معتقلي الرأي

إثر تدهور حالتها.. والدا الهذلول يزورانها في السجن لأول مرة منذ 6 أشهر

سمحت سلطات آل سعود لوالدي معتقلة الرأي لجين الهذلول بزيارتها لأول مرة منذ 6 أشهر في السجن بعد ضغوط شديدة من منظمات حقوقية دولية.

وأعلنت “لينا الهذلول” شقيقة المعتقلة “لجين” أن والدها ووالدتها زارا شقيقتها المعتقلة، وذلك بعدما تدهورت حالتها الصحية وسط إضراب عن الطعام.

وكتبت “لينا” على صحفتها بـ”تويتر”: “زار والدي ووالدتي لجين اليوم؛ عرفنا أنها قامت بالإضراب عن الطعام حين سمح لمعتقلين بالتواصل مع أهاليهم بينما لم يسمح لها، تدهورت حالتها الصحية”.

وجاءت تلك التغريدة بعد يوم واحد من تصريحات “لينا” التي أعربت فيها عن قلق عائلتها للغاية: “لأنهم لم يسمعوا شيئاً من لجين منذ 9 يونيو/حزيران الماضي”.

وتعتبر تلك الزيارة هي الأولى لعائلة “لجين”، بعد نحو 6 أشهر من الانقطاع، حيث صعدت سلطات آل سعود حملة القمع والتضييق بحق المعارضين المحتجزين في السجون وقطعت اتصال المعتقلين بأسرهم.

وسبق أن حذرت عائلة معتقلة الرأي في سجون نطام آل سعود لجين الهذلول من قتلها بشكل متعمد داخل السجن في ظل انقطاع أي تواصل معها.

وفي يونيو الماضي، كرمت فرنسا الهذلول المعتقلة على خلفية الرأي في سجون نظام آل سعود بفوزها بجائزة الحرية 2020.

وشكل فوز لجين بالجائزة الدولية المرموقة إحراجا بالغا لنظام آل سعود الذي يواصل اعتقالها بشكل تعسفي منذ 15 أيار/مايو من عام 2018 ضمنَ حملة اعتقالات شملت ناشطين وناشطات في مجال حقوق الإنسان بمن في ذلكَ عزيزة اليوسف وإيمان النفجان.

وظلّت أسباب اعتقال الهذلول مجهولة إلّا أنّ وسائل الإعلام المحليّة قد تداولت أخبارًا تُفيد بأنّ سبب الاعتقال هوَ “تجاوز الثوابت الدينية والوطنية” وكذَا “التواصل مع جهات أجنبية مشبوهة” وهم تهم فضفاضة يستخدمها النظام لتبرير القمع.

وأكد ناشطون حقوقية على ضرورة الإفراج الفوري عن الهذلول وعدم وضع قيود عليها عقب الإفراج مثل منع السفر التعسفي كي تتمكن من استلام جائزتها بنفسها في 2 تشرين أول/أكتوبر القادم بمدينة “كان” الفرنسية.

وسبق أن رشح 8 أعضاء في الكونغرس الأمريكي لجين الهذلول لنيل جائزة نوبل للسلام لهذا العام “تقديراً لها على شجاعتها وجهودها في الكفاح من أجل حقوق المرأة”.

وحث النواب الأمريكيون اللجنة المعنية على النظر بعناية في ترشيح الهذلول؛ لأنها “تجسد النضال السلمي من أجل المساواة في السعودية”.

وإلى جانب الهذلول ضمت قائمة المرشحين لجائزة نوبل ناشطة المناخ السويدية غريتا تونبري، ونشطاء مطالبين بالديمقراطية في هونغ كونغ، إضافة إلى حلف شمال الأطلسي.

وجاء في خطاب أعضاء الكونغرس أن “الهذلول مهدت الطريق للإصلاحات خلال العامين الماضيين، وبينها إنهاء حظر قيادة المرأة للسيارات، وتخفيف ولاية الرجل على المرأة، والعنف المنزلي” في السعودية.

وتقبع الهذلول في السجن منذ مايو 2018، إلى جانب عدد من الناشطات المدافعات عن حقوق النساء، وبدأت محاكمتها في مارس الماضي.

وتُحاكم الهذلول، وهي واحدة من عشرات المعتقلين المدافعين عن حقوق المرأة بالسعودية، بتهمة “الخيانة”، لكن منظمات حقوقية تؤكد أن اعتقالها يأتي ضمن حملة قمعية شرسة ضد حرية التعبير، خاصة بعد أن تسلم ولي العهد محمد بن سلمان، منصبه عام 2015.

ويؤكد ناشطون، من ضمنهم أختها لينا الهذلول التي تعيش في بلجيكا كلاجئة سياسية، أن الهذلول مسجونة في حبس انفرادي وتُعامل بشكل سيئ وتتعرض لتعذيب، بما في ذلك الصعق بالكهرباء والجلد والاعتداء الجنسي.

ويُذكر أن الهذلول رفضت، العام الماضي، عرضاً بالإفراج عنها مقابل بيان مصور بالفيديو تنفي فيه تقارير عن تعرضها للتعذيب أثناء احتجازها.

وأوضح أشقاء الهذلول، في وقت سابق، أن مستشار ولي العهد السعودي المتورط في قتل خاشقجي، سعود القحطاني، كان حاضراً خلال بعض جلسات التعذيب وهدد شقيقتهم بالاغتصاب والقتل، في حين قال المدعي العام السعودي إن مكتبه حقق في تلك المزاعم وخلص إلى أنها غير صحيحة.

وخلال 2019 كرمت منظمة “بِن أمريكا” الأدبية والحقوقية، الهذلول وصحفيتين أخريين هن إيمان النفجان ونوف عبد العزيز، من خلال منحهن جائزة “باربي لحرية الكتابة” تقديراً لهن على معارضتهن للسياسات والقوانين التي تقمع المرأة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى