تسييس الحرمين

انتقادات إسلامية وعربية واسعة لهيئة كبار العلماء السعودية

أحدث هجوم هيئة كبار العلماء السعودية على جماعة الإخوان المسلمين ووصفها بـ”الخوارج”، صدمة واسعة في صفوف العالم الإسلامي، وغضبا بين سياسيين ونشطاء في الشرق الأوسط.

ووجه أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القره داغي، سؤالاً إلى هيئة كبار العلماء في السعودية، بعد هجومها الحاد على جماعة الإخوان المسلمين ووصفها بالتنظيم “الإرهابي”.

وقال القره داغي، في تغريدة عبر حسابه في موقع “تويتر” مخاطباً الهيئة: “ليس من باب الدفاع عن الإخوان، وإنما من باب إحقاق الحق، سؤال موجه إلى هيئة كبار العلماء”.

وأضاف: “من باب فقه الميزان وفقه الأولويات: هل الهجوم على “الإخوان” أفضل أم الهجوم على مشجعي الرسوم المسيئة لمقام الرسول صلى الله عليه وسلم؟”.

ووجهت الناشطة اليمنية الحائزة جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، انتقادات لاذعة لهيئة كبار العلماء السعودية، على خلفية بيانها بحق جماعة الإخوان، ووصفتها بـ”هيئة كبار المطبلين”، في تعبير عن تبعيتها لخط السلطة الحاكمة.

واعتبرت كرمان، عبر حسابها على تويتر، أن “الإخوان في السعودية مكافحون في سبيل الحرية”.

وقال السياسي الموريتاني البارز محمد مختار الشنقيطي، عبر تويتر: “أعتقد أن بيان هيئة كبار المطبلين في السعودية عن الإخوان مجرد فرقعة إعلامية، يراد بها إشغال الرأي العام الإسلامي عن النصر المؤزر في أذربيجان”.

ومضى الشنقيطي مضيفا: “أرادوا تخفيف الشماتة بالمأزوم (الرئيس الفرنسي) إيمانويل ماكرون، والمهزوم دونالد ترمب. فلا ينبغي أن ننشغل بهذه الفرقعات التافهة عن مقاطعة المنتجات الفرنسية”، التي جاءت على خلفية الإساءة الفرنسية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وللإسلام.

والإثنين، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق ينص على وقف إطلاق النار في “قره باغ”، مع بقاء قوات البلدين متمركزة في مناطق سيطرتها الحالية، فيما اعتبر الرئيس الأذربيجاني الاتفاق “نصرا كبيرا” لبلاده.

وانتقد محمد الصغير، مستشار وزير الأوقاف المصري الأسبق، بيان هيئة كبار العلماء السعودية بحق جماعة الإخوان.

وقال عبر تويتر: “الهيئة كان لها مكانة في نفوس المسلمين، لكن ذهبت مصداقيتها بعدما تحولت إلى هيئة إصدار بيانات للحاكم بأمره”.

واستغرب الكاتب الصحفي السعودي تركي الشلهوب، التحول في موقف الهيئة من جماعة الإخوان المسلمين.

واستشهد الشلهوب في هذا الخصوص بفتوى سابقة صادرة عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء التابعة لهيئة كبار العلماء السعودية، تصنف فيها جماعة الإخوان المسلمين “أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق”.

وعلق قائلا: “بالأمس كانت المملكة تتبع قول ابن باز رحمه الله بأن جماعة الإخوان المسلمين أقرب الجماعات الإسلامية إلى الحق”، واليوم هيئة كبار العلماء “جعلتهم إرهابيين وأهدرت دمهم”.

وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني الأردني ياسر الزعاترة، على تويتر: “ما الذي ذكّر هيئة كبار العلماء بجماعة الإخوان كي تعيد ذات التهمة لها بأنها إرهابية! الكل يعرف أنها تهمة لا صلة لها بالحقيقة من قريب أو بعيد”.

ومضى مؤكدا: “بدليل وجودهم (الإخوان المسلمين) في دول عربية عديدة بأسماء شتى، ويتحرّكون ضمن أطر رسمية، وكانت صلتهم طيبة بالمملكة لعقود طويلة”.

ودون الأكاديمي السعودي سعيد بن ناصر الغامدي، على تويتر قائلا: “إلى من فيه فضل ودين من هيئة كبار العلماء، نعلم أنه يصدر باسمكم ما لا ترونه، ويقال برسمكم مالم تصدرونه. وأنتم والله في ورطة الدنيا فتأملوا عِظم ورطة الآخرة”.

وتابع: “فإن الهوى مفتاح السيئات وخصيم الحسنات وذل العاجل وخزي الآجل، ومن جرى مع هواه طَلْقا، جعل الله عليه من الذل طوقا. اللهم فاشهد”.

وتساءل الناشط السياسي المصري أحمد البقري مستنكرا: “هل رأيتم بيانا لما تسمى هيئة كبار العلماء في السعودية عندما أعلن دونالد ترمب (الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته) القدس عاصمة للصهاينة؟”.

واستطرد البقري عبر تويتر: “هل قرأتم لهم تصريحا ضد الرئيس الفرنسي الذي أساء للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ هل رأيتم لهم موقفا من الهرولة نحو الصهاينة وعقد صفقات خيانة وذل وبيع للمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؟”.

والأسبوع الجاري، أصدرت هيئة كبار العلماء السعودية قالت فيه إن “الإخوان جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام (..) منحرفة تخرج على الحكام وتثير الفتن وتتستر بالدين وتمارس العنف والإرهاب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى