فضائح السعودية

صفقة سلاح تثير غضب أمراء سعوديين من عدنان خاشقجي

كشفت إحدى رسائل البريد الإلكتروني التي نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية على موقعها للوزيرة السابقة “هيلاري كلينتون” أن عددا من الأمراء السعوديين كانوا غاضبين من احتمال ضلوع رجل الأعمال السعودي عدنان خاشقجي بصفقة أسلحة أمريكية إيرانية.

وقال السفير الأمريكي بفترة تولي “كلينتون” للخارجية، في رسالة وجهها للوزيرة السابقة، إن أمراء رفيعي المستوى من العائلة المالكة في السعودية غاضبون من الأنباء التي تتحدث عن ضلوع “خاشقجي” بصفقة أسلحة لإيران و”يبدو أنهم على غير علم بمشاركة سعودية بالعملية”، وفقا لما أوردته شبكة “CNN” الأمريكية.

وأضاف أن الأميرين سعود الفيصل (وزير الخارجية آنذاك) وسلطان بن عبد العزيز (ولي العهد آنذاك) عبرا عن غضبهما بوضوح، وأنه يعتقد أن الملك (السعودي الراحل) “فهد بن عبدالعزيز” بنفس الدرجة من الغضب، لكنه لم يعبر عن ذلك علنا.

وأشار السفير الأمريكي إلى أن “عمرو”، الأخ غير الشقيق لـ”عدنان خاشقجي”، ليس في موقع يسمح له بمعرفة ما إذا كان أخاه متورطا في هذه العملية، لكن يتوقع أن يكون أحد العاملين في شركته ساهم بتنظيم عملية البيع.

وأكد السفير أن الشخص المذكور (الذي يعمل في الشركة) ساهم بعملية بيع أسلحة بشكل غير شرعي إلى ليبيا، ولفت إلى أن الحكومة السعودية أصدرت بيانا تؤكد فيه عدم تمثيل “خاشقجي” لها.

وقال “عمرو خاشقجي”، وفقا للسفير الأمريكي، إنه لا يعتقد أن لأخيه ضلعا في هذه الصفقة، مؤكدا أنه “رغم أن (عدنان) قام بالكثير من الأمور إلا أنه لن يصل إلى هذا الحد”.

واستعرض السفير الأمريكي فحوى بيان نشرته الحكومة السعودية، ونفت فيه أن يكون “خاشقجي” قد تصرف بالنيابة عنها في هذه الصفقة.

كان وزير الخارجية الأمريكي الحالي “مايك بومبيو” تعهد، بضغط من الرئيس “دونالد ترامب”، بنشر رسائل بريد “هيلاري كلينتون” المثيرة للجدل، وهو ما يطالب به نشطاء الجمهوريين، الذين ينتقدون استخدامها خادما خاصا عندما كانت وزيرة للخارجية.

ويعتبر النشطاء الجمهوريون تفاصيل الرسائل إحدى الأوراق الانتخابية الرابحة في المنافسة التي يخوضها “ترامب” في مواجهة المرشح الديمقراطي “جو بايدن” في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ووفقا لرسائل وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون التي رُفعت عنها السرية، تفاصيل محاولة نظام آل سعود استبدال الولايات المتحدة الأمريكية بتركيا كضامن لأمن المملكة.

وأوضحت رسالة بتاريخ 13 فبراير 2016، بين مسؤولين كبار في المخابرات الأمريكية والتركية، أن هاكان فيدان الذي يرأس المخابرات التركية حالياً، كان يتحدث حول “مخطط لاغتيال الجبير”، الذي يشغل حالياً منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية.

وقال هاكان، بحسب ما نشرته “سي إن إن”، إنه في أوائل عام 2011 كان الملك عبد الله بن عبد العزيز، ومستشاروه المقربون قد رفعوا احتمالية استبدال الولايات المتحدة الأمريكية بتركيا كضامن أمني، وبالتحديد فيما يتعلق بإيران.

ووفقاً للمسؤول التركي، فإن أشخاصاً نافذين في الحكومة الإيرانية يؤمنون بأن الوقت قد حان لوضع إيران كقوة مهيمنة في الشرق الأوسط، وأن قادة الحرس الثوري الإيراني وحلفاءهم السياسيين في الحكومة الإيرانية على قناعة بأن السعودية أصيبت بالضعف، بسبب التحركات المؤيدة للديمقراطية المنتشرة في الشرق الأوسط.

وبحسب الرسالة، لا يُعلم بالضبط أي مستوى في الحكومة الإيرانية وافق على ذلك (محاولة اغتيال الجبير)، ومع ذلك يؤمن هاكان (وهو شخص لا يعرف منصبه ومهمته الرسمية حينها) بأن تفاصيل العملية كانت بالتأكيد معروفة لدى قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري.

وكذلك قائد فيلق القدس آنذاك الجنرال قاسم سليماني، إلى جانب عدد من كبار موظفي وزارة الاستخبارات والأمن الوطني.

الجدير ذكره أنه في 6 يونيو/حزيران 2017 توفي الملياردير وتاجر السلاح السعودي عدنان محمد خاشقجي – من أبناء عمومة جمال خاشقجي- في العاصمة البريطانية لندن وذلك على إثر إصابته بمرض باركنسون، ولد عدنان بمدينة مكة، إذ كان الابن الأكبر للطبيب الشخصي للملك سعود، مؤسس الدولة الحاكمة في المملكة العربية السعودية.

ربما هو لا يشبه الإعلامي السعودي جمال خاشقجي بشيء، لكن بالتأكيد كلاهما رافقت حياتهما ضجة وغموض كبيران.

عدنان الذي درس في كلية فيكتوريا بمحافظة الإسكندرية في مصر، انتقل بعدها إلى الولايات المتحدة من أجل إكمال دراسته وبعد عام واحد ترك الدراسة، ليقرر الانطلاق في عالم التجارة والأعمال.

ومن أشهر صفقات خاشقجي كانت صفقة اليمامة للنفط بين الحكومة السعودية والبريطانية، وبلغت قيمتها حوالي 20 مليار دولار.

وقد عُرف عن خاشقجي ولعه بالقمار وإقامة الحفلات الصاخبة ودعوة المشاهير لتلك الحفلات التي كانت أنهار الشمبانيا تسير خلالها، وكان خاشقجي يملك أكبر يخت في العالم في وقته، وكان يحمل اسم ابنته نبيلة، وقد صُورت بعض مشاهد فيلم جيمس بوند على هذا اليخت.

وبعد أن واجه عدنان بعض المصاعب المالية منح يخته لسلطان بروناي الذي باعه لاحقاً للرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب بمبلغ 29 مليون دولار.

وكان جمال خاشقجي نشر تغريدة عن قريبه، قال فيها “عدنان بخير تجاوز 80 ويمارس حياته بشكل طبيعي، ميسور الحال، كريم وسعيد، كان مسافراً فطلب أحدهم صورة معه لا أكثر ولا أقل”.

ولم يكن عدنان فقط من اهتمت الصحافة بقصصه، بل زوجة جمال السابقة، وهي آلاء محمود نصيف.

ووفقاً لتصريحات حساب “معتقلي الرأي” المعني بحقوق المعتقلين السياسيين في السعودية، فقد منعت السلطات السعودية آلاء نصيف زوجة الكاتب جمال خاشقجي من السفر، وأنزلتها من الطائرة كما أجبرتها على الطلاق من خاشقجي، ولم يُنشر الخبر في حينه بناء على طلب خاشقجي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى