عائلات سعودية تناشد رئيس بريميرليج بوقف بيع نيوكاسل لبن سلمان
ناشدت عائلات معتقلي الرأي والناشطين المدافعين عن حقوق الإنسان المعتقلين في سجون المملكة، الرئيس التنفيذي للدوري الممتاز لكرة القدم “بريميرليج” “ريتشارد ماسترز” بضرورة عدم السماح لـ”صندوق الاستثمارات العامة” بالمضي قدما في عملية الاستحواذ على نادي نيوكاسل الإنجليزي، بينما يقبع أحبابهم في سجون المملكة.
جاء ذلك في رسالة شخصية وقعها أهالي المعتقلين في سجون المملكة، تحت إشراف منظمة “جرانت ليبرتي” الخيرية المعنية بحقوق الإنسان، حسبما نقل موقع “إندبندنت” البريطاني.
وبحسب الصحيفة البريطانية فقد توسلت عائلات المعتقلين السعوديين إلى “ماسترز” بضرورة فعل الصواب واستخدام تلك الفرصة الفريدة للمطالبة بالتغيير.
وأشارت إلى أن الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم في بريطانيا، أمضى الأشهر الأربعة الماضية، في تقييم عملية الاستحواذ المثيرة للجدل من الصندوق الحكومي السعودي على نادي نيوكاسل والتي تبلغ قيمتها 300 مليون جنيه إسترليني.
وأوضحت الرسالة الموجهة إلى رئيس بريميرليج، أنه لكون المملكة ملكية مطلقة فإن صندوق الاستثمار العام لا يمكن فصله عن تصرفات ولي العهد محمد بن سلمان وآل سعود، مشيرة إلى أن عملية الاستحواذ تعرض قضية أخلاقية واضحة في محل رفض.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن الرسالة حملت توقيع عائلة كل من الناشطة الحقوقية “لجين الهذلول” والتي تبلغ من العمر 30 عاما ولا تزال قيد الاعتقال في المملكة منذ 2018، و”عبدالرحمن السدحان” ( 36 عاما)، وهو عامل في مجال المساعدة الإنسانية وموظف في الهلال الأحمر السعودي، محتجز منذ 2018.
كما حملت أيضا توقيع عائلة كل من “عايدة الغامدي” وابنيها “سلطان” و”عادل”، وهما معتقلان منذ مارس/آذار 2018، والدكتور “سلمان العودة” (63 عاما) ومن المحتمل أن يواجه عقوبة الإعدام بعد دعوته للسلام على “تويتر” في 2017.
واستشهد أقارب المعتقلين بالمعاملة السيئة التي يلقاها ذويهم خلال احتجازهم، وأكدوا تعرضهم للتعذيب والتهديد بالاغتصاب، وشددت الرسالة على أنه أمر حيوي أن يستمع الدوري الإنجليزي لقصصهم قبل اتخاذ القرار بحسم صفقة استحواذ المملكة على نيوكاسل.
وجاء في الرسالة: “باختصار نرجو منك أن تفعل الصواب، لا يجب السماح للسعودية بشق طريقها إلى الدوري الممتاز في حين أن أحبابنا يقبعون في السجن في أسوأ الظروف”.
وأضافت: “لقد تعرضوا للضرب والتعذيب والتهديد بالقتل والاغتصاب، وتم وضعهم قيد الحجز الانفرادي، ونخشى أنهم قد يموتون على أيدي خاطفيهم مثلما مات قبلهم الكثير، بما في ذلك جمال خاشقجي”.
وذكرت: “لم يفت الأوان لفعل الصواب، كرة القدم هي اللعبة الأولى في العالم، وأنت تدير الدوري الأكثر شعبية، لديك فرصة فريدة للمطالبة بالتغيير”.
وأشارت الرسالة إلى أن شراء “بن سلمان” لنيوكاسل، “في ضوء معاملة أحبائنا وانتهاكات حقوق الإنسان الموضحة في هذه الرسالة في أماكن أخرى، هي قضية أخلاقية، قد تسبب بضرر لا يمكن إصلاحه لسمعة الدوري الممتاز وقد يخالف قواعدك الخاصة”.
وختمت الرسالة: “نتوسل إليكم أوقفوا الصفقة، وانضموا إلى دعواتنا من أجل حرية جميع ناشطي حقوق الإنسان المحتجزين في السعودية”.
وأدانت منظمة التجارة العالمية رسميا، في 16 يونيو المنصرم، نظام آل سعود، بانتهاك حقوق شبكة “بي إن سبورتس” الرياضية القطرية، مؤكدة أن الرياض ضالعة في انتهاك قوانين الملكية الفكرية بوقوفها وراء قناة “بي آوت كيو”.
وأصدرت لجنة التحكيم لهيئة تسوية النزاعات التابعة لمنظمة التجارة العالمية، تقريرها بشأن عملية القرصنة والسطو الواسعة والطويلة التي قادتها “بي آوت كيو” على برامج شبكة قنوات “بي إن سبورتس” منذ أغسطس/آب 2017، أي بعد حصار قطر بنحو شهرين.
وأوضح التقرير أن قناة “بي آوت كيو” موجودة في المملكة وأن الأخيرة غضت الطرف عن قرصنتها لبرامج “بي إن سبورتس”.
وقال إن “السعودية خالفت القانون الدولي للملكية الفكرية وفقا لأدلة مقدمة من الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)”، وكشف أن “بي آوت كيو” استفادت من دعم مؤسسات وشخصيات سعودية نافذة، منها المستشار السابق في الديوان الملكي سعود القحطاني.
وطالبت منظمة التجارة العالمية المملكة بتعديل إجراءاتها لتكون منسجمة مع التزامها بالقانون الدولي للملكية الفكرية.
وأثبت التقرير إدانة المملكة ومخالفتها صراحة لاتفاقية “ترينس” المعنية بحماية الملكية الفكرية، وهو ما ينصف العديد من الجهات الرياضية والإعلامية التي تضررت مصالحها بسبب أعمال القرصنة.
ولم تؤيد اللجنة التجارية طلب المملكة رفض النظر في الشكوى القطرية، وذلك بعد تقديم فريق الدفاع القطري كافة الأدلة التي تدين المملكة وتثبت تقصيرها في التصدي لأعمال القرصنة التي تعرضت لها شبكة “بي إن سبورتس”.
وأوضحت اللجنة أن المملكة منعت “بي إن سبورتس” من الوصول إلى الجهات القضائية المدنية المعنية بقضايا حقوق الملكية الفكرية، كما لم تتخذ التدابير والإجراءات الجنائية لمعاقبة شبكة القرصنة “بي آوت كيو”.
ورفضت اللجنة مبرر الأمن القومي الذي دفعت به المملكة، في سابقة أولى تاريخيا، حيث لم يصدر أي قرار من لجان فض النزاع بمنظمة التجارة في القضايا السابقة لصالح الدولة المدعية عند التطرق لاستثناء الأمن القومي، وكانت كل القرارات تصدر لصالح الدولة المدعى عليها ومنحها استثناء الأمن القومي.
وبدأت شبكة القرصنة “بي آوت كيو” البث بعد أسابيع من فرض حصار على قطر من طرف السعودية ودول أخرى في يونيو/حزيران 2017. ورغم أن الرياض نفت أي علاقة لها بتلك القنوات، فإن تحقيقا لبرنامج “ما خفي أعظم” كشف التفاصيل السرية للموقع الذي تبث منه القناة من داخل السعودية والشخصيات المرتبطة بالمشروع.
وكانت صحيفة “ميل أون صنداي” البريطانية أن المملكة تعمل على التوصل إلى تسوية مع قطر بشأن حقوق البث التلفزيوني، وسط مخاوف من أن تؤثر على شراء صندوق الاستثمار السعودي لفريق نيوكاسل يونايتد.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من المفاوضات، أن صندوق الاستثمار تعهد باستخدام نفوذه لدى المملكة لفتح محادثات بين الدولتين، عقب تهديد قناة “بي إن سبورتس” بعرقلة صفقة شراء الفريق بسبب قرصنة حقوقها للبث التلفزيوني من قبل شبكة “بي آوت كيو” التي ترعاها السعودية.
وتتضمن صفقة الاستحواذ التي تحاول مجموعة بقيادة صندوق الاستثمار إتمامها، نقل ملكية 80% من أسهم نادي نيوكاسل من المالك الحالي مايك آشلي إلى صندوق الاستثمار الذي يرأسه ولي العهد محمد بن سلمان، مقابل 300 مليون جنيه إسترليني (نحو 370 مليون دولار).
أما الـ20% المتبقية من الأسهم فستقسم ملكيتها بين شركة تابعة لسيدة الأعمال أماندا ستافيلي (التي تلعب دور الوسيط في الصفقة)، وشركة “روبين براذرز” المملوكة لثاني أغنى العائلات في بريطانيا.
وكانت صحف بريطانية قد كشفت أن التقرير النهائي لمنظمة التجارة يقع في 130 صفحة، ويتضمن “إدانة واضحة للسعودية” بالوقوف خلف شبكة القرصنة “بي آوت كيو”.
يذكر أن الرئيس التنفيذي للدوري الإنجليزي الممتاز (بريميرليغ) ريتشارد ماسترز، أبدى مؤخرا، تعاطفه الشديد مع خديجة جنكيز خطيبة الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده بإسطنبول أواخر العام 2018.
وهي المرة الأولى التي يكشف فيها البريميرليغ أنه ينظر في مزاعم انتهاكات حقوق إنسان كجزء من فحص روتيني يجريه للملاك والمديرين قبل موافقته على عرض بيع أحد نوادي الدوري الممتاز.
وحذرت جنكيز للمرة الأولى في أبريل/نيسان الماضي من مخاطر السماح لصندوق سيادي خليجي بشراء النادي، وأنه سيكون “وصمة عار كبيرة” تطال سمعة أغنى دوري في العالم وبريطانيا ككل، وقد تواصل محاميها مع ماسترز مرتين طالبا منه وقف الصفقة.
واتهمت خطيبة خاشقجي السابقة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان -الذي اعتبرته الأمم المتحدة والمخابرات الأميركية متورطا بشكل مباشر في قتل خاشقجي- بأنه “يستخدم الرياضة بطريقة استراتيجية لترميم صورته التي تضررت كثيرا”.