فضائح السعودية

بعد إزالة اسم “القانوني” .. السجاد التركي يثير الجدل في السعودية

سخرت صحيفة سعودية صفحاتها للغضب من السجاد التركي داخل المملكة، وذلك بعد أيام من إزالة سلطات آل سعود اسم “سليمان القانوني” من أحد شوارع المدينة؛ وذلك في صورة تعبيرية عن الغضب تجاه تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان.

وأبدت صحيفة “سبق” المحلية غضبا تجاه فرش سجاد تركي في أحد مساجد منطقة تبوك، شمالي غرب البلاد.

وعنونت “سبق” خبرا نُشر عبر موقعها الإلكتروني بـ(كيف تسلل السجاد التركي لجامع “القبة” بتبوك؟) وهو أمر أثار سخرية المغردين السعوديين.

وقالت إن: “السجاد تركي الصنع، في الوقت الذي يضم السوق السعودي مصانع سجاد محلية وبجودة عالية تزهو بها المساجد والقصور في المملكة، تفوق سجاد العصملي”.

وتابعت: “السجاد تم تغييره قبل فترة قصيرة، وبعد عامين وعدة أشهر من تركيب السجاد السابق، حيث تم افتتاح الجامع في عام 2017، وفي منتصف 2020، دشنت أول صلاة جمعة فيه وبالسجاد الجديد الذي تسبب في ضجه في أوساط المغردين”.

وردّت إدارة الجامعة على “سبق” بالقول إن “الفرش تم تنفيذه من خلال المقاول، والجامعة اشترطت عليه في الكراسة أن يتعاقد للفرش مع شركة سعودية، وبالفعل نفذت الشرط”.

وأثارت تغطية “سبق” لهذا الخبر ردود فعل غاضبة من قبل مغردين سعوديين، قالوا إن محاولة استعداء تركيا في أي أمر حتى لو لم يكن له صلة بالسياسة من قريب أو بعيد، يعد مثار “سخرية”.
وبحسب مغردين، فإن السجاد التركي والإيراني متاح في الأسواق المحلية بالمملكة، ولا يمكن مهاجمة من يشتريه.

وكتب حساب “ABUASSIL”: “هي جات على السجاد، السوق مليان منتجات تركيه أغلبها أثاث ومواد غذائية”.

وكتب عبدالعزيز الرفاعي: “صحيفة سبق مريضة جدا جدا جدا”.

وقال أحمد: “خلصت المواضيع عند صحيفة سبق، الدولتين التمثيل الدبلوماسي بينهم على أعلى مستوى والتحريش فقط في الإعلام وتويتر”.

‏وذكر عبد الإله العقيلي: “من العنوان وكأنها مصلحة الجمارك لاحظ عبارة “تسلل” وكأنه تهريب .. ومتأكد غالبية من ينتقد سجاد وآثاث بيته كله تركي .. ويحلق عند صالون تركي .. ويلبس عياله ملابس تركية ..وكلنا عيال قرية”.

ومؤخرا، أزالت أمانة منطقة الرياض، اسم “سليمان القانوني” من أحد شوارع المدينة.

ونشرت وسائل إعلام سعودية، صورا تظهر إزالة السلطات للافتة تحمل اسم السلطان العثماني “سليماني القانوني”، من أحد شوارع العاصمة الرياض.

وسليمان خان الأول بن سليم خان الأول، هو عاشر السلاطين العثمانيين وخليفة المسلمين الثمانون، وثاني من حمل لقب “أمير المؤمنين” من آل عثمان.

وبلغت الدولة الإسلامية في عهده أقصى اتساع لها حتى أصبحت أقوى دولة في العالم في ذلك الوقت، وهو صاحب أطول فترة حكم من 6 نوفمبر 1520م حتى وفاته في 7 سبتمبر سنة 1566م.

وسبق أن تداول مغردون سعوديون في أغسطس/ آب 2019م صورا قالوا إنها لتعديلات جديدة في المناهج الدراسية تتعلق بنشأة الدولة العثمانية وتصفها بأنها “غازية” بعد أن كانت تطلق عليها دولة “الخلافة العثمانية”.

وتناولت المناهج التعليمية “كيف شن القائد العثماني مصطفى بك حربا على الدولة السعودية الأولى وحرض عليها القبائل في معركة تربة التي انتهت بخسارة العثمانيين أمام قوات السعوديين”.

وتحدثت تلك المناهج عن “تعذيب العثمانيين لأئمة الدولة السعودية الأولى وتهجير سكان المدينة ومنطقة الأحساء”.

ورأى مغردون سعوديون في التغيرات الأخيرة “بداية مرحلة جديدة تنهي إرث الإخوان وتيار الصحوة اللذين سيطرا على قطاع التعليم في السعودية على مدى العقود الماضية”.

ويأتي هذا الحديث متسقا مع تصريح لوزير التعليم السعودي السابق أحمد العيسى، إذ أكد أن الوزارة تسعى إلى “تنقيح المناهج من أي تأثير لجماعة الإخوان المسلمين وتيار الصحوة”.

واتهم ولي العهد بن سلمان جماعة الإخوان “بنشر الأفكار المتطرفة في المملكة إبان لجوء العديد من نشطائها إليها في ستينات القرن الماضي”.

في المقابل، سخر البعض من التغيرات التي طرأت على المنهج التعليمي، قائلين إنها “تكتسي أبعادا سياسية تسعى من خلالها الرياض إلى تصفية حساباتها مع أردوغان”.

وأثار المعارض السعودي المقيم في كندا، عمر الزهراني، قضية مؤسس المملكة العربية السعودية، الملك عبد العزيز آل سعود، كان تابعا للدولة العثمانية أم لا.

ونشر الزهراني صورة من أرشيف مجلة “المنار” الإسلامية التي أسسها محمد رشيد رضا، ويظهر في عددها الصادر عام 1904، أن الملك عبد العزيز بعث برقية إلى السلطان عبد الحميد الثاني، قائلا: “إلى أعتاب سيدي وولي نعمتي سلطان البرين وخاقان البحرين خليفة رسول الله السلطان المعظم، السلطان عبد الحميد الثاني، أدام الله عرش سلطنته إلى آخر الدوران آمين”.

وتابع: “أقدم عبوديتي وطاعتي ودخالتي إلى الأعتاب السامية المقدسة ممثلا كل إرادة وفرمان لست بعاصي ولا خارج عن دائرة الأمر، بل إن العبد الصادق في خدمة دولتي وجلالة متبوعي الأعظم أريد الإصلاح ما استطعت”.


وأثارت تغريدة عمر الزهراني جدلا واسعا، إذ قابلتها حسابات سعودية بالتكذيب، والتشكيك، بحجة أن مجلة “المنارة” لا تعد مصدرا، وليست ذات مصداقية.

وأكد آخرون صحة البرقية، قائلين إن الملك عبد العزيز حاول التودد للدولة العثمانية في سبيل التمكن من فرض سيطرته على نجد.

يشار إلى أن هذه البرقية كان قد نشرها المؤرخ السعودي الراحل مقبل الذكير، في كتابه “مطالع السعود في تاريخ نجد وآل سعود”.

وتصاعدت حدة الخلافات بين المملكة وتركيا، عقب إقدام عناصر سعودية – بأوامر من ولى العهد – على قتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، 2 أكتوبر/ تشرين أول 2018م.

وحجبت السلطات التركية مواقع إخبارية للسعودية والإمارات 19 أبريل/ نيسان 2020، بعد أيام من حجب مواقع حكومية تركية في المملكة.

وجاءت الخطوات المتبادلة فيما يبدو بعد أربعة أسابيع من اتهام الادعاء التركي 20 سعوديا بقتل الصحفي خاشقجي في القنصلية السعودية مما أدى إلى تدهور العلاقات بين أنقرة والرياض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى