معتقلي الرأي

القمع في السعودية: تغليظ أحكام تعسفية وتعذيب معتقلي الرأي

كشفت منظمات حقوقية عن جديد القمع في السعودية عبر تغليظ أحكام تعسفية بحق رسام كاريكاتير، وتعذيب وسوء معاملة لمعتقلي الرأي داخل السجون.

وأعلنت منظمة سند الحقوقية حصولها على وثائق تكشف لأول مرة عن اعتقال السلطات السعودية للمعلم ورسام الكاريكاتير السعودي محمد بن أحمد بن عيد آل هزاع الغامدي في فبراير 2018، على خلفية عمله كرسام كاريكاتير في صحيفة لوسيل القطرية، رغم توقفه عن العمل فيها قبل فترة وجيزة من اعتقاله.

وأكدت مصادر خاصة لـ “سند” أن السلطات السعودية عينت مخبراً أمنياً لمراقبة آل هزاع، في الفترة التي سبقت اعتقاله، إذ بينما كان في رحلة جوية من الباحة إلى جدة لحضور زفاف أحد معارفه، جلس بجانبه أحد العناصر الأمنية بلباس مدني في رحلتي الذهاب والعودة، وبعد عودته إلى الباحة، وأثناء وجوده في مقهى مع أحد أصدقائه، داهمته قوات الأمن بقيادة نفس العنصر الأمني، حيث تم اعتقاله بطريقة عنيفة ومهينة.

ولم تكتف السلطات السعودية بذلك، بل داهمت منزله حيث كانت زوجته الحامل متواجدة، وتم تفتيش المنزل دون مراعاة لحالتها الصحية الحساسة، كما تمت مصادرة جميع أجهزته ورسوماته، والعبث بمرسمه الخاص في المنزل.

وقد تعرض أحد أطفاله عقب اقتحام المنزل إلى انهيار نفسي شديد، يجدر الإشارة إلى أن السلطات السعودية لم تقدم كالعادة أي مستندات قانونية لتفتيش المنزل.

وفي لائحة الدعوى، وجه الادعاء العام لآل هزاع عدة تهم، منها التعاطف مع دولة قطر بصفتها دولة مناهضة ومخالفة لسياسة السعودية، وذلك عبر رسومات كاريكاتيرية ادعى الادعاء أنها بلغت 100 رسم.

كما اتُهم آل الهزاع بتصريح على تويتر يفيد بأن قطر لا تستحق المقاطعة، كما شملت التهم تواصله مع جهات معادية للمملكة بناءً على مراسلات مع موظفين في صحيفة لوسيل، بالإضافة إلى متابعة حسابات معارضة للنظام السعودي على منصة X (تويتر سابقاً)، وأخرى تابعة لشخصيات عربية بارزة، وتأييد أفكار إرهابية عبر تغريدات قام بكتابتها، ووجه الادعاء له أيضاً تهمة الإساءة للحكومة السعودية من خلال رسوم كاريكاتير أيضاً.

من جهة أخرى تلقى مركز الخليج لحقوق الإنسان أنباءً مقلقة عن مزيد من الاعتداءات على الناشطة السعودية في مجال حقوق المرأة مناهل العتيبي في السجن.

وبتاريخ 9 يناير/كانون الثاني 2024، حُكم على العتيبي بالسجن لمدة 11 عاماً بجلسة سرية أمام المحكمة الجزائية المتخصصة نتيجة لنشاطها في مجال حقوق المرأة عبر الإنترنت وارتدائها ملابس “غير لائقة”.

وفقاً لعائلتها، تعرضت العتيبي للتحرش الجنسي وأشكال مختلفة من الإساءة أثناء الاحتجاز. في 29 سبتمبر/ايلول 2024، اتصلت بعائلتها وأخبرتهم أنها تعرضت للهجوم في وجهها وتلقت غرزًاً للجرح قبل أسبوعين. لقد قالت إن زميلة لها في السجن لا تعرفها هاجمتها بقلم ٍ حاد. بعد الهجوم، احتُجزت العتيبي في الحبس الانفرادي.

سبق لمركز الخليج لحقوق الإنسان أن وثق في 12 أغسطس/آب 2024 معلومات عن المضايقات والعنف الذي تتعرض له العتيبي في السجن.

وكرر مركز الخليج لحقوق الإنسان دعواته السابقة للسلطات السعودية باحترام حقوق المرأة في التعبير عن آرائها بحرية عبر الإنترنت والمشاركة في الحملات المجتمعية من أجل المزيد من الحقوق والحريات.

كما دعا السلطات السعودية إلى منع إساءة معاملة المدافعين عن حقوق الإنسان المسجونين، بما في ذلك مناهل العتيبي، والتحقيق في القضايا السابقة بطريقة شفافة ومحاسبة المسؤولين المتورطين، وحماية الإجراءات القانونية الواجبة وسيادة القانون، والإفراج الفوري وغير المشروط عن مناهل العتيبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى