أخبار

مركز دراسات: بايدن يواجه معضلة النفط مقابل حقوق الإنسان بزيارته للسعودية

قال “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يواجه معضلة النفط مقابل حقوق الإنسان بزيارته المرتقبة إلى السعودية الشهر المقبل.

وذكر المركز أنه على الرغم من تسليط الضوء في الآونة الأخيرة على معضلة “النفط مقابل حقوق الإنسان” التي تعيشها واشنطن، فقد يتمحور الأثر الأكبر لزيارة الرئيس الأمريكي في النهاية حول العلاقات العربية الإسرائيلية.

وجاء في تحليل للمركز: في الرابع عشر من حزيران/يونيو، كانت الأخبار المهمة من الشرق الأوسط هي الإعلان عن تاريخ 13-16 تموز/يوليو كموعد لزيارة بايدن المنتظرة منذ فترة طويلة إلى المنطقة، وعن بعض تفاصيل هذه الزيارة.

لكن وسائل الإعلام قلّلت من شأن التكهنات المتزايدة حول إمكانية أن تؤدي الزيارة إلى تقدّم في العلاقات السعودية – الإسرائيلية، الأمر الذي سيغيّر بشكل جذري السياسة المعتمدة في الشرق الأوسط.

وعموماً، أوضح المقال التحليلي الرئيسي اليومي لـ “بيغ ريد” في الرابع عشر من حزيران/يونيو في صحيفة “الفاينانشال تايمز”، الأهمية الأساسية للزيارة إلى إسرائيل والضفة الغربية الفلسطينية والسعودية.

وأعاد العنوان الرئيسي في الصحيفة “النفط مقابل حقوق الإنسان: مهمة بايدن المثيرة للجدل إلى السعودية”، سرد القصة التي برزت في الأشهر القليلة الماضية حول قلق واشنطن بشأن أسعار النفط وخيبة أمل دول الخليج العربي من حجم الدعم الذي تتلقاه من الولايات المتحدة، لا سيما فيما يتعلق بالتهديد الذي تطرحه إيران ووكلاؤها في المنطقة.

ولم يكن من المفاجئ أن إحدى النقاط المذكورة كانت جريمة قتل الكاتب في صحيفة “واشنطن بوست” والمنشق السعودي جمال خاشقجي عام 2018، حيث لا تزال أصابع الاتهام تشير إلى حاكم المملكة الفعلي ولي العهد محمد بن سلمان.

وفي هذا السياق، بنى مقال “بيغ ريد” على افتتاحية نشرتها “الفاينانشال تايمز” في 13 حزيران/يونيو بعنوان “انعطاف جو بايدن بشأن السعودية يكشف معضلة الطاقة في الغرب”، التي سلّطت الضوء على “الصفقة مع الشيطان” التي تجسّد اعتماد الديمقراطيات الغربية على الأنظمة الاستبدادية الغنية بالنفط حيث تغض الأولى الطرف عن “انتهاكات حقوق الإنسان” التي ترتكبها الأخيرة.

وأنهى المقال بالاستنتاج التالي: “في خضم السعي إلى توفير إمدادات بديلة عن النفط والغاز الروسي، على [الديمقراطيات الغربية] تجنّب تكرار أخطاء الماضي وعدم منح أمثال محمد بن سلمان منافع من دون مقابل”.

ومع ذلك، ربما يكون الجانب الأكثر إثارة للاهتمام في الزيارة القادمة للرئيس الأمريكي هو الطريقة التي يمكن بها تعزيز الأمن الراسخ وتطوير الروابط الاقتصادية التي لا تزال سرية أساساً.

وفي هذا الخصوص، كان عنوان أحد مقالات الرأي الطويلة في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في العدد الصادر بتاريخ 14 حزيران/يونيو: “محمد بن سلمان يفرض ثمناً لتوثيق العلاقات مع إسرائيل”.

ويبدو أن هذا الثمن هو التواصل المباشر مع بايدن واعتبار ولي العهد زعيم المملكة [الفعلي] من حيث المشاركة السياسية.

لكن يبدو أن الرئيس الأمريكي ينظر إلى ولي العهد السعودي بدرجة من الاشمئزاز بسبب أسلوبه، لا سيما في مجال حقوق الإنسان، ولذا فقد فضّل إبقاءه بعيداً. ومهما يكن، من الواضح أنه سيكون هناك اجتماع عمل بين بايدن ومحمد بن سلمان.

وكانت حساسية عدم وجود علاقة بين بايدن ومحمد بن سلمان واضحة في الإحاطة الصادرة عن البيت الأبيض بشأن الرحلة، والتي أشارت إلى أن الرئيس الأمريكي “سيرى” ولي العهد، في حين ذكرت نسخة السفارة السعودية عن جدول الرحلة أنه سيلتقي به.

ويفضّل البيت الأبيض التركيز على أن الشخصية الأساسية التي سيحاورها بايدن أثناء وجوده في السعودية ستكون الملك سلمان، الوالد المريض لمحمد بن سلمان (37 عاماً) البالغ من العمر 86 عاماً.

وعلى أنه سيحضر اجتماع قمة ينظمه مجلس التعاون الخليجي (السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان) وقادة “الدول الثلاث الإضافية”: الأردن والعراق ومصر. ومن المرجح أن يكون المغرب، الذي يجمعه اتفاق سلام مع إسرائيل، حاضراً أيضاً.

وهناك تكهنات كبيرة في أوسط بعض المراقبين السعوديين بأن إسرائيل ستحضر هذا الاجتماع أيضاً، أو ربما حدثاً موازياً، لكي يمكن لبعض القادة، من خلال استخدامهم مناورة دبلوماسية، تجنب مثل هذا الاتصال المباشر.

ولا يزال هناك شهر لزيارة بايدن وقد يحدث الكثير من الخطأ في غضون ذلك. فالملك سلمان في حالة صحية غير مستقرة حيث بقي في المستشفى لبضعة أيام “للراحة” بعد خضوعه لتنظير القولون قبل بضعة أسابيع (وهذا الأمر في حد ذاته مستوى مدهش من الصراحة).

وقد تنتهز إيران الفرصة لتذكير جيرانها الإقليميين بأنها تعتبر نفسها اللاعب الرئيسي في المنطقة. ففي النهاية، حتى الولايات المتحدة تستخدم تسمية “الخليج الفارسي”.

ويتمثل متغير جديد هذا الأسبوع في هوية رئيس الوزراء الإسرائيلي بحلول ذلك التاريخ، فحكومة نفتالي بينيت الائتلافية على شفير الهاوية.

بغض النظر عما ستؤول إليه الأمور، فطالما سيُقلع الرئيس بايدن في الطائرة الرئاسية، سيكون للترحيب الذي سيحظى به من عبارات “مرحباً بكم في الشرق الأوسط” عدة معانٍ محتملة معتادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى