معتقلي الرأي

عائلة معتقلة الرأي لجين الهذلول تحذر من قتلها بشكل متعمد

حذرت عائلة معتقلة الرأي في سجون نطام آل سعود لجين الهذلول من قتلها بشكل متعمد داخل سجنها في ظل انقطاع أي تواصل معها منذ أكثر من شهر ونصف.

وقالت علياء الهذلول شقيقة لجين على حسابها في تويتر “لجين لم تتواصل من شهر ونصف، هل بدؤوا تجهيزها للمــوت ثم تسليمها لتموت بين أيدينا ويتخلصوا من مسؤولية قتلها كما فعلوا مع صالح الشيحي إذ سلموه لأهله ليموت بينهم؟”.

وأضافت “خلال الاشهر الماضية تتواصل لجين بشكل متقطع بعد حرمان لفترات طويلة. لم يسمح بالزيارة لأكثر من 4 أشهر. اللهم ألطف بحالها”.

من جهته أطلق مركز الخليج لحقوق الإنسان حملة تضامن مع لجين الهذلول ومعتقلات الرأي في سجون نظام آل سعود للمطالبة بإطلاق سراحهن ووقف اعتقالهن التعسفي.

وقال مركز الخليج على حسابه في تويتر “قد تتمتع المرأة السعودية الآن بالحق في القيادة، غير أنه تم تجريد المدافعات السعوديات عن حقوق الإنسان من جميع حقوقهِن الاساسية. وهذا هو حال لجين الهذلول”.

والشهر الماضي كرمت فرنسا ناشطة حقوق الإنسان لجين الهذلول المعتقلة على خلفية الرأي في سجون نظام آل سعود بفوزها بجائزة الحرية 2020.

وشكل فوز لجين بالجائزة الدولية المرموقة إحراجا بالغا لنظام آل سعود الذي يواصل اعتقالها بشكل تعسفي منذ 15 أيار/مايو من عام 2018 ضمنَ حملة اعتقالات شملت ناشطين وناشطات في مجال حقوق الإنسان بمن في ذلكَ عزيزة اليوسف وإيمان النفجان.

وظلّت أسباب اعتقال الهذلول مجهولة إلّا أنّ وسائل الإعلام المحليّة قد تداولت أخبارًا تُفيد بأنّ سبب الاعتقال هوَ “تجاوز الثوابت الدينية والوطنية” وكذَا “التواصل مع جهات أجنبية مشبوهة” وهم تهم فضفاضة يستخدمها النظام لتبرير القمع.

وأكد ناشطون حقوقية على ضرورة الإفراج الفوري عن الهذلول وعدم وضع قيود عليها عقب الإفراج مثل منع السفر التعسفي كي تتمكن من استلام جائزتها بنفسها في 2 تشرين أول/أكتوبر القادم بمدينة “كان” الفرنسية.

وسبق أن رشح 8 أعضاء في الكونغرس الأمريكي لجين الهذلول لنيل جائزة نوبل للسلام لهذا العام “تقديراً لها على شجاعتها وجهودها في الكفاح من أجل حقوق المرأة”.

وحث النواب الأمريكيون اللجنة المعنية على النظر بعناية في ترشيح الهذلول؛ لأنها “تجسد النضال السلمي من أجل المساواة في السعودية”.

وإلى جانب الهذلول ضمت قائمة المرشحين لجائزة نوبل ناشطة المناخ السويدية غريتا تونبري، ونشطاء مطالبين بالديمقراطية في هونغ كونغ، إضافة إلى حلف شمال الأطلسي.

وجاء في خطاب أعضاء الكونغرس أن “الهذلول مهدت الطريق للإصلاحات خلال العامين الماضيين، وبينها إنهاء حظر قيادة المرأة للسيارات، وتخفيف ولاية الرجل على المرأة، والعنف المنزلي” في السعودية.

وتقبع الهذلول في السجن منذ مايو 2018، إلى جانب عدد من الناشطات المدافعات عن حقوق النساء، وبدأت محاكمتها في مارس الماضي.

وتُحاكم الهذلول، وهي واحدة من عشرات المعتقلين المدافعين عن حقوق المرأة بالسعودية، بتهمة “الخيانة”، لكن منظمات حقوقية تؤكد أن اعتقالها يأتي ضمن حملة قمعية شرسة ضد حرية التعبير، خاصة بعد أن تسلم ولي العهد محمد بن سلمان، منصبه عام 2015.

ويؤكد ناشطون، من ضمنهم أختها لينا الهذلول التي تعيش في بلجيكا كلاجئة سياسية، أن الهذلول مسجونة في حبس انفرادي وتُعامل بشكل سيئ وتتعرض لتعذيب، بما في ذلك الصعق بالكهرباء والجلد والاعتداء الجنسي.

ويُذكر أن الهذلول رفضت، العام الماضي، عرضاً بالإفراج عنها مقابل بيان مصور بالفيديو تنفي فيه تقارير عن تعرضها للتعذيب أثناء احتجازها.

وأوضح أشقاء الهذلول، في وقت سابق، أن مستشار ولي العهد السعودي المتورط في قتل خاشقجي، سعود القحطاني، كان حاضراً خلال بعض جلسات التعذيب وهدد شقيقتهم بالاغتصاب والقتل، في حين قال المدعي العام السعودي إن مكتبه حقق في تلك المزاعم وخلص إلى أنها غير صحيحة.

ويُذكر أن منظمة “بِن أمريكا” الأدبية والحقوقية، كرّمت العام الماضي الهذلول وصحفيتين أخريين هن إيمان النفجان ونوف عبد العزيز، من خلال منحهن جائزة “باربي لحرية الكتابة” تقديراً لهن على معارضتهن للسياسات والقوانين التي تقمع المرأة.

وعلى رأس هذه السياسات والقوانين نظام الولاية الذي كان يقيّد النساء السعوديات ويكرس تبعيّتهن للذكر الوصي عليهن في السفر والتعليم والزواج وحقوق أخرى، بالإضافة إلى معارضتهن لحظر قيادة المرأة للسيارة الذي رفع العام الماضي.

وقال معهد نوبل النرويجي، الذي لا يؤكد أو ينفي ترشيح أسماء بعينها، إنه تلقى 317 ترشيحاً للجائزة هذا العام ارتفاعاً من 301 في 2019. وتشمل الترشيحات 210 أفراد و107 مؤسسات، على أن يعلن اسم الفائز بالجائزة في أكتوبر المقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى