أخبار

انتقادات حقوقية لاستبعاد الأمم المتحدة نظام آل سعود من قائمة “قتل الأطفال”

في خطوة أثارت ردود فعل حقوقية غاضبة، استبعد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش تحالفاً عسكرياً تقوده المملكة من “قائمة سوداء” للمنظمة الأممية، وذلك بعد عدة سنوات من إدراجه عليها للمرة الأولى بسبب قتل وإصابة الأطفال في اليمن.

وكتب غوتيرش في تقريره السنوي لمجلس الأمن أن “التحالف سيُحذف من القائمة الخاصة بقتل وتشويه الأطفال في أعقاب تراجع كبير في القتل والتشويه بسبب الضربات الجوية” وتطبيق إجراءات استهدفت حماية الأطفال.

ويتم إعداد التقرير السنوي للأطفال والنزاعات المسلحة بناء على طلب مجلس الأمن الدولي. وكان التحالف العسكري بقيادة المملكة مدرج على “القائمة السوداء” رسميا على مدى السنوات الثلاث الماضية.

وخلص التقرير الأممي إلى أن التحالف قتل وجرح 222 طفلا في 2019.

وأُضيف التحالف لفترة وجيزة إلى “القائمة السوداء” في عام 2016 ثم استبعده الأمين العام. وفي ذلك الوقت، اتهم بأن المملكة تمارس ضغوط “غير مقبولة” ولا داعي لها بعد أن قالت مصادر لوكالة رويترز “إن الرياض هددت بقطع بعض من تمويل الأمم المتحدة”.

وفي محاولة لتخفيف الجدل حول هذا التقرير، جرى تقسيم “القائمة السوداء” التي أصدرها غوتيريش في عام 2017 إلى قسمين، أحدهما يدرج الأطراف التي وضعت تدابير تهدف إلى حماية الأطفال والآخر يتضمن الأطراف التي لم تفعل ذلك.

وتأتي خطوة غوتيريش الجديدة رغم اتهام جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن، طيران التحالف العربي بقيادة المملكة باستهداف مدنيين، ما أسفر عن مقتل 13 مدنيًا، بينهم أربعة أطفال وإمراة بمحافظة صعدة، المعقل الرئيسي للجماعة، شمالي اليمن.

وهاجمت منظمة العفو الدولية قرار شطب الأمين العام للأمم المتحدة بشطب اسم المملكة من تقريره السنوي عن الأطفال في النزاعات.

وقالت العفو الدولية إن قرار غوتيريش يضع الآلية برمّتها موضع تساؤلٍ جدّي.

واستدركت: “لعلّ الأمين العام للأمم المتحدة كان يأمل بأن يكون الإعلام منشغلًا فلا يلاحظ هذه الخطوة السياسية بامتياز”.

وانتقدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية، أمين عام الأمم المتحدة، لعدم إدراجه اسم المملكة والتحالف الذي تقوده في “قائمة العار” لمنتهكي حقوق الأطفال، رغم “الانتهاكات الجسيمة المستمرة ضد الأطفال في اليمن”.

واتهمت المنظمة (مقرها في نيويورك)، عبر بيان، غوتيريش بـ”تجاهل انتهاكات دول قوية، بما فيها روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل، بحذفها من قائمة العار”.

وأضافت أن غوتيريش “أكد في تقريره مسؤولية التحالف بقيادة السعودية عن مقتل 222 طفلا في اليمن(خلال 2019)، لكنه أزالهما من قائمة الأطراف المسؤولة عن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال”.

وقال جو بيك، مدير الدفاع عن حقوق الأطفال بالمنظمة، في البيان نفسه، إن “الأمين العام جلب عارا على الأمم المتحدة، بإزالة التحالف الذي تقوده السعودية من قائمة العار، حتى مع استمراره (التحالف) في قتل وإصابة الأطفال في اليمن”.

وأردف: “أزال (غوتيريش) بشكل متكرر، وبلا مبرر، البلدان القوية من قائمته، رغم أدلة الأمم المتحدة الدامغة على الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال”.

واعتبرت “هيومن رايتس ووتش” أن “نهج الأمين العام في القائمة يتعارض مع دعوته للعمل من أجل حقوق الإنسان (…) ويثير تساؤلات حول التزامه بمحاسبة الدول علنا عن الانتهاكات المتكررة”.

وحذّرت منظمات دولية وإنسانية من فقدان أرواحٍ لا حصر لها بسبب قرب انهيار النظام الصحي في اليمن، ما يؤشّر إلى بدء ظهور نتائج الشرط الذي وضعته المملكة والولايات المتحدة باستثناء شمال اليمن من التقديمات في مؤتمر الدول المانحة.

وهاجم مغردون أيضا قرار الأمم المتحدة، وكتب حساب “الجرف”: ” الفلوس تلعب بالنفوس .. لا حقوق إنسان ولا كلام فاضي”.

وغرد AdilIbrahim قائلا: “ليس تحسناً من السعودية تجاه الأطفال في النزاعات، بقدر ما هو توفرها على بديل من خلال المرتزقة والمأجورين في حروباتها الإقليمية المدارة بالوكالة”.

وأشار Sulaiman. Al-Johani إلى أن هناك تقرير أممي يوثق قتل الاحتلال الإسرائيلي قتل 2000 طفل فلسطيني عام 2018 “أين أنتم عنهم لم نرى لكم صوت. إنكم تعملون حسب اهوائكم ومصالحكم ومصداقيتكم أصبحت لا أحد يأخذ بها”.

وتفتك الحرب والأمراض والأوبئة، باليمن التي يبحث سكانها عن الطعام والدواء بعد أن شن التحالف العربي بقيادة المملكة حربا شرسة على الدولة المجاورة؛ بذريعة الدفاع عن الشرعية.

ولم يفلح التحالف (السعودية والإمارات) ودول أخرى بتحقيق أيٍّ من أهدافه المعلنة في مارس/ آذار 2015ن أبرزها: إعادة الحكومة الشرعية بعد الانقلاب الذي نفّذه الحوثيون في أيلول/سبتمبر 2014، بل إن التحالف لم يحافظ على تماسكه.

وبينما أحكمت الإمارات سيطرتها على موانئ اليمن، عبر دعم ميليشياتها المسلحة “المجلس الانتقالي الجنوبي”، بهدف إضعاف اقتصاد البلد المنكوب مقابل تعزيز موانئ دبي وانعاشها اقتصاديا.

وعلى ذات الدرب، يعتزم آل سعود السيطرة على نفط الجمهورية اليمنية، التي صنفتها الأمم المتحدة دولة منكوبة.

واليمن مقسم قسمين بين مناطق تابعة للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا في الجنوب ومناطق تحت سيطرة جماعة الحوثي في الشمال.

وقالت منظمة العفو الدولية، في تقريرها، مؤخرا، إن الحرب في اليمن لا تظهر لها أي مؤشرات حقيقية على الانحسار مع دخوله عامها السادس، ولا يزال المدنيون من جميع أنحاء البلاد والأجيال يتحملون وطأة الأعمال القتالية العسكرية والممارسات غير القانونية للجماعات المسلحة الحكومية وغير الحكومية على حد سواء.

وتُرتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك ما قد يصل إلى جرائم حرب، في جميع أنحاء البلاد. وبنهاية 2019، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 233 ألف يمني لقوا مصرعهم نتيجة القتال والأزمة الإنسانية.

واشتدت أزمة إنسانية من صنع الإنسان مع ما يقرب من 16 مليون شخص يستيقظون جوعى كل يوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى