت بأجواء مرتبكة، مضيفاً: “يبدو أن هناك شيء مخفي وأن الأمر أكبر من فحوصات تتعلق بالتهاب المرارة”.

وبعد الإعلان الرسمي عن نقل الملك إلى مستشفى، تصدرت هاشتاغات عن الملك سلمان قائمة التغريدات الأكثر تداولاً في المملكة، مثل هاشتاغ “خادم الحرمين الشريفين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى