فضائح السعودية

أخطر أدوار محمد بن سلمان في دعم إسرائيل سرا

على مدار السنوات الأخيرة بات ولي العهد محمد بن سلمان يلعب أخطر أدوار دعم إسرائيل في المنطقة ويتخذ من الترويج للتطبيع العلني واجهة لمخططات أشدّ خطورة وأكثر خبثًا.

ويجمع مراقبون على أن المملكة لن تطبّع مع إسرائيل في القريب العاجل لأسباب أهمها التطبيع ليس سوى واجهة لشرعنة العلاقات التي هي موجودة بالأساس

وبحسب المراقبين إحدى غايات المد والجزر في تصريحات الطرفين صرف الأنظار عمّا يجري فعليًا، لا سيما أن لمحمد بن سلمان أدوار أخطر ينفّذها حاليًا.

إذ منذ صعوده لولاية العرش، شنّ ولي العهد حربًا شرسة لتغيير المملكة دينيًا وأخلاقيًا وقيميًا وجرفها عن تراثها العربي والإسلامي.

وكان للتطبيع نصيب، إذ لا نكاد ننام ونصحى إلا على أخباره وآخرها تصريحات وزير الخارجية والتي يستدعي المنطق السياسي تأجيلها لحين انتهاء حرب غزة على الأقل!

وكثرة الحديث عن تطبيع المملكة له ظاهر وباطن، إذ أنه في الظاهر يكسر الحاجز النفسي للدول العربية والإسلامية ويشجّعها على الانخراط أيضًا نظرًا لرمزية المملكة.

وأما الباطن فتجاذب التصريحات هو لإشغال الرأي العام وجّره بعيدًا عن البوابة الخلفية التي ينفّذ من خلالها ولي العهد دوره.

وبحب المراقبين فإن التطبيع مع كل الدول العربية وسيلة ولكن التطبيع مع السعودية غاية.

وأمّا التفاصيل، فتطبيع السعودية مع إسرائيل يحمل أبعادًا خطيرة تبدأ من ارتباطه المباشر بأمن “إسرائيل” في المنطقة وتنتهي بكونه جزءً من حلمهم الأكبر والأخطر: “دولة إسرائيل الكبرى”.

ولا مطامع واضحة للاحتلال في دول كالإمارات والبحرين، بينما أطماعهم في السعودية مباشرة، فجبل اللوز بتبوك جزء من صحراء سيناء وأرضهم الموعودة وقادتهم لا يخططون لاحتلاله مباشرة، بل يتوقّعون حصول أحداث متتالية ستتسبّب بابتلاع إسرائيل للمنطقة الشمالية من السعودية.

نيوم…عاصمتهم المستقبلية!

لم يعد خافيًا أن نيوم التي جعلها ولي العهد أهم مشاريع رؤيته لن تكون مدينة السعوديين بل مدينة “الإسرائيليين”!

فاسمها مشتق من مملكة نعوم التوراتية  ממלכת נוים  وموقعها في قلب دولتهم المزعومة “إسرائيل الكبرى” وتبعد عن حدود دولة الاحتلال 160 كم فقط!

وبعيدًا عن الأحلام النظرية، فشركات إسرائيل تعمل مباشرة في نيوم وأخطر مفاصلها وهو قطاع البيانات ونظم المعلومات تديره شركة Check Point الإسرائيلية.

ومن هنا تصريح الحاخام اليهودي يعقوب يسرائيل بأنه تم طرح فكرة نيوم عليه قبل سنوات، فمن الذي طرح الفكرة عليه ولماذا تُطرح على حاخام إسرائيلي؟.

تيران وصنافير… أمنهم الاستراتيجي!

أتم ولي العهد اتفاقية نقل ملكية الجزيرتين من مصر للسعودية بعد عقود من التعثّر، والتي تقضي بجعلها مياهًا دولية تسمح بالملاحة الحرة دون تدخل أي طرف!

أي لن يستطيع أحد تهديد “إسرائيل” مستقبلًا أو منعها من الملاحة في المضيق الاستراتيجي!

حسب مؤسسة Samawal الإسرائيلية منسّقة عمليات التطبيع فإن “إضفاء الطابع الرسمي لتطبيع السعودية ليس بسبب المخاوف من إيران بل النفوذ الاقتصادي لنيوم الذي يتطلب سيطرة السعودية على مضيق تيران”

نظرة جغرافية تؤكد ارتباط الجزيرتين وموقعهما الاستراتيجي بنيوم و”دولة إسرائيل الكبرى”!

إعادة الآثار…وحلم إعمار الديار!

عند توقيع اتفاقية كامب ديفد، وقفت رئيسة وزراء الاحتلال السابقة جولدا مائير عند خليج العقبة والتفتت تجاه السعودية وقالت بصلافة: “إنني من هذا المكان أشم نسيم خيبر ويثرب، إنني أشم رائحة أجدادي في خيبر”

فما الذي فعله وليّ العهد لتحقيق أحلامهم؟!

فسح محمد بن سلمان المجال لهم، فمشروع “ديارنا” مثلًا نال أهمية خاصة لديه وأوفد محمد العيسى لزيارة مقرهم في نيويورك وامتداح منسق المشروع ومنح تسهيلاتٍ لعمل طواقمهم في السعودية.

بل إن قناة MBC استضافت مؤسسها الصـهيوني الأمريكي جيسون غوبرمان، عبر برنامج “في الآفاق” ليروّج لمشروعه!

على أرض الواقع، بدأت التحرّكات الفعلية المريبة، فالاهتمام بآثارهم أخذ حيّزًا كبيرًا من الحكومة السعودية، فضلًا عن التسهيلات الكبرى التي تُقدّم لمؤسساتهم.

ونقل موقع France24 إعادة تأهيل آثار خيبر وبناء منتجع سياحي يضم خبيرًا في “علاج الطاقة” يُدعى “شموئيل chamuel”.

السماح بتملّك الاجانب… القانون الأخطر

لمكة والمدينة قدسية خاصة، ولذا نص النظام المعمول منذ عقود على “أنه لا يجوز لغير السعودي بأي طريق غير الميراث اكتساب حق الملكية أو حق الارتفاق أو الانتفاع على عقار واقع داخل حدود مدينتي مكة والمدينة”.

وفي أبريل 2022 أجرى ولي العهد تعديلًا على القانون أضاف فيه “الأشخاص المحظور عليهم دخولهما” من حق التملّك!

بمعنى إلغاء حظر التملك على باقي الجنسيات الأجنبية سوى للمحظورين من دخولهما.

وهذا ما سيفتح الباب على مصراعيه للإسرائيليين بالتملك في المدينتين المقدّستين.

من البديهي أن معظم الإسرائيليين يمتلكون جوازات أخرى ودخولهم واستثمار شركاتهم في المملكة يزداد كل يوم.

فضلًا عن إمكانية شراء عقارات مكة والمدينة بجنسيات إماراتية بعد تعديل الإمارات لقانون التجنيس وما رافقه من تسريبات بحصول آلاف الإسرائيليين على الجنسية الإماراتية.

ومع استعراض المحاور الأربعة المذكورة التي ينفّذها ولي العهد بنفسه ستمكّن إسرائيل من التغلغل في المملكة فيما يصبح الحديث عن تغيير مناهج التعليم والسماح لطيرانهم بالتحليق واستضافة مسؤوليهم وشركاتهم… بل حتى التطبيع العلني إن تم، ستصبح كل هذه الأمور بسيطة.

وقد اختار محمد بن سلمان أسوأ طريق لضمان بقائه في العرش، يقوم على طريق الخيانة وبيع القيم والمبادئ بل وتمكين أعتى الأعداء وأشدهم خطورة من أراضي المملكة ومقدساتها.

ولم يدر محمد بن سلمان أنه سيصبح أول كبش فداءٍ للإسرائيليين يتخلّصون منه فور انتهاء مهمته القذرة، فضلًا عن الذل والعار الذي سيحمله للأبد!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى