أخبار

محمد بن سلمان حضر مهرجان الإبل وغاب عن افتتاح الأولمبياد

سخر daraj العربي من تفضيل ولي العهد محمد بن سلمان حضور مهرجانا للإبل على المشاركة في افتتاح الأولمبياد في الصين على الرغم من الترويج المستمر للعلاقات القوية بين الرياض وبكين.

وهذه ليست المرة الأولى التي تدفع قرارات ولي العهد المفاجئة والغريبة إلى طرح التساؤلات عن غيابه ومن ثم ظهوره لاحقا وكأن شيئاً لم يكن.

ويسخر بعض المعارضين السعوديين منه بأنه ربما كان منشغلا في لعبته المفضلة في “ببجي” ونسي حضور افتتاح الأولمبياد!

ولوّحت السعودية مراراً من خلال حساباتها النشطة غير الرسمية وحسابات ما يعرف بـ”الذباب الالكتروني”،  بتقاربها مع الصين وروسيا “قوى الشرق” رداً على تغير السياسة الامريكية تجاهها بعد مغادرة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب وتولي الديمقراطي جوزيف بايدن السلطة قبل عام.

مع أي تطورات تطرأ على الساحة الاقتصادية أو السياسية بين السعودية من جهة وبين الصين او روسيا من جهة أخرى، فإن تغريدات ومقالات ساخرة من قوة الولايات المتحدة وعظمتها التي أقبلت على الاندثار من وجهة نظرهم، تخرج إلى العلن للتأكيد على وفرة الأحضان العالمية القوية من حول السعودية.

واليوم، للمرة الأولى في تاريخها تشارك السعودية في حفل ضخم تنظمه الصين، ليس سياسياً ولا اقتصادياً ولكن رياضياً هذه المرة: إنها دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين.

لكن لماذا تغيّب ولي العهد عن حضور هذه الفرصة بالغة الأهمية لتوثيق التحالف الجديد أمام عدسات إعلام الولايات المتحدة الحليف الضعيف؟

وسط أحداث وتطورات دولية واسعة راقب المتابعون كواليس افتتاح الحدث الرياضي الأضخم عالميا مطلع هذا العام في دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في بكين، والذي تغيّب عن حضوره عددٌ كبير من قادة الدول الغربية الداعمة للحريات، مقابل تسابق حضور زعماء دول تشارك الصين المستضيفة للحدث في كونها متهمة بملفات قمع الحريات والاقليات.

وراحت بعض وسائل الإعلام تسلط عدساتها على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحظة مرور وفد أوكرانيا في حفل الافتتاح لمتابعة ردة فعله، في ظل التوترات الإقليمية في أوكرانيا بين الولايات المتحدة وروسيا، وهكذا يبدو أن جميع أصدقاء الصين في الديكتاتورية كانوا حاضرين ليتفاجأ الجميع بغياب ولي العهد.

قبيل انطلاق حفل افتتاح الدورة، كثّفت وسائل الإعلام التقليدية السعودية والحسابات الإلكترونية الإخبارية السعودية جهودها لتسليط الضوء على الحضور المرتقب لمحمد بن سلمان مع حليف المستقبل الجديد الصين، وعن ترحيب الصين بزيارته وتجهيزاتهم لاستقباله، لا عن مشاركة السعودية الأولى في الأولمبياد الشتوية وتأهلها الوحيد بين دول الخليج الى جانب بلدين عربيين هما لبنان والمغرب فقط.

وبعد كل ذلك الزخم الإعلامي، لم يظهر بن سلمان، وحضرت الافتتاح بدلاً منه سفيرة السعودية في الولايات المتحدة ريما بنت بندر، حاضرة لتشجيع التمثيل السعودي وابن خالها وزير الرياضة والشباب عبدالعزيز بن تركي الفيصل.

وقبل عام من مواجهة العالم لجائحة كورونا، أعلنت السعودية رغبتها بتعليم لغة الماندرين الصينية في مراحل التعليم الأساسية والجامعية كلغة ثالثة إلى جانب الإنجليزية والعربية، الأمر الذي طرح العديد من التساؤلات حينها عن طبيعة العلاقة التي تتطلع إليها السعودية مع الصين.

هذه العلاقة كبرت وتحولت من مجرد لغة إلى شراكات استراتيجية شاملة، وخطط تعاون دفاعي وعملي، إذ خرجت أنباء نهاية العام 2021 عن مساعدة الصين السعودية في تطوير برنامج صواريخ باليستية.

من جهتها تتغاضى السعودية عن جرائم الصين تجاه مسلمي الإيغور “وهي القضية التي تستخدمها بعض الدول الغربية المقاطِعة لحضور الالعاب الاولمبية الشتوية في بكين كغطاء حقوقي بعيداً من السياسة والمنافسة الاقتصادية”.

بل إن منظمات دولية اتهمت السعودية بالتعاون مع الصين وتسليمها افراداً من مسلمي الإيغور أثناء زيارتهم السعودية لأداء العمرة أو الحج.

غاب محمد بن سلمان عن حضور حفل الافتتاح، رغم أنه حضر قبل أيام قليلة الحفل الختامي لمهرجان الإبل في السعودية نيابة عن والده الملك سلمان.

ولا تزال السياسة الأمريكية تنأى بنفسها عن التعامل مع ولي العهد بعد حادثة مقتل الصحافي جمال خاشقجي والذي كان يقيم في واشنطن، حتى وإن ارتمى فعلا بأحضان الصين او روسيا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى