تهميش القبائل

#شهيد_نيوم ترند على تويتر ويفند رواية آل سعود

تصدر وسم #شهيد_نيوم الترند على موقع تويتر وبقية وسائل تواصل الاجتماعي في المملكة احتجاجا على قتل نظام آل سعود المواطن عبدالرحيم الحويطي بعد رفضه إخلاء منزله لصالح مشروع مدينة نيوم السياحية يوم الاثنين الماضي.

وفند مغردون ادعاء آل سعود بوصف الحويطي بأنه إرهابي، ونشروا صورته خلال لقاء قبل أيام مع الوجهاء الذين قابلوا اللجنة المعنية بسحب الصكوك والمسئولين الذين أوفدهم النظام للتفاوض.

وكان نشر الحويطي مقطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي قال فيه إن السلطات السعودية بدأت بإخراج أبناء قبيلته من بيوتهم وترحيلهم من أرضها ترحيلاً قسرياً، وأن المُرحلين جميعاً غير موافقين، وأن الدولة قامت بأخذ كل من رفض الترحيل ومعاقبته لبناء مشروع “نيوم” السياحي الذي يحلم به بن سلمان.

وقال الحويطي قبل قيام السلطات باقتحام منزله وقتله: “لا أستغرب إن قامت الحكومة بقتلي ووضع أسلحة بجانبي واتهامي بالإرهاب مثلما يحدث في مصر”.

وأكد الحويطي أنه بدأ يحس بمعاناة الشعب الفلسطيني أثناء قيام الإسرائيليين بتهجيره من أرضه، إذ أن الظروف تتشابه.

ونشر ناشطون مقاطع فيديو لاقتحام القوات الأمنية لمنزل الحويطي وقتله بالرصاص بعد رفضه الخروج منه.

وقال الناشط المعارض عبد الله الجريوي، في تغريدة له على موقع “تويتر”: “في فجر اليوم (الاثنين) حاصرت قوات الأمن قرية خريبة وطالبوا صاحب المقطع “عبد الرحيم أحمد محمود الطقيقي الحويطي” بالخروج من البيت وتسليمه لقوات الأمن فيما رفض عبد الرحيم تسليم البيت وأنه لن يتخلى عن بيته حتى لو قُتل دفاعاً عنه، وصل الأمر إلى الاشتباك بين الطرفين”.

ونشر الجريوي مشاهد لاقتحام “قوات الطوارئ” لقرية “الخريبة” في منطقة تبوك، التي تسكنها قبيلة الحويطات، إحدى أكبر القبائل الموجودة على الحدود السعودية الأردنية، والتي تمتد أراضيها التاريخية بين الشمال الغربي للسعودية والأردن وسيناء، وينحدر منها عودة أبو تايه، أبرز قادة الثورة العربية ضد العثمانيين مطلع القرن الماضي.

https://twitter.com/emad_alemad8/status/1250657595171442690

وظلت قضية الحويطات تلقى تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي وخارجها، وتبادل ناشطون مقاطع فيديو لما قالوا إنه استمرار لعمليات تهجير تقوم بها السلطات للقبيلة لصالح مشروع مدينة نيوم (شمال غربي المملكة).

وقال حزب الأمة الإسلامي المعارض على حسابه الرسمي “إرهاب السلطات #السعودية يتمثل في #استشهاد_عبدالرحيم_الحويطي واعتقال وتهجير #الحويطات، وقبل ذلك اعتقال وتغييب العلماء والمفكرين وأصحاب الرأي ورموز المجتمع المدني”.

وعلق البرلماني المصري السابق محمد الصغير في تغريدة له على تويتر “استشهاد الحويطي في السعودية وهو يدافع عن هدم بيته وتهجير أهله، نقطة فاصلة وخطوة لها ما بعدها في تاريخ المملكة، ومن سيكتب التاريخ سيخلد كلمته التي لخصت قصة.. #السعودية_الجديدة عندما قال: “لا أخاف من السجن أو الموت، فلا معنى للحياة في ظل حكم ابن سلمان”.

أما الأكاديمي الكويتي حاكم المطيري فاعتبر عملية تهجير القبيلة مخالفة للشريعة، وقال “ما تتعرض له قبيلة الحويطات من تهجير قسري من مناطقهم وسجن وقتل هو ظلم عظيم وعدوان لا يقره الشرع الإسلامي الذي جاء بالعدل والقسط”.

من جانبه، وجّه الناشط تركي الشلهوب كلامه لولي العهد محمد بن سلمان وكتب: “بينما ينشغل العالم في مواجهة كورونا، ينشغل #ابن_سلمان في تشريد أبناء قبيلة #الحويطات للاستيلاء على أرضهم، ومن يرفض مغادرة منزله، يتم قتله وهدم منزله فوق عائلته”.

وكان اعترف نظام آل سعود بقتل المواطن عبدالرحيم الحويطي بعد رفضه إخلاء منزله لصالح مشروع مدينة نيوم السياحية وذلك بعد 48 ساعة من وقوع الجريمة.

وادعى المتحدث الرسمي لرئاسة جهاز أمن الدولة أن الحويطي كان مطلوبا وأنه بادر بإطلاق النار تجاه رجال الأمن، وكان متحصناً في أعلى المبنى خلف سواتر عبارة عن أكياس رملية.

وزعم بيان المتحدث الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية (واس) أن الحويطي تم العثور بحوزته على سلاح رشاش ومسدس وبندقية وطلقات حية في محاولة لتبرير جريمة القتل.

وقد صدر هذا البيان بعد موجهة غضب سادت المملكة على إثر جريمة قتل المواطن الحويطي ضمن مسلسل طويل من جرائم القتل خارج القانون لنظام آل سعود.

وينتهج نظام آل سعود سياسة التصفية وعمليات القتل خارج القانون بصفة مستمرة في غياب أي محاسبة أو شفافية فيما يكون ضحاياه كل من يحاول المعارضة أو التعبير عن الرأي.

ويجمع مراقبون على أن النظام يتبني سياسة القتل لترهيب المجتمع السعودي وسحق مبكر لأي معارضة له حتى لو كان ذلك على حساب دماء المواطنين وبجرائم قتل مروعة.

وأعرب مغردون عن رفضهم واستنكارهم الشديدين لجريمة قتل عبد الرحيم الحويطي، بسبب رفضه مخطط التهجير من قريته “الخريبة” لصالح مشروع “نيوم” السياحي.

وتساءل مغردون هل وصل نظام آل سعود لمرحلة من البؤس والسفح وعدم الاكتراث بالرأي العام المحلي والعالمي إلى جعل عملية اغتياله لمواطن سعودي أعزل داخل منزلة وسط أطفاله وأسرته، أمثولة وعبرة لمن لا يعتبر داخل وخارج المملكة.

وأكد مغردون أن ما حدث للحويطي هو جريمة إعدام ميداني لها رمزية شديدة الخطورة في الأيام المقبلة، مشيرين إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان وضع مستقبل المملكة في خطر حقيقي.

وتقع قرية الخريبة شمال غربي المملكة ضمن المناطق التي تنوي الحكومة إقامة مشروع نيوم عليها، وهو مشروع منطقة اقتصادية بالسعودية ستعتمد على التقنيات المتقدمة والمرافق الترفيهية، في إطار إصلاحات تهدف لخلق وظائف وتشجيع الاستثمارات الأجنبية، بتكاليف قد تصل إلى خمسمئة مليار دولار.

ووصفت صحيفة غارديان البريطانية نيوم بأنها منطقة سياحية مخصصة كنقطة جذب ليبرالية شبيهة بدبي.

وكان الحويطي نشر فيديوهات استنكر فيها إخراجه وأهالي القرية من ديارهم ورفضهم التعويضات، كما نقل في فيديو آخر حشودا لسيارات الشرطة تطوّق بيته وبيوت آخرين لإجبارهم على تسليم بيوتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى