فضائح السعودية

غموص يكتنف مصير الأمير “بن نايف” في معتقله السرى

يكتنف الغموض مصير ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، داخل معتقله السرى في المملكة، عقب أنباء عن إصابته بنوبة قلبية نقل على إثرها إلى وحدة العناية المركزة.

وأثارت المديرية العامة للسجون في المملكة التساؤلات والشكوك حول مغزى تغريدة نشرتها عبر صفحتها في “تويتر”، أمس، عن صحة الأمير، قبل أن تحذف التغريدة زاعمة أنها اختراق لحسابها.

ونفت المديرية العام، وفاة الأمير، وقالت: إن كادرا طبيا متخصصا يشرف على الحالة الصحية للأمير بن نايف على مدار الساعة.

ومحمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، شغل منصب وليُّ العهد السابق، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بالمملكة إلى أن أعفي فيما سمي “انقلابا أبيض” عليه من ولي العهد الحالي محمد بن سلمان عام 2017.

والمعتقل البالغ من العمر 60 عاما، أول حفيد للملك عبد العزيز يصبح ولياْ للعهد.

ووصفته شبكة (MSNBC) الأمريكية بجنرال الحرب على الإرهاب.

ويعتبر هذا البيان أول اعتراف رسمي سعودي باعتقال “بن نايف”، منذ تردد الأنباء عن توقيفه والأمير “أحمد بن عبدالعزيز”، خلال مارس/آذار المنصرم، ضمن حملة شنتها السلطات مؤخرا، وطالت عددا من كبار أمراء العائلة المالكة.
وأثارت التغريدة التي أحدثت صدمة وشكوك بين مغردون سعوديون، حول “توقيتها ومحتواها الغريب”، رغم أن المديرية العامة للسجون قالت لاحقا: إنها استعادت حسابها بعد نشر تغريدات غير صحيحة عن صحة الأمير محمد بن نايف.

https://twitter.com/q6r/status/1259437317057634306

https://twitter.com/TurkiShalhoub/status/1259447206110781440

وحذر مغردون من أن يكون الهدف من وراء التغريدة -التي أكدت ضمنيا سجن الأمير محمد بن نايف- هو قتله داخل محبسه.

وقال حساب مستشار الأمير محمد بن نايف إن ولي العهد محمد بن سلمان “أراد قتل سمو الأمير محمد عن طريق الإهمال الطبي، ولكن خبر تدهور صحة سموه تسرب من مكان الاحتجاز إلى الأسرة، وهو ما أجبر محمد بن سلمان على السماح للكادر الطبي بالذهاب لمعالجته”.

وأضاف في سلسلة تغريدات عبر حسابه على “تويتر” أن الأمير محمد بن نايف يعاني من اضطرابات صحية منذ أكثر من أسبوع.

ومما يضاف إلى تلك الشكوك أن خبر إصابة شخصية بحجم الأمير محمد بن نايف الذي كان الشخصية الثانية في البلاد بعد الملك، صدر من مديرية السجون -وهي من الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية- ولم يصدر من جهة أخرى كبيرة في الدولة.

وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” فإن ابن نايف كان قيد الإقامة الجبرية منذ الإطاحة به.

ورأى مراقبون أن اعتقال الأميرين “بن نايف” و”بن عبدالعزيز”، قد يكون خطوة استباقية لإدارة المخاطر التي تحول دون تسلم ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان” العرش خلفا لأبيه؛ لأنهما بديلان محتملان لتولي الحكم في المملكة.

وعلى مدى خمسة أعوام (2015-2020)، قام “بن سلمان” بتراكم السلطة بشكل مطرد؛ تحت ذراعة مختلفة، فاعتقال واحتجز ونفى شخصيات، وفي بعض الحالات قام بقتلهم وتصفيتهم.

وبعد هذه الأعوام يبدو الآن على استعداد ليصبح ملكًا، وفق رأي صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، فعزز سيطرته وهز أسس آل سعود من خلال القضاء على أو تحييد منافسيه المتصورين والنقاد الصوتيين، بما في ذلك كبار أفراد العائلة ومنافسيه في المملكة.

وقبل أيام، كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش النقاب عن أن الأمير فيصل بن عبدالله، يعيش في معزل عن العالم الخارجي، بعد أن قامت السلطات السعودية باحتجازه منذ مارس/ آذار المنصرم.

وفي نوفمبر 2017م، نفذ “بن سلمان” أكبر حملة اعتقالات في المملكة، طالت أفراد العائلة المالكة والمسؤولين وأباطرة الأعمال الذين تم احتجازهم في فندق “ريتز كارلتون” بالعاصمة الرياض كجزء من حملة مزعومة لمكافحة الفساد.

وكان من بين المحتجزين في ذات الفندق، أكثر من 350 من العائلة المالكة والمسؤولين ورجال الأعمال.

وأدانت 36 دولة عضو في مجلس حقوق الإنسان من أصل 47 دولة، بما فيها دول الاتحاد الأوروبي بجميع أعضائه الثمانية والعشرين، سابقا، الاعتقالات المستمرة في المملكة والتي وصفها بـ “التعسفية” للمدافعين عن حقوق الإنسان وتوظيفها قوانين مكافحة الإرهاب لإسكات معارضيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى