صحيفة: المجاعة في اليمن تتطلب من بايدن إنهاء الحرب سريعا
حذرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية من مخاطر المجاعة في اليمن بعد تحرك الولايات المتحدة ضد جماعة أنصار الله (الحوثيون).
وأشارت الصحيفة إلى أن تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية جزء من قرارات خطيرة اتخذتها إدارة دونالد ترامب في أيامها الأخيرة.
وقالت “حتى في يومها الأخير بالرئاسة قصدت إدارة ترامب إطلاق العنان لصاعقة في الشرق الأوسط مما سيعرض حياة الملايين للخطر”.
وأعلن وزير الخارجية مايك بومبيو الأسبوع الماضي أن واشنطن ستصنف جماعة الحوثيين المتمردة في اليمن كجماعة إرهابية أجنبية وقبل يوم من حفل تنصيب جوزيف بايدن.
تحذير أممي
وحذرت الأمم المتحدة من التحرك الذي يهدد بمخاطر مستويات غير مسبوقة من المجاعة في اليمن.
وزعم بومبيو أن التصنيف سيقدم “أدوات” لمحاربة النشاط الإرهابي و”يعزز الجهود” لتحقيق السلام وتوحيد اليمن.
وتعلق الصحيفة أن قراره كان “عملا غير مسؤول سيعقد من جهود الأمم المتحدة التوصل إلى قرار يوقف الحرب في اليمن”.
وأكدت أن قراره سيزيد من معاناة الملايين في بلد دمرته حرب مضى عليها ستة أعوام تقريبا.
وتابعت: إن توقيت التصنيف لم يكن مصادفة، وكان على ما يبدو جزءا من جهد لإفساد قدرة بايدن على تخفيف أزمات الشرق الأوسط وترتيب السياسة الأمريكية.
وأضافت أن بومبيو الذي يخطط لمستقبله السياسي كان يحاول إظهار ضعف بايدن في مواجهة إيران التي تدعم الحوثيين.
مرحلة مضطربة
ولم يكن القرار الحوثي هو القنبلة الوحيدة التي قذفتها إدارة ترامب في المرحلة المضطربة من عملية نقل السلطة.
فبعد خسارته الانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر قلب دونالد ترامب سنوات من السياسة الأمريكية من خلال اعترافه بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
وكان الاعتراف وبشكل صارخ صفقة تعاقدية وافقت فيها الرباط على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل مقابل اعتراف واشنطن بسيادتها على الصحراء.
ويشهد البلد حربا منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وإجبارهم الحكومة على الخروج إلى المنفى في 2015.
وبعد ذلك شكلت السعودية تحالفا عربيا لمواجهة المتمردين.
وكانت النتيجة نزاعا كارثيا ربما ارتكبت فيه كل أطراف النزاع جرائم حرب، حسبما توصل فريق الخبراء في الأمم المتحدة.
خنق الجهود الإنسانية
وقالت الأمم المتحدة إن التحرك الأمريكي سيخنق الجهود الإنسانية وتدفق المواد الغذائية للبلاد، مما سيعقد عمل المنظمات التي تعمل على إنقاذ الأرواح.
ويخشى التجار الذي يستوردون كل الطعام في اليمن من عدم قبول البنوك وشركات الشحن والتأمين من التعامل معهم خوفا من فرض عقوبات أمريكية عليهم.
ويسيطر الحوثيون على معظم مناطق الشمال الآهلة بالسكان وميناء الحديدة الرئيسي. وهناك تقارير عن حالة ذعر دفعت بعمليات شراء متسرعة خشية ارتفاع الأسعار بحيث تصبح خارج قدرة الناس على شرائها.
وتقول الأمم المتحدة إن 16 مليون يمني في حالة جوع وإن هناك 50.000 منهم في حالة جوع على حافة الموت.
ورأت أن الطريقة الوحيدة لإلغاء التهديد الحوثي والتخفيف من معاناة اليمنيين هي دفعة دبلوماسية أمريكية قوية تقنع المشاركين في الحرب بوقفها والتوصل لتسوية سياسية.
ففرض العقوبات الجماعية على أمة محطمة وفتح الباب أمام المجاعة ستكون كارثة على الجميع.