فضائح السعودية

فيديو يفضح مرتزقة حفتر من السلفيين المداخلة المدعومين من السعودية

فضح فيديو للواء المتقاعد خليفة حفتر استعانته بمرتزقة من السلفيين ضمن سرايا تنظيم المداخلة الإرهابي المدعومين من السعودية ضمن انقلابه على الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا.

وظهر في الفيديو حفتر يخاطب جنود سرايا المداخلة في معسكر تدريب يتبع ميليشياته في بنغازي وهو يحرضهم على خدمة مخططاته الإجرامية وعدم التعامل بأي رحمة، معترفا بتعامله الطويل مع جماعات السلفيين

وشكل الفيديو اعترافا مباشر من حفتر بالارتباط مع جماعات السلفيين الإرهابية والاعتماد على مرتزقة للقتال في صفوف قواته بدعم صريح من السعودية والإمارات ومصر.

جدير بالذكر أن ﺍﻟﺴﻠﻔﻴين ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻠﺔ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﺴﻠﻢ ﺳﻨﻲ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، واكتسب ﻧﻔﻮﺫﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻧﺤﺎء ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ. ويجمع مراقبون على أن ﺻﻌﻮﺩﻫﻢ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻘّﺪ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺮﺍﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ.

يشار إلى أن السلفيين أضحوا مكونا في السياسة الخارجية لنظام آل سعود، تسعى الرياض من وراء نشرها إلى مجابهة تحديات كبرى – حسب زعمها – أولها تأجيل مطالب التغيير الديمقراطي في داخل المملكة، وثانيها الاحتماء من إيران، وثالثها بناء درع ديني في مواجهة حركة إسلامية زاحفة هي “الإخوان المسلمون”.

وفي ضوء المتغيرات في العالم العربي يشكل السلفيون الوهابيون رقما مهما في الصراع على السلطة كما هو الشأن في اليمن ومصر والكويت، فيما لا يزال ممثلوهم في دول أخرى يقاتلون لدخول المعترك السياسي، كما هو الحال في سوريا وليبيا.

ويعتقد أن السلفيين جميعهم، على اختلاف جماعاتهم، يولون نظام آل سعود، الحاضن للفكر السلفي بامتياز الذي نشأ على أرض نجد بشبه الجزيرة العربية، واليوم تعتبر المملكة الراعي الأول للتيار السلفي الوهابي في العالم.

وحتى حين تعرضت أسرة آل سعود لضغوط دولية كبيرة، غداة هجمات 11 سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة، للحد من قوة المؤسسة الدينية، جارت الرياض الضغط ولم تتنازل عن الدور الذي توليه لدعاة الفكر الوهابي في المملكة.

وسعت الأيديولوجية الوهابية، التي تعتبر أيديولوجية أممية، إلى حماية نفسها من خلال دعم المؤسسات في الخارج، في أوروبا والعالم العربي.

ومؤخرا فضح تحقيق فرنسي حجم مؤامرة نظام آل سعود في ليبيا عبر تمويل مرتزقة روس للقتال في صفوف ميليشيات حفتر في حربه ضد حكومة الوفاق الوطني في البلاد إلى جانب السلفيين .

وقال التحقيق الذي نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية، إن نظام آل سعود متورط بتمويل عمليات مرتزقة فاغنر الروس الذين يقاتلون إلى جانب ميليشيات حفتر في ليبيا لنشر الفوضى والتخريب في البلاد.

وذكر التحقيق أن دعم حفتر ليس أكثر من أداة ضغط تفاوضية استخدمتها روسيا لتثبيت وجودها في ليبيا كلاعب رئيسي.

وأشارت إلى أن تقريرا أمميا كشف أن مقاتلين أجانب قادوا ستين غارة جوية دقيقة، من أصل 170 شنها طيران موال لحفتر على
العاصمة طرابلس. ونقلت لوموند عن خبراء قولهم إن هؤلاء المقاتلين من مصر والإمارات.

ويعتقد أن تدخل آل سعود في ليبيا يأتي ضمن توجهات حلفائه في الإمارات ومصر وله علاقة وثيقة بالصراع على الغاز في منطقة شرق المتوسط.

كما كان أكد موقع بريطاني أن نظام آل سعود يعمل على مضاعفة دعمه للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر في محاولته الانقلاب على حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في ليبيا.

وقال موقع ميدل إيست آي الإخباري البريطاني إن نظام آل سعود يكثف جهوده من أجل أن يكون له نفوذا في أي تسوية سياسية للصراع في ليبيا.

وأورد الموقع في مقال للصحفي صامويل رماني أن المملكة والإمارات قلقتان من تزايد نشاط تركيا في ليبيا لصالح حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، فيما يبدو انخراط المملكة المتعاظم في ليبيا واضحا في المجالين الدبلوماسي والعسكري.

وكانت صحيفة لوموند الفرنسية كشفت في 24 يناير/كانون الثاني الماضي عن أن نظام آل سعود قدم مساعدة مالية لمجموعة “فاغنر” (منظمة روسية شبه عسكرية تنشر مرتزقة في ليبيا دعما لقوات حفتر).

ويقول الكاتب إنه مع أن وزارة الخارجية السعودية لم تتطرق لمزاعم لوموند، فإنها شددت في بياناتها الرسمية على أن الرياض تركز عبر انخراطها في الشأن الليبي على إيجاد حل سياسي للأزمة في تلك الدولة الواقعة في شمال أفريقيا.

ويمضي صامويل رماني إلى القول إن نشاط المملكة المتزايد في ليبيا يشير إلى تحول ملحوظ عن دعمها الحذر السابق لحفتر، وتخلٍ عن موقفها تجاه العملية الدبلوماسية.

ولفت الكاتب إلى أن الإمارات ظلت تزود حفتر بالعتاد العسكري منذ بدء حملته للسيطرة على العاصمة طرابلس، وتشارك بانتظام في المفاوضات الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الصراع الذي طال أمده في ليبيا.

ورغم أن المملكة اضطلعت بدور أقل وضوحا في ليبيا عن ذلك الذي ظلت تلعبه الإمارات، فإنها تكفلت –حسب تقارير- بتقديم مساعدات مالية بعشرات ملايين الدولارات قُبيل شن حفتر هجومه على طرابلس.

ويرى رماني في مقاله أن نشاط نظام آل سعود المتعاظم في ليبيا يمكن تبريره برغبتها في مواجهة تدخل تركيا العسكري لصالح حكومة الوفاق الوطني، وفي سعيه للاضطلاع بدور دبلوماسي طويل الأجل في الأزمة الليبية.

وينظر نظام آل سعود إلى مساعدات أنقرة العسكرية إلى طرابلس -التي تزامنت مع عمليات التنقيب المشتركة عن الغاز التي تقوم بها تركيا في شرقي البحر الأبيض المتوسط- على أنها تهديد للاستقرار الإقليمي.

وكنوع من إظهار تضامنها مع مصر –أحد أكبر حليفاتها في العالم العربي- وتأكيد معارضتها للسلوك التركي، وطدت المملكة تحالفها مع حفتر.

ونقل رماني عن الكاتب السعودي سلمان الأنصاري (مؤسس لجنة العلاقات العامة السعودية الأميركية) قوله لموقع “مونيتور” الإخباري إن السعودية “قلقة جدا بكل تأكيد من التدخل التركي في شؤون الدول العربية”، زاعما أن حفتر يسيطر على أكثر من 90% من الأراضي الليبية، ويدعمه برلمان منتخب ديمقراطيا.

وفي تصريح آخر للموقع نفسه، قال المحلل الجيوسياسي حمدان الشهري إن الرياض تنظر إلى قرار حفتر طلب المساعدة من دول عربية مثل مصر والسعودية والإمارات على أنه “نقيض إيجابي” لتودد رئيس حكومة الوفاق فايز السراج لدولة غير عربية هي تركيا ملتمسا منها المساعدة.

وأضاف الشهري أن السعودية أرادت الوقوف إلى جانب دولة عربية، معتبرا ذلك موقفا شبيها بمعارضتها التدخل الإيراني في اليمن وسوريا.

ومع أن مقال “ميدل إيست آي” عزا مضاعفة السعودية دعمها لحفتر إلى تدخل أنقرة العسكري في ليبيا، فإن بعض المحللين الأتراك والليبيين أبدوا قلقهم إزاء محاولات السعودية إقامة مجال نفوذ لها في ليبيا.

ويرى رماني أن هذا القلق مرده إلى انحياز السعودية إلى جانب التيار المدخلي السلفي، الذي شكل مليشيات موالية لحفتر تتبنى رؤية متطرفة للإسلام.

ويزعم تانزو أوزتاس، خبير الشؤون الأمنية بمركز “تي آر تي وورلد” للأبحاث، أن السعودية تسعى لتأسيس تحالف بين أنصار التيار المدخلي والجماعات السلفية في مدينة مصراتة، وهو ما من شأنه أن يُكرس مكانة السعودية كصاحبة مصلحة جيوسياسية رئيسية في ليبيا.

ورغم أن الإمارات تظل الحليف الرئيسي لحفتر في العالم العربي –حسب نظر رماني- فإن أهمية السعودية كراعية للجيش الوطني الليبي ومناوئة للتدخل التركي في ليبيا ازدادت في الأسابيع الأخيرة.

ويعتقد كاتب المقال أنه إذا استمرت تركيا في تدخلها العسكري بليبيا، فإن السعودية ستزيد -على الأرجح- دعمها لقوات حفتر وضغطها على شركائها الغربيين بهدف حمل تركيا على الاعتدال في سلوكها.

ومع أن استراتيجية المملكة لاحتواء تركيا لم تتضح فعاليتها بعد، فإن الرياض تأمل أن تدفع المصاعب التي تواجهها أنقرة في محافظة إدلب السورية إلى تقليص تدخلها في ليبيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى