فضائح السعودية

نشطاء سودانيون ينتقدون الابتزاز السعودي لدعم بلادهم

مجددا طفت الخلافات السعودية – السودانية إعلاميا، بعد أن انتقد نشطاء سودانيون أداء ضعيف لسلطات آل سعود في مؤتمر المانحين لدعم السودان الذي حضره ممثلو 40 دولة عربية وأوروبية.

وقدمت دول عربية وغربية والاتحاد الأوروبي تعهدات بمساعدات مالية لدعم السودان في مرحلته الانتقالية، جاء ذلك خلال مؤتمر “شركاء السودان” الذى استضافته ألمانيا عبر دائرة تلفزيونية، وقدم المشاركون 1.8 مليار للخرطوم.

وانتقد نشطاء سودانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ضعف الدعم العربي بشكل عام بمؤتمر المانحين، وتحديدا المملكة التي أعلنت منحها الخرطوم 10 مليون دولار فقط خلال المؤتمر.

وأشار هؤلاء إلى دعم المملكة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقت انقلابه العسكري على الرئيس الراحل د. محمد مرسي آنذاك.

وسخر ناشط يدعى “المقداد” تغريدة بموقع “تويتر”، قائلا: “ثبت فعليا أن الحكومات العربية لا تدعم الدكتاتوريات (..)، فعند انقلاب السيسي دعمته الإمارات بـ20 مليار دولار (..)، واليوم تدعم السودان الديمقراطي الجديد بـ50 مليون دولار فقط، والسعودية 10 مليون دولار”.

وذكر أن “الاتحاد الأفريقي فدعم بـ155 مليون دولار”، معتقدا أن “الغرب وقف اليوم مع السودان أكثر من العرب”، وفق قوله.

وغرد Dr Ahmed McLad: “الإمارات قدمت ٥٠ مليون دولار فقط، السعودية قدمت ١٠ مليون دولار فقط، وكلاهما تشاركا في وديعة بقيمة نصف مليار مع وعود أخرى لم تنفذ ولم يُعاد ذكرها بينما قدموا دعم للسيسي بقرابة ٧ مليار دولار .. لغة الأرقام قد تشرح لك مقدارك عند جيرانك”.

ورد عليه الناشط Isam Ahmed: “اختارت الحكومة الانتقالية سياسة المحاور. وراهنت على الإمارات والسعودية ومارست سياسة خشنة ضد قطر وخسرنا داعم صادق وقوي .. الآن نبكي لأن قطر لم تدعم السودان ونبكي أكثر لان أعداء الدولة المدنية السعودية والإمارات تبرعوا بملاليم .. عدو صادق أفضل من صديق خبيث.. شكرا قطر لدعم دارفور”.

وكتب تامر عثمان: “عندما رفضت مشاركة الدول العربية وبالأخص مصر والإمارات والسعودية في مؤتمر أصدقاء السودان، هناك من اتهمني بالجهل، وهناك من اتهمني بأني غير متابع (..)، ولكن بعد انتهاء المؤتمر، ماذا قدمت الدول الثلاث للسودان؟”.

وكشف نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، محمد حمدان دقلو الشهير بـ”حميدتي”، مؤخرا، أن السودان لم يتلق، حتى الآن، مبلغ 2.5 مليار دولار تعهدت بها المملكة والإمارات لدعم البلاد في المرحلة الانتقالية.

وقال “حميدتي”، في مقابلة مع قناة سودانية أن السعوديين والإماراتيين أعلنوا مساهمتهم عقب الإطاحة بالبشير بـ3 مليارات دولار لدعم المرحلة الانتقالية بالسودان، “عبارة عن منحة بـ2.5 مليار دولار، ووديعة بمبلغ 500 مليون دولار”.

واستدرك: “لكن حدثت بعض المشاكل ذات الطابع السياسي (دون توضيحها) أدت إلى عدم استلام المبلغ المذكور، واستلمنا فقط الوديعة البالغة 500 مليون دولار”، فيما لم يصدر تعقيب فوري من المملكة والإمارات بشأن تلك التصريحات.

وقال حميدتي إنه حاول قيادة مبادرة صلح في ليبيا، وافقت عليها الحكومة الليبية الشرعية بينما رفضها “حفتر”.

ونفى نائب رئيس مجلس السيادة السوداني وجود قوات من بلاده للمشاركة في الحرب الدائرة بليبيا، معتبرا أن “الاتهامات بوجود قوات الدعم السريع في ليبيا للقتال إلى جانب حفتر هدفها الشيطنة”.

ونقل موقع “ليبيا أوبزافر” عن مصدر موثوق رفض الكشف عن هويته قوله إن الإمارات طالبت “حميدتي” بإرسال 1200 مقاتل بشكل عاجل إلى الخطوط الأمامية الليبية لدعم قوات “خليفة حفتر” في جنوب طرابلس وغرب سرت، مهددة بقطع الدعم المالي عنه، إذا رفض.

وأضاف الموقع أن “دقلو” وعد بتلبية الطلب الإماراتي على الرغم من المعارضة الداخلية لقيادات في الجيش السوداني لهذا الأمر.

وكشف المصدر أن “هناك الآن 350 مقاتلا من قوات الدعم السريع في بلدة سوا الإريترية ينتظرون الانتشار في ليبيا”.

وقبل ذلك، أعلنت حكومة الوفاق في مارس/آذار الماضي عن مقتل 24 مسلحا سودانيا من فصائل الجنجويد السودانية التابعة لحفتر في اشتباكات مع قوات الوفاق، وأسر اثنين من الفصائل نفسها، أكد أحدهما أنه سوداني من إقليم دارفور.

وقال عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق محمد عماري زايد عقب الإعلان عن مقتل المسلحين السودانيين، إن حكومته ما زالت تنتظر توضيحا من مجلس السيادة السوداني بشأن وجود من وصفهم بمرتزقة سودانيين ضمن صفوف قوات حفتر.

وأفاد فريق خبراء الأمم المتحدة المعنيون بالسودان في وقت سابق من هذا العام بأن مقاتلي دارفور يقاتلون من أجل قوات “حفتر” في ليبيا كمرتزقة، في سعيهم لتعزيز قوتهم العسكرية من خلال كسب الأموال والأسلحة عبر ليبيا.

وفي فبراير/ شباط الماضي، كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن سيطرة قوات الدعم السريع بقيادة “حميدتي” على مناجم عدة للذهب في دارفور ومناطق سودانية أخرى، مشيرة إلى دور إماراتي في استيراد هذا الذهب مما يزيد من نفوذ حميدتي ومليشياته.

وفي إبريل/ نيسان 2019 تخلت المملكة والإمارات عن حليفهما السابق الرئيس عمر حسن البشير، وأعلنتا تأييدهما للإجراءات التي اتخذها المجلس العسكري الانتقالي في السودان، في أول تعليق منهما على الإطاحة بنظام البشير وتشكيل مجلس عسكري انتقالي.

وشكل المجلس العسكري الانتقالي وتحالف قوى إعلان الحرية والتغير (المعارضة)، المجلس السيادي الجديد في السودان في العشرين من أغسطس/آب 2019. ويتولى المجلس قيادة البلاد خلال المرحلة الانتقالية التي ستمتد لمدة 39 شهرا من تاريخ التوقيع عليها، ليعقبها إجراء انتخابات عامة في البلاد.

ومنذ انطلاق موجة الربيع العربي الأولى في 2011، أصاب المملكة والإمارات العربية المتحدة حالة جزع من أن يطال نظامها رياح التغيير التي عصفت بأنظمة عتيدة في الوطن العربي، فاتخذت موقفا استراتيجيا بمعاداة ومحاربة رموزه، وخاصة التيار الإسلامي.

وجندت المملكة والإمارات طاقات كبيرة لمواجهة الربيع العربي في معاقله، سواء إعلاميا أو ماليا أو حتى عسكريا.

وتركز هذا الحشد المالي والإعلامي والعسكري في مصر واليمن وليبيا وغيرهما من الدول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى