أخبار

سقوط الجوف يمثل الخطر الأكبر للتحالف في اليمن

يشكل سقوط حافظة الجوف تحت سيطرة جماعة أنصار الله “الحوثيون” الخطر الأكبر لمصير تحالف نظام آل سعود في حربه على اليمن المستمرة منذ أكثر من خمسة أعوام.

وصرح مستشار الرئيس اليمني أحمد عبيد بن دغر بأنّ دور التحالف في بلاده سينتهي إذا لم تتم استعادة محافظة الجوف، وذلك بعد 6 أيام من سقوطها في أيدي الحوثيين.

واتهم بن دغر في سلسلة تغريدات على “تويتر”، التحالف والشرعية بالتسبب في حالة الانقسام والعداء بعضهم لبعض، في موقف وصفه بأنه “إصرار عجيب” على إهداء الهزيمة للحوثيين وإيران بالمواجهة الدائرة بينهما منذ 5 سنوات.

وقال إنّ سقوط الجوف قد يغير موازين القوى العسكرية بصورة نهائية في المعركة التي وصفها بـ”المصيرية” مع الحوثيين.

وأضاف: “إذا تعاملنا بذات المستوى الذي تعاملنا به في شأن سقوط نهم، فسنكون قد قررنا مصير المعركة لصالح الحوثيين يمنياً، ولصالح إيران إقليمياً، وسيكون دور التحالف قد انتهى في اليمن”، في إشارة إلى إنهاء تدخله الذي بدأ في 26 مارس/ آذار 2015.

وفي إشارة ضمنية إلى “تخاذل” التحالف عن دعم أبناء الجوف، ذكر المسؤول اليمني أنّ محافظ الجوف أمين العكيمي ورفاقه “صمدوا أربعين يوماً، ولم يكن معهم سوى القليل من الزاد والعتاد، وسطّر أبطال الجيش الوطني وأبناء الجوف ملحمة أخرى في المواجهة مع الحوثيين”.

ووصف بن دغر معركة الجوف بأنها “الأولى من نوعها حجماً وعنفاً وتضحية، ولا يلوم أحد أبطالها، أو يسأل عن الأسباب”، التي قال إنها “واضحة وضوح الشمس”، في إشارة إلى تقصير التحالف ضمنياً.

وحذر من أنّه في حال عدم استعادة الجوف، فستتلقى الشرعية والتحالف السعودي “هزيمة تاريخية نكراء”، لافتاً إلى أنّ “العدو تمكن من الحصول على وسائل وعوامل القوة، أتاحت له الصمود، وتتيح له التقدم اليوم”، في إشارة لجماعة الحوثي.

ولمّح المسؤول اليمني إلى دور الإمارات في المشاركة بإضعاف الشرعية وقتل اليمنيين، وقال إنّ “اليمن نال في هذه الحرب من الأذى والتدمير وسفك الدماء ما لم ينله في تاريخه كله، بسبب الانقلابات المتتالية على الشرعية، والتي يبدو واضحاً الأثر السيئ لأموال بعضنا في دعمها، فضلاً عن فشل الشرعية وحلفائها في إدارة المعركة”.

وأضاف “لدينا فرصة أخيرة لتعديل موازين القوى، وتغيير اتجاه المعركة نحو النصر. يجب ألا نمنح الحوثيين وإيران أسباباً إضافية لنصر جديد يعزز شهيتها التوسعية في المنطقة، وينهك العرب، ويلحق بهم هزيمة تاريخية، سنخجل من تدوينها في كتب تاريخنا المشترك”.

وشدد المسؤول اليمني على أنه لا ينبغي للتحالف السعودي “وقد أوتي من القدرات والدعم العربي والإسلامي والغطاء الدولي، أن يخسر هذه المعركة ذات الطابع المصيري”، لافتاً إلى أنه ليس هناك ما يعوض هذه الخسارة إن حدثت في ظل قيادة التحالف.

وفي رد على ما قيل عن استدراج الحوثيين إلى الجوف وإلحاقهم خسائر بالأرواح، قال بن دغر إنّ “ما يعتقده البعض مكسباً تثبت الأحداث المتلاحقة أنه وهم، وترتيب غير موفق للخصوم”.

وأقرّ بن دغر، وهو رئيس سابق للحكومة اليمنية، بأنّ الشرعية والتحالف “ينقصهما الكثير للاستمرار في خوض المعركة، لكن أكثر ما يلحق بهما الضرر غياب الرؤية، التي تعلي من شأن مصالحنا المشتركة”، بحسب قوله، لافتاً إلى أنّ “اليمن مهدد بمخاطر عديدة، وهوية شعبه تدمر من الداخل قبل الخارج”.

وتعد هذه أقوى مكاشفة من قبل مسؤول يمني رفيع حول علاقة الشرعية والتحالف السعودي، والتصدع الذي مكّن الحوثيين من إحكام السيطرة على محافظة الجوف الاستراتيجية شمالي اليمن، مطلع مارس/ آذار الحالي.

وكان رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك قد أقر، في اليومين الماضيين، بخطورة الوضع العسكري بعد سقوط الجوف، من دون الإشارة للتحالف.

وتتحدث الحكومة الشرعية عن استعدادات مكثفة لاستعادة الجوف، ومن أجل ذلك أوفدت عدداً من الوزراء ومحافظي المحافظات المقيمين في الرياض إلى مأرب، من أجل رصّ الصفوف داخل الشرعية وتحرير مناطق المحافظة.

وقال مصدر عسكري يمني إنّ قوات التحالف أعادت قائد المنطقة السادسة اللواء أمين الوائلي، من أجل قيادة المعركة في الجوف، بعد أن تمّت إزاحته جراء خلافات بين قيادات الجيش الموالي للشرعية.

في هذه الأثناء استأنف تحالف آل سعود مساء أمس الجمعة، غاراته على محافظة الجوف، شمالي اليمن، بعد أيام من الغياب التام، عقب سقوطها بأيدي الحوثيين.

وتحدثت وسائل إعلام حوثية عن 16 غارة للطيران، استهدفت خب والشعف ومديرية الحزم، عاصمة محافظة الجوف، دون الكشف عن أي خسائر في صفوف الجماعة.

وذكرت قناة “المسيرة” التابعة للجماعة، أنّ نحو 20 غارة للطيران السعودي استهدفت مواقع في مديريتي حرض والمزرق بمحافظة حجة، بالإضافة إلى غارات في نهم وصرواح، شرق صنعاء.

وتزامن استئناف الغارات مع وصول نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر إلى محافظة مأرب، وذلك بعد أيام من وصول فريق حكومي مصغر، بهدف ترتيب صفوف الشرعية واستعادة محافظة الجوف، إضافة للدفاع عن محافظة مأرب النفطية من أي هجوم حوثي محتمل.

وباستثناء الغارات الجوية، لم يعلن الجيش اليمني عن بدء أي عملية عسكرية لاستعادة عاصمة محافظة الجوف والمديريات المحيطة بها، لكن الموقع الرسمي للقوات اليمنية المسلحة تحدث عما وصفها بـ”استعادة زمام المبادرة” في أطراف مدينة الحزم، عاصمة الجوف، “وترتيب إعادة التموضع بجاهزية قتالية ومعنوية عالية استعدادا لتحريرها”.

وسيطر الحوثيون، مطلع مارس/ آذار الجاري، على عاصمة محافظة الجوف وعدد من المديريات، في أكبر انتكاسة للقوات الحكومية المدعومة من السعودية منذ سنوات، وذلك بعد أسابيع من سيطرتهم على مديرية نهم، شرق صنعاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى