نظام آل سعود يستجدي تدريبا أمريكيا لمخابراته
كشفت وسائل إعلام أمريكية عن استجداء نظام آل سعود الإدارة الأمريكية من أجل القيام بتدريب لعناصر جهاز مخابراته الأمر الذي رفضته واشنطن.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن الخارجية الأميركية رفضت مؤخرا مقترحا بتدريب مخابرات آل سعود خشية أن تستغل التدريبات في القيام بأعمال أخرى غير مشروعة.
وأضافت الصحيفة الأميركية بموقعها الإلكتروني أن الرفض سببه مخاوف من تنفيذ عمليات سرية خارجة عن القانون مثل عملية قتل الصحفي جمال خاشقجي قبل أكثر من عام بالقنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية.
وأوضحت أن ما دفع مسؤولي الخارجية ووكالة المخابرات المركزية (سي آي أي) لرفض المقترح المقدم من قبل شركة “داين كورب” -التي توفر خدمات أمنية وعسكرية للحكومة الأميركية- هو التقارير التي تفيد بأن نظام آل سعود مستمر في انتهاكات تشمل محاولة إعادة معارضين في الخارج بالقوة، واعتقال الناشطين الحقوقيين، ومراقبة عائلة خاشقجي في الخارج.
كما قالت الصحيفة إن المسؤولين الأميركيين يخشون أن ولي العهد محمد بن سلمان لم يقتنع بضرورة إصلاح جهاز المخابرات ومحاسبته كي تستقر العلاقة بين واشنطن والرياض.
وأشارت أيضا إلى أن الجانب الأميركي غاضب من عدة أمور من بينها أن المستشار السابق بالديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، المقرب من بن سلمان، لم يحاكم ويواصل العمل من وراء الكواليس رغم أن وزارة الخزانة الأميركية اعتبرته منظم عملية اغتيال خاشقجي.
وسبق أن كشفت صحيفة واشنطن بوست عن معلومات تشير إلى أن بعض قتلة الصحفي خاشقجي تلقوا تدريبات سابقة في الولايات المتحدة ما شكل إحراجا كبيرا للإدارة الأمريكية.
وأشارت الصحيفة في حينه إلى تسبب جريمة قتل خاشقجي في تأثيرات على شراكة الدفاع والاستخبارات الأميركية السعودية وتجميد مستقبل العلاقة بين البلدين في انتظار إجابات من الرياض.
وبحسب الصحيفة فإنه ما لم يتحمل بن سلمان مسؤولية هذه القضية ويقبل اللوم عن الأعمال القاتلة التي ارتكبت باسمه، فإن علاقته بأميركا ستبقى متصدعة.
وقالت إنه بالرغم من زعم المسؤولين السعوديين بأن بن سلمان أجرى تغييرات، بإقالة منسق عملياته السرية السابق سعود القحطاني، تظل آلة القمع السعودي سليمة ويديرها العديد من الأشخاص أنفسهم الذين عملوا مع القحطاني.
وأضاف أن قصة خاشقجي درس في كيف يمكن لدول أخرى إساءة استخدام قدرات الاستخبارات والعمليات الخاصة التي تدعمها الولايات المتحدة، وأن هذا هو أوضح استنتاج ظهر من هذا التقرير.
وتحدثت الصحيفة عن خطة أميركية معلقة لتدريب وتحديث جهاز المخابرات السعودي في انتظار موافقة الخارجية الأميركية. وهذا المشروع طورته “Culpeper National Security Solutions”، وهي وحدة تابعة لشركة “DynCorp” بمساعدة بعض المسؤولين السابقين البارزين بالسي آي أي، ولم يتم القيام بأي عمل في المشروع.