متفرقات سعودية

أسلوب جديد.. حملة “صامتة” لسرقة أموال تجار ورجال أعمال السعودية

لا يدخر ولي العهد محمد بن سلمان، طريقة أو أسلوبا ماليا أو قمعيا في سبيل السيطرة على أموال تجار ورجال أعمال وأمراء العائلة؛ تحت ذرائع الزكاة أو مكافحة الفساد أو مكافحة الإرهاب.

وفي أسلوب صامت يجري داخل الديوان الملكي، وسط تكتيم أمني وإعلامي، كشف حساب “العهد الجديد” النقاب عن تفاصيل استدعاء كبار رجال الأعمال في المملكة بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان؛ بغرض ابتزازاهم، مشيراً إلى أن من بين هؤلاء تجار موالين للدولة تاريخيا.

وقال الحساب في سلسلة تغريدات عبر “تويتر”: تتم بين الفينة والأخرى استدعاء مجموعة من كبار رجال الأعمال بغرض ابتزازهم، بما فيهم التجار الموالون للدولة تاريخيا.

وأوضح أن التهديد يكون أحيانا بإعداد ملف أمني عن الشخص المستدعى، وعن دعمه للأعمال الخيرية في الداخل والخارج، حتى أن بعضهم يُسأل عن مساعدته لأسر (سعوديين) داخل البلاد.

وكشف ”العهد الجديد” أن طلبات محمد بن سلمان من هؤلاء التجار تصل إلى مليارات الريالات نقداً، وإلى شراكة في الأصول تتجاوز النصف أحيانا.

وتحفظ المغرد السعودي الشهير عن ذكر أسماء رجال الأعمال؛ لأسباب أمنية.

وقال: “قد ننشرها لاحقاً”.

وتابع: “أحد التجار تم استدعائه وفتح له ملف يحوي قوائم بأسماء العوائل التي يدعمها، وهم ٢٠٠ عائلة، وقيل له أن لهذه الأسر علاقة بجماعة الإخوان، وأحد رجال الأعمال يدعم مشروع خارجي بعشرات الملايين سنوياً بأحد البلاد الإسلامية، من أيام الملك عبدالله وحتى الآن، هدد أيضاً بهذا المشروع وطلبوا إيقافه”.

وتابع: “أحد رجال الأعمال قالوا له إن عليك إعادة تقييم للزكاة لـ ١٥ سنة سابقة، وعندما اعترض، حولت معاملته إلى لجنة خاصة ثم إلى المحكمة العليا وعوقب بزيادة كبيرة إضافية فوق قيمة الزكاة”.

ونوفمبر الجاري، نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تحقيقا حول حملة تطهير “ريتز كارلتون” في السعودية في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2017 التي قادها ولي العهد محمد بن سلمان للاستيلاء على مبالغ مالية كبيرة بزعم مكافحة الفساد.

وعرضت الصحيفة روايات جديدة حول ما حصل للمعتقلين الـ 400 من الأمراء البارزين ورجال الأعمال والمسؤولين في الحكومة، مشيرة إلى أن عملية اعتقال النخبة كانت أكبر عملية تطهير في تاريخ المملكة.

وأبرزت الصحيفة أن عمليات الاعتقال هزت المجتمع السعودي حيث حولت الرموز التي لم يكن أحد يستطيع لمسها إلى هدف للاعتقال.

وتم تجاهل المكانة الاجتماعية وجمدت الأرصدة وفككت الإمبراطوريات التجارية ومزقت التحالف التقليدي بين الدولة ونخبتها القوية في ليلة وضحاها.

ووصف المعتقلون السابقون الذين جردوا من ثرواتهم مشاهد التعذيب والإكراه. ووصفوا مشهدا فوضويا للمستشارين في الديوان الملكي الذين كانوا يحاولون معرفة حجم الثروة التي تملكها أهم العائلات في المملكة.

وكشف عدد من الرموز المهمة التي كانت من ضمن المعتقلين عما حدث بالفعل لهم. ووصف المعتقلون السابقون الذين جردوا من ثرواتهم مشاهد التعذيب والإكراه.

وقالت الصحيفة إن الروايات حول ما حدث في ريتز كارلتون حصلت عليها من خلال وسطاء ومن رموز تجارية مهمة في السعودية ممن تعرضوا للضرب والاستفزاز على يد قوات الأمن وبإشراف وزيرين وكلاهما مقربان من الرجل الذي يقف وراء عملية التطهير، محمد بن سلمان.

وجاء الكشف عن هذه التفاصيل في الذكرى الثالثة لعملية التطهير وقبل قمة العشرين التي ستعقد في نهاية الأسبوع بالرياض والذي حوله كوفيد- 19 إلى مناسبة افتراضية.

وسيواجه ولي العهد السعودي من كانون الثاني/يناير رئيسا أمريكيا جديدا والذي سيتجنب الغطاء الذي منحه دونالد ترامب للسعودية.

وعمليات اعتقال الريتز بدأت في العادة بمكالمة هاتفية تطلب من الأهداف لقاء الأمير محمد بن سلمان أو الملك سلمان نفسه.

وفي حالة أخرى طلب من رجلي أعمال المقابلة في البيت وانتظار مستشار في الديوان الملكي لكي يحضر والانضمام إليهما.

وبدلا من ذلك وصل رجال الأمن وطلبوا منهما الذهاب إلى سجن الخمسة نجوم حيث كان الحراس والمساعدون البارزون بانتظارهما.

وقال مصدر على معرفة دقيقة بما حدث للمعتقلين “في الليلة الأولى كان كل واحد معصوب العينين. وتعرض كل واحد لما تطلق عليه المخابرات المصرية “ليلة الضرب”” و “سئل المعتقلون عن سبب وجودهم هنا، ولا أحد كان يعرف.

وضرب معظمهم وبعضهم تعرض لضرب مبرح. وكان هناك معتقلون ربطوا بالجدران وطلب منهم الوقوف بطريقة غير مريحة ولساعات طويلة، وكان كل الذين يقومون بالتعذيب من السعوديين”. و “الهدف من كل هذا تحضيرهم وفي اليوم التالي حضر المحققون”.

وتم فصل المحتجزين وتوزيعهم على غرف فندق الـ 5 نجوم والذي كان قبل أسبوع المكان الذي أعلن فيه محمد بن سلمان عن خطته الطموحة “رؤية 2030” لإعادة إصلاح وتأهيل المجتمع السعودي.

وقال مصدر “هناك سوء فهم عن المحققين وأنهم حضروا ومعهم المعلومات والبيانات الصحيحة” و “لم يكن هذا هو الحال، ولم يكونوا يعرفون إلا القليل. وعلموا بالأرصدة السعودية ولكنهم كانوا جاهلين بالأرصدة في الخارج”.

وتحدث بعض المعتقلين عن تهديدهم بنشر معلومات خاصة تتعلق بعلاقات خارج الزواج أو تعاملات تجارية لم يكونوا ليحصلوا عليها حتى في ظل النظام القديم. ولم يتم تسريب أي منها.

ولكن المعلومات التي ظهرت أعطت أهمية للطلبات التي وصلت إلى ابراهيم وردي، الأستاذ المساعد في المالية الدولية في مدرسة فليتشر بجامعة تافتس والتي بدأت تصله في منتصف 2017 من تلامذته السابقين ويسألون عن سعوديين بارزين درس أعمالهم. وشعر أن هناك أمرا كبيرا سيحدث في الرياض وكان محقا.

وقال “معظم من تخرجوا من فصولي انتهوا في عالم الاستخبارات المالية” و “ظللت أتلقى طلبات غريبة من بعضهم حول من تورط في عمليات خداع مالي. ويبدو أنهم كانوا يحضرون تقارير للشركات التي يعملون لصالحها في السعودية”.

وتقول الصحيفة إن رجال الأعمال الذين تعرضوا للتحقيق اندهشوا من قلة فهم المحققين لبنية استثماراتهم “كانوا يحدسون حول ثروة الناس” كما قال مصدر و“كانت عملية ابتزاز، وفي مرحلة اعطوهم عناوينهم الإلكترونية وأرقام هواتفهم وطلبوا منهم الاتصال بالمدراء الماليين الذين يتعاملون معهم في جنيف وطلب تحويل مبالغ مالية طائلة.

وقيل للمتصلين إنه لا يوجد رصيد في الحسابات، فقد اعتقد المحققون أن كل الأرصدة هي أموال نقدية”. وقال مصرفي بارز رفض الكشف عن هويته إن مدراء البنوك في القطاع البنكي السويسري قاموا بتحقيق بشأن المعاملات المالية غير النظامية التي تمت وقت عملية القمع”.

و”يبدو أن الكثير من هذه التحويلات تمت بالإكراه. وتم وقف بعضها لان الطلب لم يكن رويتينا وبعضها مرر”. وأخبر الكثير من المحتجزين المساعدين عن دهشتهم من سبب وجودهم في المكان. فقد كان بعضهم على علاقة وثيقة مع العائلة السعودية ولأجيال وانتفعوا من علاقاتهم مع الملوك والأمراء الذين يتحرجوا من تنشئة رجال الأعمال من خلال فتح الأبواب لهم والكرم معهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى