معهد أمريكي: تحالف سري غير معلن بين نظام آل سعود وإسرائيل
كشف معهد أمريكي النقاب عن تحالف سري – غير معلن – بين نظام آل سعود وإسرائيل مرجعا كتمان العلاقة الثنائية لعدة أسباب في وقت تدعم الرياض اتفاق الإمارات للتطبيع مع إسرائيل.
وقال معهد “ريسبونسيبل ستيت كرافت” الأمريكي بعد أن أعلنت الإمارات تطبيع العلاقات مع إسرائيل، انتشرت التكهنات بشأن الدولة العربية التي ستتبعها بعد ذلك، بالنظر إلى الطرق العديدة التي عزز بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شراكة الرياض الفعلية مع تل أبيب.
فضلاً عن ملاحظاته الحارقة حول الفلسطينيين التي أدلى بها عام 2018، اقترح بعض الخبراء – وإسرائيليون أن المملكة لا يمكن أن تكون بعيدة عن الركب.
وذكر “ريسبونسيبل ستيت كرافت” أن النظام السعودي يدرك أن الفوائد المحتملة من تطبيع العلاقات مع إسرائيل لن تفوق التكاليف المحلية والإقليمية المحتملة، رغم عدم ديمقراطية النظام السياسي السعودي.
وقال: لا يمكن للحكام في الرياض تجاهل الرأي العام الداخلي أو في أنحاء العالم العربي والإسلامي المؤيد لنضال الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وأورد التقرير أن هناك ضغوطا مضادة، لا سيما من إدارة الرئيس دونالد ترامب، والتي يجب أن تأخذ في الاعتبار حسابات الرياض، وفي اليوم التالي لتوقيع الإمارات وإسرائيل على “اتفاق أبراهام” قال مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر لقناة CNBC إن إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع إسرائيل أمر حتمي.
بعد ثلاثة أيام، حث كوشنر، الذي يتمتع بعلاقة وثيقة مع محمد بن سلمان، النظام السعودي علنا على تطبيع علاقته مع الدولة اليهودية، مؤكداً أن مثل هذه الخطوة ستضعف يد إيران في الشرق الأوسط مع تعزيز الاقتصاد والدفاع بين المملكة مع الولايات المتحدة.
في 19 أغسطس، صرح ترامب بنفسه أنه يعتقد أن المزيد من الدول العربية ستتبع أبوظبي، وذكر السعودية بالاسم.
في الواقع، بدأت إسرائيل والسعودية في الانخراط في علاقة منذ زمن بعيد إلى الحرب الباردة عندما تشتركان في تصور أن الحكومات والحركات القومية العربية المتحالفة مع الاتحاد السوفييتي في الشرق الأوسط تشكل تهديدا مشتركا، طوال القرن الحادي والعشرين.
وقال كريس زامبيليس، الخبير في شؤون الشرق الأوسط: من المفارقات أن إسرائيل والسعودية أعداء رسميا.
ومع ذلك، أضاف زامبيليس: يبدو أنهما يتصرفان بخطى ثابتة – تقريبا في تكافل تام – عندما يتعلق الأمر بتقويض ومهاجمة إيران وتصويرها على أنها تهديد للسلام الإقليمي والعالمي وأضاف:
وقال المعهد: “تشير عينة من ردود الفعل الجماعية لكلا البلدين على الأمور من المجالات ذات الاهتمام المشترك، مثل مسار الانتفاضات في العالم العربي، إلى أن الواجهة الإسرائيلية السعودية تمثل أكثر من اتفاقية مؤقتة للملاءمة، في الواقع، يشكل تلاقي مصالحهما تحالفا استراتيجيا غير معلن يمتد بشكل أعمق مما قد يعترف به أي من الجانبين”.
وأضاف: طالما أن كلا من الرياض وتل أبيب تعتبران إيران تهديدا، فمن المرجح أن تظل تلك الشراكة سارية سواء حدث التطبيع أم لا.
ورجح المعهد الأمريكي أنه بالنسبة للسعودية، فإن الفائدة الحقيقية الوحيدة التي يمكن أن تجنيها من العلاقات الرسمية ستكون في إرضاء واشنطن.
وتابع: بالنظر إلى أن السعودية قد فعلت الكثير لإدارة ترامب بشأن مجموعة من الملفات في الشرق الأوسط، يبدو أن المملكة من المحتمل أن تحافظ على علاقة وثيقة للغاية مع البيت الأبيض دون الحاجة إلى توقيع اتفاق مع إسرائيل.
وبغض النظر عن الشراكة بين الرياض وواشنطن، يمكن أن تستمر جميع مزايا التنسيق مع إسرائيل، كما تراها الحكومة السعودية، دون أي اتفاق رسمي يفتح سفارة إسرائيلية في المملكة يحكمها خادم الحرمين الشريفين.
ومن وجهة نظر المعهد الأمريكي: تشمل هذه الفوائد تبادل المعلومات الاستخباراتية والتعاون الدبلوماسي في السعي لتحقيق الأهداف المشتركة مثل معارضة عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني إذا دخل بايدن المكتب البيضاوي في يناير.
ولفت التقرير إن عددا من الشخصيات رفيعة المستوى وبارزة في المملكة أوضحت أن الرياض لن تفعل ذلك، على الأقل ليس الآن وإلى حين قيام دولة فلسطينية.
وذكر أن “الاعتراف السعودي بإسرائيل يمكن أن يساعد في تعزيز فرص الرئيس دونالد ترامب في إعادة انتخابه – وهي نتيجة مرغوبة بشدة من قبل الرياض – فإن بعض المتغيرات المحلية والإقليمية تمنح القيادة السعودية أسبابا للاعتقاد بأن مثل هذه الخطوة من الآن وحتى نوفمبر ستكون محفوفة بالمخاطر”.
وأكمل: في الداخل، لدى السلطات السعودية سبب للخوف من الاحتجاجات الجماهيرية ضد التطبيع، قد يرى العديد من المواطنين السعوديين أن مثل هذه الصفقة هي التخلي عن الفلسطينيين، الذين أثار نضالهم المستمر منذ عقود مشاعر قوية بين العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك السعودية، مسقط رأس الإسلام.
وكان معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أجرى استطلاعا للرأي في يونيو 2020 وجد أن تسعة بالمائة فقط من مواطني المملكة يعتقدون أنه “يجب السماح للأشخاص الذين يرغبون في إقامة اتصالات تجارية أو رياضية مع الإسرائيليين بالقيام بذلك”.
كما وجد الاستطلاع نفسه أن 14 بالمائة فقط من الشعب السعودي رحبوا بـ”صفقة القرن” التي وضعها ترامب.
علاوة على ذلك، كما رأى بلال صعب من معهد الشرق الأوسط، يمكن أن تندلع ثورة رجال الدين في ظل هذه الظروف، الملك سلمان ومحمد بن سلمان لا يريدان المخاطرة، لا سيما خلال هذه الفترة الحساسة التي حددتها حرب اليمن الكارثية، وكوفيد -19، وهبوط أسعار النفط.
وخلص المعهد الأمريكي إلى أن السعودية تكتسب أهمية ومكانة أكبر من الإمارات، فالسعودية أكبر 26 مرة من الإمارات من حيث المساحة يبلغ عدد سكانها حوالي ثلاثة أضعاف ونصف عدد سكان الإمارات، يمكن أن تكون علامات المعارضة أو الغضب أكبر في الرياض رداً على صفقة “أبراهام”.
وبالتالي، في بلد صغير نسبيا مثل الإمارات – دولة بوليسية بها أنظمة مراقبة متطورة في كل مكان – من السهل نسبيا على السلطات الإماراتية أن تراقب أي أنشطة تعتبرها الحكومة مهددة لها.