فضائح السعودية

ارتباك سعودي أمام تصاعد فضائح التجسس لمرتزقة محمد بن سلمان

يسود الارتباك دوائر صنع القرار في الديون الملكي أمام تصاعد فضائح التجسس المرتبطة بمرتزقة ولي العهد محمد بن سلمان.

وتصدرت فضائح السعودية بشأن التجسس وسائل الإعلام الدولية مع توالي ثبوت تورط الرياض بانتهاكات جسيمة باستخدام تقنيات إسرائيلية.

من ذلك ما كشفته صحيفة “دي تسايت” الألمانية بشأن كيفية استهداف صحفية عربية شهيرة باستخدام برنامج التجسس الإسرائيلي “بيغاسوس”، بسبب انتقادها للسعودية، مضيفة أن الأدلة التي اطلعت عليها تشير إلى تورط أمير سعودي في القضية.

وقالت الصحيفة إنه تم استهداف الهاتف المحمول للصحفية اللبنانية غادة عويس (44 عاماً)، المذيعة بقناة الجزيرة القطرية، في 15 أبريل/ نيسان 2020، من خلال رسالة على واتساب من مرسل مجهول في المغرب، ما أدى إلى تعطل نظام الهاتف، ليتبين لاحقاً أن السبب هو بالفعل برنامج تجسس.

وأشارت “دي تسايت” إلى أن المخترقين تمكنوا من سرقة ما لا يقل عن 43.32 ميغابايت من البيانات الشخصية على الهاتف، ليتم بعد ذلك نشر صور شخصية خاصة لعويس على الإنترنت، لتصبح ضحية تشهير، في خطوة وصفها ضابط عسكري سعودي بـ”الثأر”، بحسب الصحيفة، ما أغرق عويس في “أزمة وجودية”، وفقاً للتقرير.

وأكدت الصحيفة أنها تمكنت من الاستماع إلى تسجيلات لمحادثات داخلية للمشاركين في قضية التجسس على غادة عويس، بالإضافة إلى صور وتحويلات مالية وتذاكر طيران، تشير إلى تورط أمير من العائلة الملكية السعودية في القضية، “ما يوحي بأن هدف الهجوم كان محاولة إسكات عويس كوجه بارز لقناة الجزيرة بسبب انتقادها للسعودية”.

وقالت “دي تسايت” إنه تم وضع خطة استهداف هاتف عويس ونشر صورها على مأدبة عشاء في “Billionaire Club” (نادي المليارديرات) بفندق تاج دبي الفاخر، في يوم سبت بأواخر نيسان/ أبريل 2019.

وكانت الخطة تتضمن نشر صور عويس، التي ستسرق من هاتفها المخترق، في جميع أنحاء العالم من خلال شبكة من مؤيدي ومؤيدات السعودية في الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى.

وذكرت الصحيفة أنها توصلت إلى هذه المعلومات من خلال محادثة هاتفية بين امرأتين أمريكيتين شاركتا في العملية.

وبحسب الصحيفة، فإن إحدى الامرأتين قالت إن اثنين من موظفي شركة “DarkMatter”، وهي شركة للأمن السيبراني مقرها في الإمارات، كانا حاضرين تلك الليلة، بالإضافة إلى شخص مقرب من سعود القحطاني، المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي، والذي كان الذراع اليمنى لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فضلاً عن حضور الأمير سطام بن خالد آل سعود.

وذكرت “دي تسايت” أن أمريكية مشاركة في العملية، واسمها شارون كولينز، قالت في محادثة هاتفية إن الأمير سطام بن خالد آل سعود هو الذي دفع الأموال للذين خرقوا هاتف عويس. وأشارت الصحيفة إلى أن كولينز، التي تعيش في فلوريدا وتعمل محللة في شركة عقارات، تؤيد ترامب والسعودية وسبق لها أن زارت السعودية والتقت سعود القحطاني.

وكشفت الصحيفة أن لديها إيصالات لخدمة تحويل الأموال “باي بال” (PayPal)، قيمة كل منها 2500 دولار، تلقتها كولينز شهرياً لفترة، مقابل تطوير شبكة في أمريكا لتقديم السعودية كدولة ذات رؤية في الخليج وتشويه سمعة عويس.

وبعد أربعة أيام من اختراق هاتف عويس، أي في 19 نيسان/ أبريل 2022، نشر حساب لمجهول على تويتر يسمى “@uncareer1” عدة صور لعويس مع أصدقاء لها وهي تدخن وتشرب الكحول؛ لتبدأ حسابات موالية للسعودية على تويتر بنشر الصور.

وفي الثاني من حزيران/ يونيو 2020 نشر الحساب نفسه مقطع فيديو لعويس وهي بالبكيني في حوض للسباحة. ومن بين من نشر تلك الصور كانت شارون كولينز، فقد كتبت على حسابها أن عويس “باعت نفسها لإرهابيين لتحصل على قصة (صحفية)”.

وبحسب محامي عويس، تمكن مجهولون من الوصول إلى 5207 ملف على هاتفها المحمول. أما عويس فقالت لـ”دي تسايت” إنها مرت بفترة من “التعذيب النفسي” بعد نشر الصور، مشيرة إلى أن تداعيات قرصنة هاتفها كانت تفوق أي شيء واجهته من قبل.

وأضافت: “كانوا يريدون إهانتي وإذلالي”، وتتابع: “حتى يومنا هذا، أفكر في جمال (خاشقجي). هل أكون أنا التالية؟”

لكن يبدو أن ما لم تكن تتوقعه كولينز هو أن تلجأ عويس للقضاء الأمريكي. فقد كتبت عويس عن واقعة قرصنة هاتفها في صحيفة “واشنطن بوست” قبل أن تستعين بمكتب للمحاماة في ميامي لتقديم دعوى ضد المشاركين.

وتشمل القائمة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والمقرب منه سعود القحطاني والأمير سطام بن خالد آل سعود، بالإضافة إلى كولينز وأمريكيين آخرين.

وكشفت “دي تسايت” أن كولينز تحدثت هاتفياً مع الأمير سطام آل سعود قبل عدة أسابيع لتكشف انزعاجها من الدعوى التي رفعتها عويس ضدها، ومبدية خشيتها من سحب السلطات حق حضانة طفلها إذا تمت إدانتها، لكن الأمير، بحسب الصحيفة، حاول تهدئتها بالقول: “ليس لديهم أي دليل على اختراق هاتفها (عويس) أو أي شيء من هذا الهراء! ليس لديهم أي شيء!”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى