أخبار

محمد بن سلمان ينفق مليارات جديدة على عائلة ترامب

كشفت وسائل إعلام أمريكية وأوروبية أن ولي العهد محمد بن سلمان عمد إلى إنفاق مليارات جديدة على عائلة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أملا في دعم عودة الأخير إلى البيت الأبيض.

وأبرز موقع Raw Story الأمريكي أن السعودية بأوامر من محمد بن سلمان تحوّل المليارات إلى عائلة ترامب، مع بدء عودة ترشحه للرئاسة مرة أخرى.

وأشار الموقع إلى أن محمد بن سلمان لا يتردد بالموافقة على أي صفقة تجارية تعرضها عائلة ترامب وشركاته لتعزيز التحالف مع الرئيس الأمريكي السابق.

فيما قالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية إن علاق المصالح الاقتصادية والتجارية بين محمد بن سلمان وترامب تثير انتقادات شديدة.

وذكرت الصحيفة أن ترامب أبرم صفقة خارجية جديدة وأثار قضية أخلاقية قديمة حول تضارب المصالح بين السياسة والاعمال.

فيما قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن ترامب تستر على جرائم محمد بن سلمان وهو ما يفسر هوس ولي العهد في إبرام الصفقات التجارية معه.

وكشفت المجلة في تقرير لها أن ترامب الآن يتربح من خلال استضافته بطولة الجولف كغسيل رياضي للطاغية السعودي.

وقبل يومين كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن سلسلة فضائح فساد مدوية بين السعودية والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وبحسب الصحيفة أبرمت مجموعة ترامب صفقة مع شركة عقارية سعودية لترخيص اسمها لمجمع سكني ومجمع جولف سيتم بناؤه في سلطنة عُمان.

وذكرت الصحيفة أن الصفقة الجديدة تجدد دوامة من الأسئلة بشأن اختلاط مصالح الرئيس السابق دونالد ترامب بين السياسة والأعمال.

وأشارت إلى أن الصفقة الجديدة بين منظمة ترامب وشركة العقارات السعودية؛ تأتي في الوقت الذي تغرق فيه منظمة الرئيس السابق بالمشاكل القانونية، وهي قيد المحاكمة بتهمة الاحتيال الضريبي الجنائي.

ونبهت الصحيفة أن مجموعة ترامب أقامت علاقة مع شركة LIV للجولف المدعومة سعودياً، والتي أقامت مؤخراً مباراة في ملعبه الخاص في فلوريد، وفي ذلك الحدث دافع ترامب عن الحكومة السعودية بشأن أسئلة حول انتهاكات حقوق الإنسان.

كما نشرت الصحيفة وثائق توضح إنفاق النظام السعودي سلمان ببذخ في فندق ترامب، خلال فترته الرئاسية، حيث أنفقت وزارة الدفاع السعودية أكثر من 85000 دولار، بما في ذلك استئجار عدة أجنحة بقيمة 10500 دولار.

وتمت الإشارة إلى اثنين من المسؤولين الذين مكثوا في فندق ترامب باسم “سعادة”، مما يشير إلى أن العائلة المالكة السعودية أو كبار الوزراء في الحكومة كانوا يقيمون في الفندق.

وسبق أن نشرت مجلة «جلوبال فيلدج سبيس» مقالًا تحليلا أعدَّه الباحث الدولي جيمس دورسي، يتناول خفايا استثمار ولي العهد محمد بن سلمان في العودة المحتملة لدونالد ترامب أو أي جمهوري له ميول مماثلة إلى البيت الأبيض.

وجاء في المقال أن السعودية تراهن على أن تحظى بحفاوةٍ أفضل في واشنطن إذا فقَدَ الديمقراطيون سيطرتهم على الكونجرس خلال انتخابات التجديد النصفي لهذا العام أو فوز ترامب الابن أو أي مرشح جمهوري له ميول مماثلة بالبيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية المُقرَّر إجراؤها عام 2024، أو كلاهما.

ويشير النهج الذي تتَّبعه السعودية إلى أن المملكة لم تفقد الأمل في الولايات المتحدة، على الرغم من أنها فقدت الثقة في  بايدن بسبب موقفه من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وجهوده الرامية إلى إحياء إبرام اتفاق نووي مع إيران.

ويشدِّد المقال على أن هذا النهج يشير إلى أن السعودية تدرك أن الصين وروسيا غير قادرتين، أو غير مستعدتين، لأن يحلَّا محل الولايات المتحدة بوصفها ضامنًا لأمن المملكة، على الرغم من أن واشنطن أثبتت في السنوات الأخيرة أنها شريك غير جدير بالثقة على نحوٍ متزايد، بحسب الكاتب.

واقترح ابن سلمان ما جَالَ في خاطره عندما وافق على أن يستثمر «صندوق الاستثمارات العامة»، وهو صندوق الثروة السيادية في السعودية، ملياري دولار في صندوق أسهم خاصة مثير للجدل، خلافًا لما نصح به فريق الفحص في صندوق الاستثمارات العامة وبحسب المقال، أسَّس جاريد كوشنر، صِهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومستشاره السابق الذي حافظ على علاقة وثيقة مع ولي العهد السعودي، صندوق «أفينيتي بارتنرز» مؤخرًا، وهو صندوق أسهم خاصة.

ويروِّج صندوق «أفينيتي بارتنرز» في عرض شرائح للتقدم الذي أحرزه في السعودية ومنظمة البلدان المصدِّرة للنفط (أوبك) وشركائها، بما في ذلك روسيا، بفضل السنوات التي قضاها كوشنر في البيت الأبيض.

وفي العام الماضي، استثمر صندوق الاستثمارات العامة مليار دولار في شركة «ليبرتي إستراتيجيك كابيتال»، وهي شركة أسهم خاصة أسَّسها ستيفن منوتشين، وزير الخزانة السابق في إدارة ترامب والمدير التنفيذي المالي السابق في صحيفة «وول ستريت جورنال».

وعلى عكس الاستثمارات التي ضخها صندوق الاستثمارات العامة في الصندوق الذي أسَّسه منوشين، أثار خبراء في صندوق الثروة السيادية في السعودية اعتراضات على الاستثمار في صندوق «أفينيتي بارتنرز».

ووفقًا للمقال، تضمَّنت الأسباب التي ساقتها لجنة الفحص التابعة للصندوق السعودي ما يلي: «قِلَّة خبرة إدارة صندوق أفينيتي بارتنرز»، بالإضافة إلى أن مقال العناية الواجبة «غير مرضٍ من جميع الجوانب» وأن رسوم إدارة الأصول المُقترحَة بدت «باهظة»، فضلًا عن «مخاطر العلاقات العامة».

وأشار المُحلَّلون إلى أن ابن سلمان، الذي يترأس صندوق الاستثمارات العامة، كافأ كوشنر على الدعم الذي قدَّمه في عِدَّة مناسبات خلال رئاسة ترامب.

ومع ذلك، من المرجَّح ألا يقتصر الغرض من هذا الاستثمار السعودي على الإعراب عن تقدير المملكة للمساعدة التي قدَّمها كوشنر سابقًا.

ولكنَّه يُمثِّل أيضًا استثمارًا في عودة محتملة لترامب أو لجمهوري مثله إلى البيت الأبيض.

ووفقًا للرسائل النصية ووثائق المحكمة التي نشرتها الصحافية فيكي وارد، استغلَّ كوشنر منصبه في إدارة ترامب لمساعدة بن سلمان على تهميش دور ولي العهد آنذاك محمد بن نايف، تلك الشخصية التي كانت تحظى بالقبول لدى الاستخبارات الأمريكية ودوائر السياسة الخارجية.

ويضيف المقال: على عكس ترامب، الذي خالف التقاليد المعتادة عندما جعل السعودية أول بلد أجنبي يزوره بعد أن أصبح رئيسًا للولايات المتحدة، و كوشنر، الذي ظل على اتصال وثيق مع بن سلمان على الرغم من الخلافات المتعددة، رفض بايدن حتى وقتٍ قريبٍ أن يتعاون حتى مع ولي العهد السعودي بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018.

ورفض بن سلمان مؤخرًا الجهود التي يبذلها بايدن من أجل مناقشة مسألة إنتاج النفط مع ولي العهد السعودي في محاولةٍ لخفض الأسعار في أعقاب حرب أوكرانيا.

وردًا على سؤال وُجِّه إلى بن سلمان الشهر الماضي، أثناء إجراء مقابلة معه: «هل أساء بايدن فهمه؟»، قال ولي العهد السعودي لمحاوره: «ببساطة، أنا لا أهتم».

ويرى المقال أن بن سلمان، مثل نظيره الإماراتي محمد بن زايد، يشعر أن الولايات المتحدة فشلت في أن ترد بقوة على الهجمات التي شنَّتها إيران أو متمردين حوثيين يمنيين مدعومين من طهران واستهدفت منشآت نفط سعودي وإماراتي وغيرها من البنية التحتية.

كما ينتقد الزعيمان الخليجيان الجهود التي يبذلها بايدن من أجل التفاوض بشأن إحياء الاتفاق الدولي لعام 2015، الذي يشهد حالة احتضار، والذي كبح جماح البرنامج النووي الإيراني من دون التطرُّق لبرنامج الصواريخ الباليستية الذي تنفذه الجمهورية الإيرانية ودعم طهران للميليشيات الشيعية في مختلف البلدان العربية.

ومن المؤكَّد أن ترامب اتَّسم بمزيدٍ من الحِدَّة عندما رفض أن يتصدى للهجمات المدعومة من إيران عام 2019، والتي استهدفت بعض أهم منشآت النفط في السعودية.

وقال ترامب في ذلك الوقت: «كان ذلك هجومًا على السعودية، ولم يكن هجومًا علينا»، ليؤكد بصورة ضمنية أن الولايات المتحدة لا تلتزم التزامًا يشبه التزامات حلف شمال الأطلسي «الناتو» في الدفاع عن المملكة.

وفي الوقت ذاته، وفقًا للمقال، أشار ترامب إلى أن موقفه تجاه مساعدة السعودية في إطار تصدِّيها للهجوم يقوم على تبادل المنفعة، وقال ترامب: «سنساعدهم بالتأكيد».

وأضاف: «إذا قررنا أن نتخذ إجراءً، فسيشاركون (أي السعوديين) فيه بصورةٍ كبيرةٍ، وهذا يتضمن أن يدفعوا لنا، وهم يفهمون ذلك تمامًا».

وفي ظِل غياب البدائل، قد يشعر بن سلمان براحة أكبر تجاه هذا النهج، لا سيما في ظِل الجو السائد حاليًا في واشنطن وعدم وجود تفاهمات أمنية مُحدَّثة واضحة الصياغة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى