رسالة حقوقية إلى الأمم المتحدة من أجل الإفراج عن الداعية العودة
وجه ناشطون حقوقيون رسالة إلى الأمم المتحدة من أجل الإفراج عن الداعية معتقل الرأي في السعودية سلمان العودة.
وأعلن مؤتمر “مصلحون معاصرون” عن تخصيص دورته الأولى، للداعية العودة المعتقل منذ سنوات في سجون المملكة دعمًا لصموده.
وتعقد فعاليات المؤتمر على مدار يومين، 12 و13 فبراير/ شباط الجاري.
وتأتي فعاليات المؤتمر لتسليط الضوء على “المصلحين المعاصرين ممن تعرضوا لمظالم نتيجة إسهاماتهم في المجالات الفكرية والسياسية والاجتماعية”.
مطالب بضغط أممي
ودعا المفكر والباحث في الشأن الخليجي مهنا الحبيل، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، للضغط من أجل الإفراج عن “العودة” في رسالة بعثها له.
وفي مقدمة رسالته أكد “الحبيل” أن “العودة” كافح خلال ربع قرن حملة التنوير الإسلامي لصناعة منهج ترشيد إنساني كبير يبسط على الأرض العربية، يعتمد مقاصد الإسلام، لا صناعة دين مزيف لصالح المستبدين أو الرأسمالية المتوحشة.
وأضاف الحبيل: كان سلمان العودة من أبرز قادة الرأي في الفكر الإسلامي التنويري، الذين أخذوا على عاتقهم مهمة الطريق السلمي النهضوي الجديد.
وتعزيز مسارات التعايش الإنساني في العالم، وتحويل مشاعر الظلم إلى مسارات القصاص العادل، وفتح أبواب السلم الأهلي مع العالم، ونبذ أي تطرف يقع على الأبرياء.
وتابع: حتى أصبح خطاب الدكتور العودة دستورًا ثقافيًا دينيًا للوطن العربي الجديد، وهو ما جعله من أبرز الشخصيات العالمية الإسلامية في هذه المهمة المحورية لعدالة العالم الحديث.
ووجه “الحبيل” حديثه لأمين الأمم المتحدة، قائلاً: “ولك معالي الأمين العام أن تتصور ما هو حجم الضرر الذي سيقع على ثقافة التعايش والدكتور العودة يتعرض اليوم للقتل البطيء في السجون السعودية”.
واستطرد: “فأوجه لك، والضمير الإنساني عبر منصة الأمم المتحدة هذه الرسالة والنداء لأدعوك للقيام بواجبك الأخلاقي، والوظيفي الأممي مع قادة العالم، لإقناع السلطات السعودية بإطلاق سراحه فورًا ليعود إلى منزله”.
“ويستأنف أخذ أدويته بعد الأمراض التي تمكنت منه وهو سجين ضمير محاصر دون حريته وأطفاله، ومهمته التنويرية”.
والأسبوع الماضي، دشن “عبدالله العودة”، نجل الداعية السعودي المعتقل حملة بعنوان “سلمان العودة سفير السلام”، وذلك بعد فوزه بالمرتبة العاشرة ضمن قائمة المسلمين الأعلى تأثيرا في العالم.
وكتب “عبدالله العودة” عبر حسابه بـ”تويتر”:
“كونوا معنا غداً في حملة #سلمان_العودة_سفير_السلام بعد أن فاز الوالد بمراتب متقدمة على كثير من السياسيين والملوك والمؤثرين المسلمين حول العالم”.
تدهور الصحة الجسدية
في أواخر نوفمبر / تشرين الثاني 2020، علمت عائلة الدكتور العودة من خلال الطاقم الطبي في السجن أنه أصيب بإعاقة ثنائية حادة في وظائفه البصرية.
بلغت على الأقل نصف قدرته البصرية السابقة، ومن ثم فهو يواجه اليوم خطر الإصابة بالعمى، في ظل الحرمان من العلاج وإعادة التأهيل.
وبالمثل، فقد أصيب بضعف سمعي تم تقييمه أيضًا بأكثر من نصف قدرته السابقة.
وفي الوقت نفسه، ومع تدهور حالته الصحية، حُرم من الرعاية الطبية وأجبر على تناول أدوية نفسية مجهولة الهوية.
شاهدت عائلته تدريجياً، ولكن بشكل أكثر حدة في الأشهر الماضية، هزاله الشديد بالإضافة إلى التدهور المعرفي والضبابية الذهنية.
وخلصت منظمات حقوقية إلى أن سلوك السلطات السعودية غير المكترث واستمرارها في إساءة معاملتها للدكتور العودة يؤكد فقط نيتها قتله ببطء.