فضائح السعودية

احتفاء إسرائيلي بهجوم كاتب مقرب من آل سعود على الفلسطينيين

شن كاتب مقرب من نظام آل سعود رواف السعين، هجوما جديدا على الشعب الفلسطيني، واصفا إسرائيل بالصديق الوفي للمملكة في تصعيد للتورط بعار التطبيع والانقلاب على مواقفها التاريخية وهو ما قوبل باحتفاء إسرائيلي.

وزعم السعين، في مقطع فيديو بثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن الفلسطينيين باعوا أراضيهم لليهود في نكبة 1948.

وقال إن “الفلسطينيين رعاع وحثالة وهمج وغجر وليس لكم من العروبة شيء، وهم مهاجرين من أرمينا والقواز واليونان والمغول وتركيا واستوطنوا من الساحل السوري إلى غزة”.

وأضاف: “عرب فلسطين هما عرب 48، إسرائيل تعترف بهم وهم كذلك ولهم الجنسية الإسرائيلية ويعملون مع إسرائيل، وإسرائيل شعب أقام دولته على أرضه أما من باع أرضه لا يحق له أن يأخذها طالما باع وقبض”.

وتابع السعين: “ما فيه قضية فلسطينية ولا في أرض فلسطينية ولا فيه شعب فلسطيني اما من هم في الشتات فهم لا يعرفون آبائهم، ترى أبوك ما هو المكتوبلك بالجواز دور على أبوك، وكلكم يا الفلسطينيين لو لكم أصل ما تسبون المملكة العربية السعودية هالأسرة الكريمة وهي للي تسوليكم صناديق تبرعات وتعطيكم وتعمر لكم غزة”.

وعقب نشر الكاتب السعودي، مقطع الفيديو، احتفى مستشار رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون، جاي معيان، بحديث السعين، قائلا: “الشاعر السعودي يجلد الفلسطينيين ويقول إسرائيل شعب أقام دولة على أرضه والقضية الفلسطينية مزعومة ولا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني!”.
وأضاف معيان، والذي يعتبره الكاتب السعودي صديقاً له: “صح كلامك يأبو اليمامة واليوم اتضحت كل الأمور فمواقع التواصل الاجتماعي لم تخفي شيئا”.

وعلق الكاتب الإسرائيلي رجل المخابرات السابق، إيدي كوهين، على تصريحات الكاتب السعودي بالقول: “أستاذ رواف أنا مسرور لأنه الآن أنتم تعلمون كم قضينا مع هدول الفلسطينيين عندما أنتم دفقتم أموالكم بالملايين لهم”.

وعبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم لمزاعم الكاتب السعودي، مؤكدين أن الاحتفاء الإسرائيلي بها كونها تتساوق مع أكاذيبهم ونسق التطبيع.

وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها كتاب سعوديين الفلسطينيين، وتخطى ذلك الآراء الشخصية ووصلت حد إنتاج مسلسلات خليجية تنادي بالتطبيع مع (إسرائيل) وتجاهل القضية الفلسطينية.

وبثت قناة “إم. بي. سي” السعودية، خلال شهر رمضان، مسلسل “مخرج 7” و”أم هارون”، وكلاهما يسيئان للقضية والشعب الفلسطيني، ويتضمنان دعوات إلى التطبيع مع إسرائيل.

وفي سياق متصل، نشرت صفحة “إسرائيل بالعربية” التابعة للخارجية الإسرائيلية عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” مقطع فيديو أثار جدلاً واسعاً، يوثق حديث أحد الضباط في جيش الاحتلال وهو يحمل علم المملكة وبجواره مجند آخر يحمل علم إسرائيل وبندقية آلية.

ويظهر المقطع المتداول حديث الجندي الإسرائيلي باللغة العبرية، داعيا السعوديين لزيارة إسرائيل، ويقول كما قال الحساب: “أنا في انتظار فتح السماء حتى أتمكن من السفر إلى السعودية”.

وعلق حساب “إسرائيل بالعربية” على المقطع بتغريدته وقال: “إسرائيلي يرفع العلم السعودي يدعو السعوديين لزيارة إسرائيل ويقول: أنا في انتظار فتح السماء حتى أتمكن من السفر إلى السعودية”.

وأثار مقطع الفيديو ردود أفعال عديدة من قبل المغردين عبر “تويتر” والذين هاجموا الصفحة التي تروج للتطبيع وكي وعي المتابعين العرب.

ومنذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في المملكة، أصبح التطبيع مع إسرائيل يستند إلى خطط سياسية وإعلامية مدروسة، وقطعت الرياض شوطاً كبيراً في تهيئة الأجواء العربية للتعايش مع مرحلة جديدة عنوانها الأبرز سيكون “التطبيع الكامل مع إسرائيل”.

وساهمت خيبة آمال ولي العهد وفشله بمواجهة إيران في تقارب بلاده بشكل أكبر مع إسرائيل، وهو ما أظهرته الدلائل الواضحة خلال العامين الماضيين، التي تشير إلى التقارب السعودي الإسرائيلي، وأصبحت جلية للعلن.

ولعل بداية مؤشرات التطبيع انطلقت في يونيو 2017، عندما أُطلق وسم “سعوديون مع التطبيع”، بعد أيام من زيارة قام بها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للرياض في 21 مايو من نفس العام.

وقبل وصول ترامب إلى الرياض جرى الحديث عن بعد في الزيارة يتعلق بمفاوضات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لا سيما أن محطته الثانية كانت فلسطين المحتلة، من أجل لقاء رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وذهبت بعض الأصوات السعودية للمناداة بضرورة أن تبادر البلدان العربية بخطوات تطبيعية تجاه إسرائيل من أجل كسب ود الإدارة الأمريكية.

ونشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، قبل الزيارة بعدة أيام، تقريراً أشار إلى أن السعودية أوصلت لإدارة ترامب استعدادها لإقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع إسرائيل من دون شروط، وأنها بذلك تسحب من التداول المبادرة التي تقدمت بها للقمّة العربية عام 2002، التي تقوم على إقامة دولة فلسطينية على أراضي 1967، وعودة اللاجئين، والانسحاب من الجولان، مقابل الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها.

ولعل آخر مؤشرات التطبيع تمت إعلاميا في 26 يناير 2020، مع إعلان إسرائيل السماح لمواطنيها بزيارة السعودية، لأول مرة في التاريخ.

ولم تنفِ السعودية أو تصدر تصريحات على تلك التقارير، وعلى الرغم من أنه رسمياً لا توجد علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل فإن السنوات الأخيرة شهدت تقارباً كبيراً بينهما، وزادت العلاقات بشكل أكبر.

وفي 25 يناير 2020، عرضت القناة الـ”12 الإسرائيلية” تقريراً من إعداد المراسل هنريكه تسيمرمن حول “التحديث والانفتاح” الذي يجري في السعودية برعاية ولي العهد محمد بن سلمان.

وذكرت القناة أن تسيمرمن هو من “الإسرائيليين المعدودين الذين استطاعوا زيارة السعودية”، وذلك للاطلاع على “المملكة المغلقة التي ربما نستطيع زيارتها لاحقاً”، وفق تعبيرهم.

وأشارت القناة إلى أن المراسل تمكن من مقابلة الجنرال السعودي محمد الشريف، الذي أكد أن “السائحين مدعوون لزيارة السعودية، فنحن نريدهم أن يأتوا ليروا دولتنا ويتعرفوا عليها قدر الإمكان”.

وفي 5 ديسمبر الماضي 2019، نشرت صفحة إسرائيل بالعربية التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، على “تويتر”، صوراً تظهر زيارة يهودي إلى المملكة العربية السعودية، مؤكدة أن ذلك يأتي “نتيجة كسر حواجز الشك المبنية على مدى عقود”.

وتناقلت وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها هيئة الإذاعة الرسمية، مقاطع الفيديو، لافتة إلى أن الزيارة قام بها يهوديان لم تسمهما، في حين تظهر الصور التي نشرتها إسرائيل بالعربية قيامهما بجولة التقطا فيها صورة قرب برج المملكة، أحد أهم معالم العاصمة السعودية الرياض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى