فضائح السعودية

إطلاق أضخم مشروع لزيادة زيادة أعداد الجالية اليهودية في السعودية

كشفت وسائل إعلام عبري عن مشروع ضخم يقوده الحاخام الإسرائيلي يعقوب هرتسوغ لتأسيس “منزل حاباد” الديني في السعودية بغرض زيادة أعداد الجالية اليهودية في المملكة والتمهيد للتطبيع.

وذكرت وكالة Yent News العبرية، أن الحاخام هرتسوغ يسعى إلى الاستجابة للاحتياجات الدينية لليهود الذين يأتون إلى السعودية، حيث يقف وراء تأسيس “منزل حاباد” الديني.

وأوضحت أن الحاخام هرتسوغ قسم وقته بين الرياض وتل ابيب، ومنذ عام بدأ العمل بشكل عملي في هذا المشروع.

وصرح الحاخام هرتسوغ “تخطط كامل أسرتي للانتقال إلى المملكة، مع زوجتي وأطفالنا الثمانية، لنكون هناك ونستجيب لجميع الاحتياجات اليهودية، وبالطبع لنكون نوراً للأمم”.

يأتي ذلك فيما أظهر استطلاع معهد Washington Institute الأمريكي للدراسات أن أكثر من 83% من السعوديين يرفضون التطبيع وإقامة علاقات مع إسرائيل في أكبر دليل على فشل سياسات ولي العهد محمد بن سلمان للترويج للتطبيع التدريجي.

وسبق أن فضح رئيس وزراء إسرائيل الأسبق زعيم المعارضة فيها بنيامين نتنياهو محمد بن سلمان بالكشف عن دوره الكبير في تعزيز التطبيع الإقليمي وإقامة علاقات عربية مع تل أبيب.

وصرح نتنياهو بوضوح عن “تقديره لولي العهد محمد بن سلمان، على مساهمته في إنجاز أربع اتفاقيات سلام تاريخية حققناها – الاتفاقيات الإبراهيمية” في إشارة إلى اتفاقيات التطبيع مع كل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

وعلقت وسائل إعلام عبرية بأن نتنياهو وجه صفعة مدوية لمحمد بن سلمان بالكشف أنه شريك في اتفاقات التطبيع وأسهم في التوصّل إلى التطبيع مع 4 دول عربية.

ونتنياهو الآن هو زعيم للمعارضة في إسرائيل وكشف الأمر دون العودة لبن سلمان فقط لتحقيق مكسب انتخابي.

وقال نتنياهو: “إذا عدت إلى قيادة إسرائيل، فإنني أعتزم تحقيق اتفاقيات سلام كاملة مع المملكة العربية السعودية وكذلك مع دول عربية أخرى”.

وهذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها أي مسؤول إسرائيلي بهذا الوضوح عن مساهمة محمد بن سلمان في توقيع اتفاقات التطبيع مع إسرائيل.

ويرى مراقبون أن السجال داخل اليمين الإسرائيلي بات يتمحور حول: من الاقدر على التطبيع مع السعودية في ظل التشبث بالمواقف المتطرفة من الصراع وتوظيف التطبيع أيضا في تمكين إسرائيل من حسمه لصالحها.

وبينما يستعد الرئيس الأميركي جو بايدن لجولة في المنطقة يبدأها من تل أبيب مروراً بالرياض، كثف القادة الإسرائيليون والإعلام العبري الترويج لهذه الزيارة وتصنيفها تحت خانة “المكسب”، وسط الحديث عن “سوق شرق أوسطية مشتركة”، إلى جانب تحالف إقليمي بمشاركة السعودية.

وبهذا الصدد أعرب وزير المالية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن تطلعه إلى أن تضع زيارة باين للمنطقة الأسس لإقامة “سوق شرق أوسطية”، قائلاً: “لقد آن الأوان لبناء سوق مشترك جديد للشرق الأوسط يضم إسرائيل والسعودية والأردن”.

وردّاً على سؤال، خلال مؤتمر اقتصادي تستضيفه صحيفة كالكاليست، عما يتوقع أن تسفر عنه زيارة بايدن، قال ليبرمان “إنشاء سوق جديدة مشتركة في الشرق الأوسط. هذا هو التحدي الكبير”.

ومضى قائلاً “(هذه السوق) ستغير الواقع هنا من الأول إلى الآخر في كل من المجالين الأمني والاقتصادي. لذلك آمل أن يكون التركيز خلال زيارة بايدن على إقامة هذه السوق الجديدة في الشرق الأوسط”.

وأضاف ليبرمان أن رؤيته الإقليمية تشمل “نوعاً من طريق سريع عابر للشرق الأوسط” وشبكة للسكك الحديدية تربط الدول الشريكة. وجاء تصريح ليبرمان هذا في سياق إبراز وسائل الإعلام الإسرائيلية توقعات بأن تنجح زيارة بايدن إلى المنطقة، لا سيما حقيقة توجهه من مطار بن غوريون إلى جدة بشكل مباشر، كرمز للتطبيع مع السعودية.

ويروج الإعلام العبري لخطوات التطبيع مهما كانت صغيرة مع السعودية، وفق تصريحات في هذا الاتجاه تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، أخيراً، نقلاً عن رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالي يئير لبيد خلال جلسة الحكومة الأسبوعية وإعلانه أن بايدن سيحمل معه إلى الرياض رسالة “سلام إسرائيلية” لكل شعوب المنطقة.

وتسهب وسائل إعلام إسرائيلية في هذا السياق في الحديث عن صفقات جديدة قد تبرمها إسرائيل بوساطة أميركية، بما في ذلك مع السعودية، والتلويح لاحتمالات وضع أسس لتحالف أمني دفاعي إقليمي، موجه بالأساس ضدّ إيران ونشاطها في المنطقة.

وتمضي السياسة الإسرائيلية في تعزيز اتفاقيات التحالف مع دول الإمارات والبحرين والمغرب والسودان والمعروفة باسم اتفاقيات “أبراهام”، وهي اتفاقيات أعقبتها اتفاقيات تعاون ثنائية بين هذه الدول وإسرائيل في كافة المجالات.

وتتجاوز المشروع المطروح بالأساس إسرائيلياً تحت مسمى حلف دفاعي إقليمي، على أساس إشراك إسرائيل كطرف في مواجهة إيران، لكنه يهدف أساساً من وجهة نظر تل أبيب إلى إخراج هذ الدول وسد الطريق أمامها وأمام إيران من التوصل لتفاهمات ثنائية بعيداً عن إسرائيل.

وتبرز التقارير الإسرائيلية مسألة إحراز تقدّم في العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وأن يتم الإعلان عن هذه التفاهمات، من قبل بايدن، خلال وجوده في السعودية، بعد القمة المقررة مع زعماء عدد من دول الخليج.

وأشارت هيئة البث الإسرائيلية العامة (كان 11) مساء الأحد إلى احتمال توقيع صفقة أمنية (أي صفقة أسلحة وعتاد عسكري) كبيرة بين السعودية وإسرائيل بجهود أميركية.

وتحاول إسرائيل التركيز على مسألة الرحلة المباشرة من تل أبيب إلى الرياض، التي من المقرر أن يقوم بها بايدن بعد إنهاء زيارته لإسرائيل، الجمعة، كمؤشر إلى تطبيع مع السعودية، واعتبار هذه الرحلة المباشرة الأولى من نوعها، على الرغم من أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، كان قد وصل إلى إسرائيل عام 2017 بعد قمة مع دول الخليج مباشرة، ولكن في الاتجاه المعاكس، أي من السعودية إلى مطار اللد.

وكرّر المسؤولون الإسرائيليون إبراز هذا الأمر في أكثر من مناسبة، كان آخرها عندما أعلن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي أيال حولاتا، خلال مؤتمر سنوي لصحيفة كالكاليست الاقتصادية، أنه “ليست صدفة أن يأتي بايدن إلى هنا يوم الأربعاء، ثم يتجه إلى السعودية برحلة جوية مباشرة”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى