تحقيقات أمريكية جديدة في محاولة آل سعود التأثير على البيت الأبيض
تكثف لجنة المخابرات بمجلس النواب الأميركي تحقيقاتها بشأن محاولات السعودية ودول خليجية أخرى لاستخدام إغراءات مالية ووسائل أخرى لكسب سياسات تفضيلية من إدارة الرئيس دونالد ترامب.
ونقلت مجلة “ماذر جونز” الإخبارية عن مسؤول مطلع بواشنطن أن اللجنة أصدرت منذ أبريل/نيسان الماضي العديد من مذكرات الاستدعاء وطلبات الحصول على معلومات تتعلق بالتأثير الخليجي، وأنها تخطط لإصدار موجة أخرى من طلبات الاستدعاء قريبا.
وفي السياق كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في مقال أن إليوت برويدي رجل الأعمال المقرب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أدار حملة بملايين الدولارات لتحويل قطر إلى خصم لأميركا.
وأضافت الصحيفة أن برويدي أخبر ترامب بأن قطر جزء من محور الشر، وروّج لكل من الإمارات ونظام آل سعود. كما روّج برويدي للرئيس ترامب قوةً لمكافحة الإرهاب تدعمها المملكة والإمارات وشركة الاستخبارات الخاصة التي يرأسها.
وذكرت الصحيفة أن برويدي استغل قربه من إدارة ترامب وقدّم نفسه وسيطا في النفوذ داخل الإدارة الأميركية، واستخدم نفوذه كنشاط تجاري.
ودفعت الإمارات لبرويدي 24 مليون دولار، حتى بعدما علمت أن الأجهزة الاتحادية تحقق بشأن أنشطته.
وقد عزا بروس فاين، مساعد نائب وزير العدل الأميركي السابق، دعم برويدي للسعودية والإمارات إلى الأموال التي يحصل عليها منهما.
وقال فاين في مقابلة سابقة مع الجزيرة إن رجل الأعمال المقرب من ترامب لا يهتم بسياسة الولايات المتحدة ما دام يحصل على ماله.
أواخر الشهر الماضي، كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن محققين فدراليين يدققون في اتصالات قام بها توم براك مستشار ترامب مع الإمارات والسعودية خلال الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية الماضية.
وفي حينه ذكرت الصحيفة أن المحققين أجروا الشهر الماضي مقابلة مع براك في إطار تحقيقات بشأن التأثير الأجنبي على الفترة الانتقالية التي سبقت تسلم ترامب الرئاسة، فضلا عن المراحل الأولى لإدارته.
وبحسب الصحيفة، فإن العلاقة بين توم براك وممثلين عن الإمارات والسعودية كانت موضع اهتمام السلطات الفدرالية لمدة تسعة أشهر على الأقل.
وقالت الصحيفة إن براك -الذي تعود أصوله إلى قرية زحلة اللبنانية- سعى للتنسيق مع شخصيات بمنطقة الخليج -من بينها المستثمر الإماراتي راشد آل مالك المقرب من سلطات أبو ظبي- عبر بول مانافورت المدير السابق لحملة ترامب.
وأفادت نيويورك تايمز بأن شركة عقارية يملكها براك حصلت بين فترة ترشيح ترامب للرئاسة ويونيو/حزيران من ذلك العام على مليار ونصف المليار دولار من السعودية والإمارات عبر استثمارات وتعاملات.
وقالت الصحيفة إن المحققين استجوبوا شهودا بشأن دور لبراك في اقتراح مقدم من مجموعة أميركية يمنح السعودية إمكانية الوصول إلى تكنولوجيا نووية.
وكان المحقق الخاص روبرت مولر، الذي يحقق في الدور الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، التقى توم براك في هذا الإطار قبل فترة لسؤاله عن علاقات مدير حملة ترامب الانتخابية السابق بول مانافورت والجوانب المالية لحملة ترامب الانتخابية ولعملية انتقال السلطة من الرئيس السابق إلى ترامب ولحفلة التنصيب.
وقام توم براك بدور كبير في حملة ترامب الانتخابية بسبب الصداقة القديمة التي تجمعهما، وتولى مسؤولية جمع التبرعات للحملة، وكان المسؤول عن اتصالات ترامب. وبحسب الصحيفة، فقط ربط علاقات ترامب بين حكام الإمارات والسعودية.
ووفقا لنيويورك تايمز، فإن براك يرتبط بعلاقة صداقة قديمة وقوية مع سفير دولة الإمارات العربية لدى واشنطن يوسف العتيبة، ونشرت الصحيفة مراسلات بينهما عن شكوك العتيبة في سياسة ترامب وغموض توجهاته وتطمينات براك له.
وتكشف المراسلات -التي نشرتها الصحيفة في يونيو/حزيران 2018- عن أن يوسف العتيبة تعاون مع براك لإنجاز صفقة عام 2009 التي تتعلق ببيع فندق “لرميتاج رافلز” في بيفرلي هيلز إلى شركة مملوكة بنسبة 50% لصندوق أبو ظبي للاستثمارات مقابل 41 مليون دولار.
وبعد ثلاث سنوات استثمر العتيبة مليون دولار في صندوق أنشأه براك لشراء المنازل بأسعار رخيصة بعد الأزمة العقارية.
كما استخدم ترامب الشهر الماضي حق النقض الرئاسي، للمرة الثالثة منذ توليه منصبه مطلع 2017، بشأن تشريع صادق عليه الكونغرس لمنع بيع أسلحة معينة لحلفاء واشنطن، ومنهم الرياض وأبو ظبي.