معتقلة بأمر من بن سلمان.. قلق عائلي حول مصير حفيدة مؤسس السعودية
تسود حالة من القلق داخل الأسرة الحاكمة في السعودية حول مصير الأميرة بسمة بنت سعود المعتقلة في “سجن سري” بأوامر من ولى العهد محمد بن سلمان.
وكشفت شخصية نسوية النقاب عن سوء الحالة الصحية والنفسية للأميرة المعتقلة برفقة ابنتها منذ مارس/ آذار الماضي وسط مخاوف على مصير الأميرة المعتقلة.
وقالت الشخصية المقربة من العائلة والأميرة بسمة لـ”ويكليكس السعودية” إنها علمت مؤخرا أن الأميرة بسمة خضعت للفحص الطبي، وتبين تدهور حالتها الصحية التي دفعت سلطات ولى العهد لعرضها على طبيب نفسي.
وذكرت أن ما تعلمه العائلة أنها خضعت لعملية جراحية قبل عدة شهور، ومنذ ذلك الوقت لا تعلم شيئا عنها وسط مصير مجهول للأميرة المعتقلة.
وأضافت الشخصية أن أفراد من العائلة يعتقدون أن الأميرة تتعرض لمحاولة تصفية داخلية ومصير مجهول في ظل حملة القمع الشديدة من ولى العهد ضد أفراد العائلة المالكة.
وسبق أن قال أقارب الأميرة المعتقلة إنهم لا يعلمون إن كانت حية أو ميتة.
والأميرة بسمة (56 عاما)، سيدة أعمال وحفيدة مؤسس المملكة عبد العزيز آل سعود، قد اعتقلت من منزلها في مدينة جدة في شهر مارس/ آذار 2020م، واعتقلت مع ابنتها سهود (28 عاما).
والمعتقلة من الداعيات لتقوية مكانة المرأة في المملكة وتعزيز موقعها في مجال الأعمال.
وكانت مصادر إعلامية كشفت أن “مطالبة الأميرة بإرث والدها ربما كان من الأسباب التي دعت لاعتقالها”.
وأظهرت وثائق أن لديها تصاريح للسفر من جدة في 18 ديسمبر/ كانون الأول 2019 برفقة ابنتها، للحصول على رعاية طبية عاجلة حسب طلب طبيبها السويسري.
وقال ليونارد بينيت المحامي الذي رتب عملية السفر، إن طائرة الأميرة بقيت على الأرض ولم يسمح لها بالمغادرة.
وأضاف بينيت إنه بعد حوالي شهرين من تلك الواقعة “اختفت الأميرة تماماً ولم نعد نعرف أين هي، ولم يكن أحد يعرف مكانها، كنا نخشى الأسوأ بالفعل”. ولكن بعد محاولات متواصلة للاتصال بها “عادت إلى الظهور، وبدت وكأنها رهينة”.
وعلى الرغم من أن السجلات تظهر أن الرحلة كانت متجهة إلى جنيف، إلا أن المحامي بينيت قال إنه كان من المقرر أن تسافر الأميرة عبر تركيا والتي تعتبرها الرياض دولة معادية، ما جعل الرحلة تثير شكوك البعض.
وكان للأميرة بسمة عام 2019 اتصال محدود مع أقاربها عبر الزيارات والاتصالات الهاتفية، لكن لم يتم الكشف عما حدث لها إلا في نيسان/ أبريل 2020.
وقام الفريق العامل معها بنشر التغريدات لإثارة الانتباه حول وضعها. وقالت إنها اعتقلت بدون توجيه تهم لها وأن حالتها الصحية في تدهور مستمر.
وبدأت الأميرة بسمة – وهي أم لخمسة أطفال – في الكتابة لوسائل الإعلام السعودية في عام 2006، لكنها أصبحت منذ ذلك الحين سيدة أعمال وصوتًا صريحاً في المطالبة علناً بإجراء إصلاحات، وهو الأمر الذي لم ينسجم دائمًا مع رؤى وأفكار وتوجهات حكام المملكة.
بعد طلاقها، انتقلت بين عامي 2010 و2011 إلى لندن، إذ أصبحت شخصية إعلامية معروفة، وظهرت في العديد من المنتديات الدولية التي تسلط الضوء على الفساد، والقضايا الإنسانية، وعدم المساواة في توزيع الثروة وذلك في جميع أنحاء المنطقة.
وشجعت الأميرة بسمة إجراء إصلاحات دستورية في المملكة.
في عام 2012، قالت الأميرة إنها حزينة لأن المملكة العربية السعودية لم تتابع خططها لإقامة نظام ملكي دستوري، يتم فيه فصل منصب الملك عن منصب رئيس الوزراء، وهي القاعدة التي أسسها ووضعها والدها الراحل الملك سعود.
وفي وقت ما بعد عام 2015 انتقلت الأميرة مرة أخرى عائدة إلى المملكة، وأغلقت بعض شركاتها في لندن في عام 2016 ونقلت ما تبقى منها إلى إحدى بناتها في عام 2018 ، لكنها استمرت في الظهور في وسائل الإعلام الدولية.
وفي الوقت الذي قالت فيه إنها قد تم ابتزازها بسبب تصريحاتها، إلا أنها لم تسجل أي حضور إعلامي مهم منذ يناير/ كانون الثاني 2018، حيث دعت عبر “بي بي سي العربية” إلى إنهاء الحرب السعودية في اليمن.
وقال آدم كوغل، نائب مدير وحدة الشرق الأوسط في هيومان رايتس ووتش: “في السعودية اليوم لا أحد آمن من أجهزة قمع الدولة حتى أفراد العائلة الذين يخرجون عن الخط”.
وأضاف كوغل: “أنفقت القيادة السعودية أموالا طائلة وجهودا لتسويق نفسها دوليا وتم تقويض كل هذا بالاعتقالات المستمرة للمعارضين والخرق الصارخ للإجراءات القانونية”.
ولا تتولى الأميرة بسمة أي منصب داخل العائلة الحاكمة في السعودية، لكنها شخصية معروفة دوليا بدفاعها عن حقوق الإنسان في المملكة.