أخبار

باحث: حرب اليمن أسوأ كابوس في تاريخ السعودية الحديث

خلص باحث في سياسات الخليج إلى أن النهج السعودي المتهور والطائش حول حربها المستمرة على اليمن للعام السادس على التوالي إلى أسوأ كابوس في تاريخ السعودية الحديث.

وقال الباحث لوتشيانو زكارا: إن عدم وجود نهج رسمي من دول مجلس التعاون الخليجي، والذي حال دون تحقيق الهدف السعودي

لتحويل حرب اليمن إلى نوع من ”الحرب المقدسة “ بقيادة الرياض، حول الحرب إلى أسوأ كابوس في تاريخ السعودية الحديث.

وأضاف: حرب اليمن كانت الصراع العسكري الأول والوحيد الذي بدأ وقادته المملكة العربية السعودية بشكل مباشر، ولم يتم حله بعد ست سنوات، ما تسبب بصعوبات اقتصادية خطيرة وانتقادات داخلية وخارجية.

وأشار الباحث زكارا إلى أن النظام السعودي غير قادر على إنهاء الحرب في اليمن ولا مواجهة إيران ولا البقاء على حصار قطر وهو ما جعل الرياض تشعر بالضيق والعزلة الدولية.

ونوه إلى أن الأسباب السابقة دفعت النظام السعودي إلى نهج أكثر براغماتية في سياسته الخارجية منذ منتصف عام 2020.

لذلك يبدو أن إنهاء الحصار وبدء مفاوضات مع إيران واستئناف العلاقات مع سوريا هي الخطوات الضرورية لتقليل جهود السياسة الخارجية الممتدة والانخراط لبدء التركيز على الإصلاحات الداخلية المطلوبة.

وذكر الباحث زكارا أن جائحة كوفيد وتأثير القيود العالمية على سوق النفط وأسعاره عنصرًا إضافيًا ساهم في إقناع المملكة بالحاجة إلى مثل هذا التغيير.

رأي الصحفي والكاتب اليمني أحمد الغباري أنه لن يكون سلام دائم للسعودية في اليمن إلا باعتذار آل سعود علنا عن حربهم المدمة وتقديم التعويضات للضحايا.

وقال الغباري، في مقال له نشرته (منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي): بينما لا يستطيع النظام السعودي إعادة الحياة لمن ماتوا في هذه الحرب

لكنهم يمكنهم دفع تعويضات لليمن وضحايا الحرب. وكخطوة أولى، يجب على السعوديين التحقيق في سلوكهم في الحرب والسعي لفهم حجم الدمار والموت الذي تسببوا فيه في اليمن.

وأضاف: بعد أن يتم مناقشة ذلك داخليًا، يجب على السعوديين أن يعتذروا للشعب اليمني علنًا.

وفي حين أن مثل هذا الاعتذار سيكون رمزيًا إلى حد كبير، إلا أنه سيضع أساسًا مهمًا للمصالحة بين البلدين.

واستهل الصحفي اليمني مقالته قائلا كان قد مرّ شهر على بدء الغارات الجوية على اليمن، عندما كنت في الليل مع أحد أصدقاء طفولتي بلال الشبيبي البالغ من العمر 22 عاما.

وكنا نتحدث عن الحرب التي تقودها السعودية والغارات الجوية التي تقوم بها، ونتساءل عما إذا كانت القنابل الذكية التي توفرها الولايات المتحدة قد تخطئ أهدافها في مرحلة ما، وتجد الطريق إلى بيوتنا في العاصمة اليمنية صنعاء.

وذلك نظرا لأنها أخطأت أهدافها سابقاً، وأصابت مدرسة وحافلة وسوقًا، وتركت مشاهد الموت والدمار.

ضحكنا أنا وبلال ثم نمنا. لم تتوقف الانفجارات وكان يتردد صداها طوال الليل. كانت تلك آخر مرة رأيت فيها بلال.

في الصباح الباكر من اليوم التالي، في 20 أبريل/نيسان 2015، سقطت قذيفة ضخمة ألقتها طائرة مقاتلة سعودية على قمة تل في الجزء الغربي من العاصمة. أسفر الانفجار الثانوي عن مقتل عشرات المدنيين، بمن فيهم بلال.

وصادف 26 مارس/آذار من هذا العام الذكرى السادسة للحرب التي شنها السعوديون إلى جانب دعم من قبل الولايات المتحدة ودول غربية أخرى

لهزيمة جماعة الحوثي التي أطاحت بالحكومة المتحالفة مع السعودية، فإن الحرب فشلت في كبح جماح قوة الحوثيين.

وعلى العكس من ذلك ازدادت قوة الحوثيين مع سنوات الحرب. وفي الوقت الذي فشل فيه السعوديون في إخضاع الحوثيين.

أدت حملة القصف والحصار الجوي والبحري التي قاموا بها إلى تدمير الاقتصاد اليمني الهش وقتل الآلاف من المدنيين اليمنيين، وخلق ما وصفته الأمم المتحدة بأكبر كارثة إنسانية في العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى