مكانة بائسة لمحمد بن سلمان في الإعلام الغربي
عبرت صحيفة ألمانية واسعة الانتشار عن المكانة البائسة التي يحتلها محمد بن سلمان في الإعلام الغربي واتصافه بالمتطرف بسبب سجله الحقوقي الأسود داخليا وخارجيا.
وقد تصدّرت صورة بن سلمان غلاف العدد الأخير من الصحيفة الألمانية الأسبوعية (دير شبيجل) تحت عنوان: “ثلاثي الجحيم”.
وكان إلى جانب “ابن سلمان”، الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، وإلى الجانب الآخر مرشد الثورة الإيرانية “علي خامنئي”.
وقالت المجلة عن كل شخصية من “ثلاثي الجحيم” وصف: “المتطرف والمتهور والمتقلب”، عن “ابن سلمان” و”ترامب” و”خامنئي” على الترتيب.
وتناولت المجلة بشكل رئيس، الهجمات الأخيرة على “أرامكو” السعودية، والتهديدات السعودية والأمريكية لإيران بعد تحميلها المسؤولية، متخوّفةً من حرب في الخليج؛ بسبب الثلاثي المذكور.
والهجمات التي استهدفت شركة “أرامكو”، أكبر الشركات المنتجة للنفط، يوم 14 سبتمبر، تسبَّبت بخفض إنتاجها بـ5.7 ملايين برميل في اليوم.
وفي حين أعلنت ميليشيا “الحوثي” مسؤوليتها عن الهجوم، تتهم السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا، إيرانَ بالضلوع فيه، رغم نفي الجهات الرسمية الإيرانية مسؤوليتها عن الهجوم.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتصدّر فيها صورة “محمد بن سلمان” غلاف الصحيفة الشهير، ففي عددها الصادر في 20 أكتوبر 2018 ظهرت صورته تحت عنوان: “الأمير والقتل”، وتطرّقت الصحيفة في حينه إلى قضية مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” وحيثيات مقتله، داخل قنصلية بلاده في “إسطنبول”، العام الماضي.
وأعلنت المتحدث باسم الحكومة الألمانية، الأربعاء الماضي، أنها قرّرت تمديد حظر تصدير أسلحتها للسعودية لمدة ستة أشهر أخرى. وكانت المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” أشارت الثلاثاء، إلى رغبتها في الالتزام بالحظر، الذي فُرض بعد مقتل “خاشقجي”.
ولم تتوقف منظمات حقوقية عالمية عن إصدار تقارير وبيانات حول الانتهاكات التي تمارس من قبل سلطات آل سعود في داخل سجون المملكة.
جميع هذه التقارير تتفق على أن انتهاكات بشعة تمارس بحق سجناء غالبيتهم حكم عليهم بدوافع سياسية، وتطالب هذه المنظمات بالإفراج عنهم، لكن بعضهم تم إعدامهم.
آخر هذه التقارير صدر الجمعة (13 سبتمبر الجاري)، ذكر أن الرياض أعدمت 130 شخصاً منذ بداية عام 2019، أغلبهم من معارضي ولي العهد محمد بن سلمان، وبينهم ستة كانوا أطفالاً وقت اعتقالهم.
وقالت منظمة “مشروع مناهضة عقوبة الإعدام”، في تقريرها الذي عرض بالتزامن مع بدء أعمال مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، إن ما لا يقل عن 24 معتقلاً آخرين معرضون لخطر الإعدام الوشيك، ثلاثة منهم أطفال.
وأوضح التقرير أن أغلب من نفذت فيهم أحكام الإعدام كانوا من معارضي بن سلمان، ومن منتقدي سياساته، أو من المدافعين عن حقوق الإنسان في المملكة.
وتنتشر عشرات السجون على خريطة المملكة تشمل مختلف مناطق في البلاد, يفوق عدد السجون الكبرى منها الـ15 سجناً.
بعض هذه السجون اكتسبت شهرة عريضة لكونها تضم سجناء الرأي، وأودع فيها، منذ سبتمبر 2017، عدد كبير من مشاهير الدعاة، وعلماء الدين، والصحفيين والكتاب، ورجال أعمال، وناشطات.
وكثيراً ما تتحدث وسائل إعلامية عالمية عن الانتهاكات التي تمارسها سلطات آل سعود بحق مواطنين، وتزج بهم في السجون بسبب معارضتهم نظام الحكم، أو لمجرد إبداء الرأي.
وبلغ الأمر بتلك الانتهاكات أن تتسبب بتوتر العلاقات بين المملكة وحكومات غربية، لكن على الرغم من كل هذا لا تتوقف السلطات في المملكة عن شن عمليات اعتقال، في حين تستمر عقوبات الإعدام تنفذ بحق متهمين.
في هذا الشأن ذكر حساب “مجتهد” على منصة “تويتر”، المعروف بنشره أخباراً مسربة من داخل مراكز القرار، وأسرار العائلة السعودية الحاكمة، الجمعة (13 سبتمبر 2019)، أن السلطات تعكف على بناء خمسة سجون جديدة.
وأشار الحساب إلى أن هذه السجون تتبع لأمن الدولة، وتتوزع على عدد من مدن البلاد، لافتاً النظر إلى أن ثلاثة منها طاقة استيعاب كل واحد تساوي طاقة استيعاب سجن ذهبان، البالغة 7500 سجين.
في حين يبلغ استيعاب سجن رابع 25 ألف سجين، وهو مخصص للأجانب، في حين لم يذكر أي تفاصيل فيما يتعلق بالسجن الخامس.
وحول السجون أيضاً كان حساب “العهد الجديد” الناشط على منصة “تويتر”، وأثبت من خلال تسريبات عديدة نشرها سابقاً اطلاعه على أسرار حكومة آل سعود، قد ذكر في 10 سبتمبر الجاري، أن قصر السلام الملكي في جدة سيتحول إلى سجن سري.
سيصبح في قصر السلام سجن سري، حيث يتم الآن بناء عشرة أدوار تحت القصر، ستكون بعضها زنازين فردية وسجون سرية معتمة، بغية أن يشهد هذا السجن أحداثاً شبيهة بأحداث الريتز، وينوي ابن سلمان أن يشرف بنفسه (يتلذذ) على عمليات التحقيق والتعذيب.
وقال الحساب: “يتم الآن بناء عشرة أدوار تحت القصر، سيكون بعضها زنازين فردية وسجوناً سرية معتمة، بغية أن يشهد هذا السجن أحداثاً شبيهة بأحداث الريتز، وينوي بن سلمان أن يشرف بنفسه (يتلذذ) على عمليات التحقيق والتعذيب”، بحسب قوله.