فضائح السعودية

اليمن وخاشقجي ومعتقلي الرأي.. انتهاكات آل سعود أمام قمة الـ20

على عكس التوقعات المبشرة لنظام آل سعود حول استضافته قمة الـ20 وأنها ستكون محطة فارقة في المكانة الدولية للملكة النفطية، لكن جرائم النظام وولي العهد محمد بن سلمان، حول هذه المحطة إلى “نقمة حقوقية“.

وبينما ينشغل نظام آل سعود بالترتيبات التقنية لاستضافة قمة الـ20 التي تحولت إلى افتراضية بفعل فيروس كورونا، ينهمك برلمانيون دوليون ومنظمات حقوقية بضغوطاتهم للحيلولة دون استعراض النظام إنجازاته المزعومة.

ويسعى برلمانيون في الكونغرس الأمريكي والاتحاد الأوروبي إلى استعراض جرائم آل سعود في اليمن والحريات داخل المملكة ومعتقلي الرأي وجريمة قتل وتقطيع الصحفي جمال خاشقجي إلى أحداث بارزة في القمة.

وقاطعت منظمات غير حكومية لقاءات عقدت في الرياض تحضيرا لقمة العشرين؛ لأن المشاركة تمنح شرعية لبلد “يحاول تبييض سجله في مجال حقوق الإنسان”، بينما قاطع رؤساء بلديات لندن وباريس ونيويورك ولوس أنجليس لقاءً عقد في المملكة على هامش القمة بعد ضغوط من جماعات حقوق الإنسان.

وقرر البرلمان الأوروبي تخفيض مشاركته في قمة الـ20 في حين دعا الاتحاد الأوروبي لعمل المثل.

وتمكن آخرون من مهاجمة جرائم ولي العهد خلال القمم التحضيرية.

وفرضت سلطات آل سعود رقابة على الاقتصادي الفائز بجائزة نوبل “جوزيف ستيغلتز” خلال اجتماع مرتبط بقمة العشرين؛ إثر انتقاده ولي العهد.

وأفاد موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، بأن ستيغلتز، انتقد الأميرَ محمد بن سلمان؛ لسماحه لقتلة خاشقجي بالهروب من أي إدانات جنائية واستمرار سجن نشطاء حقوق المرأة.

وقال الفائز بجائزة نوبل أمام قمة (T20..Think 20)، التي استضافتها المملكة، هذا الشهر، إنه “لا يمكننا التوقف سوى لحظة، في التفكير بمقتل صحفي عظيم مثل خاشقجي بلا رحمة، مع أولئك الذين يقفون وراء ارتكاب هذه الجريمة البشعة دون عقاب”.

وتقول منظمة العفو الدولية: في الوقت الذي قررت فيه سلطات آل سعود إلغاء أحكام الإعدام ضد القاصرين، إلا أننا وثقنا 184 حالة إعدام في السعودية، خلال 2019، وهو أعلى رقم للبلد في عام.

ونقلت الصحيفة عن مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة “لين معلوف”، قولها إن “قمة العشرين هي مناسبة مهمة للسلطات السعودية لتقديم أجندة الإصلاح للعالم وإظهار أن البلد منفتح على التجارة، مع أن الإصلاحيين السعوديين الحقيقيين هم وراء القضبان”.

وقالت مديرة المنظمة في بريطانيا “كيت ألين”: “يجب ألا يصدق أحد الضجيج حول السعودية- وعلى كل واحد معرفة أنهم يقمعون وبشدة حقوق الإنسان في ظل حكم ولي العهد الديكتاتوري”.

وفي نوفمبر الجاري، قدمت البارونة “هيلينا كيندي”، عضو مجلس اللوردات، تقريرا للبرلمان حثت فيه القادة على مقاطعة قمة العشرين “بسبب الاعتقال غير القانوني المستمر والتعذيب للناشطات في مجال حقوق الإنسان”.

ورأى نائب مدير “هيومن رايتس ووتش”، مايكل بيج، أن “الإصلاحات في النظام الجنائي مهمة ولكن السعودية بحاجة إلى العمل الأصعب، وهو إصلاح وتطوير مهنية كل نظام العدالة حتى يصبح لدى المواطنين السعوديين والمقيمين الثقة بأنهم سيحصلون على محاكمة عادلة”.

ويتطرق نشطاء إلى التناقض في حكم بن سلمان فقد أعلن عن رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة، بينما يعتقل عشرات النساء في سجون المملكة، وسط اتهامات بتعذيبهن والتحرش الجنسي بأجسادهن.

ومن وجهة نظر صحيفة “الجارديان” البريطانية، فإن قمة العشرين تحولت من نعمة كانت تأملها المملكة إلى نقمة عليها.

ففي الوقت الذي كان ولي العهد محمد بن سلمان ورفاقه يأملون أن تتجه أنظار قادة العالم إلى ما يزعم أنها “إصلاحات” في المملكة، فإن تلك الأنظار توجهت بالفعل ولكن إلى شيء آخر وهو الانتهاكات الحقوقية في الداخل والخارج.

وأضافت الصحيفة أن انتهاكات حقوق الإنسان وجريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018، والحرب المدمرة في اليمن، حولت السعودية إلى دولة منبوذة.

وأوضحت الصحيفة أنه “قبل عشرة أشهر توقعت العائلة السعودية الحاكمة أن تجمع قادة العالم في قمة العشرين سيكون مناسبة لتقديم صورة عن التقدم الذي حصل في المملكة، وستكون مناسبة لإعادة تأهيل ولي العهد محمد بن سلمان بعد جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي على يد فرقة قتل”.

وتابعت: “يبدو أن هذه الآمال لن تتحقق. فوباء فيروس كورونا حول القمة إلى اجتماع افتراضي عبر الإنترنت، وستكون قاعة المؤتمرات في الرياض فارغة، ولن يصل أحد للعاصمة التي تم تنظيفها تدفقا للزوار. ولن تكون هناك صور جماعية أو زعماء يصافحون بعضهم البعض على السجاد الأحمر وستحل محلها شاشات فيديو مقسمة”.

وأكملت: “اللحم والشراب والنقاش المتعدد حول دراما البيان الختامي بين القادة في أجنحتهم بالفنادق سيحل محله نقاش افتراضي لا روح فيه، حتى الخسارة التي تعرض لها دونالد ترامب لن يعطي القمة زخما أيضا”.

وعلى النقيض تماما، فإن “القمة تأتي في مرحلة حرجة على السعودية، فقد اختار ترامب الرياض لكي تكون أول عاصمة يزورها بعد تنصيبه عام 2017 وبالمقارنة وعد الرئيس المنتخب جوزيف بايدن بأن يجعل السعوديين منبوذين كما هم”.

وتعترف “هنا المعيبد” من مركز الملك فيصل للدراسات بالقول: “كان عقد المناسبة عبر الإنترنت خيبة أمل كبيرة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى